على مدار يومين احتفت العاصمة السعودية الرياض بأكثر من 1600 إعلامي قدموا إليها من شتى بقاع العالم لحضور المنتدى السعودي للإعلام في دورته الثانية، إذ تحولت القاعات المخصصة للجلسات وورش العمل إلى ما يشبه خلايا النحل في منظر مثير للإعجاب والفخر.

0 seconds of 0 secondsVolume 0%


هذا إعلامي من لندن وتلك إعلامية من واشنطن وبينهما مئات الإعلاميين العرب الذين يُشار لهم بالبنان، الجميع في مكان واحد يناقشون الشأن الإعلامي والمستجدات في عالم متسارع تتغير فيه أدوات وآليات وسائط نقل المعلومات، ويشهد ثورة حقيقية في كل شيء، والأهم أن هذا كله يحدث في عاصمة الدولة التي تقود قاطرة التحديث في الشرق الأوسط.

في خضم هذا كله تذكرت حديث عراب رؤية السعودية 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2018» حين توقع أن الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة خلال 5 سنوات قادمة، مضيفاً «هذه حربي التي أقودها ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط مثل أوروبا».

ويبدو أن الرياض حققت هذا التوقع قبل حتى نهاية السنوات الخمس التي أشار لها الأمير، فمن يشاهد النهضة التي تشهدها السعودية اليوم ويقارنها بما يحدث في أوروبا من أزمات اقتصادية، وأزمات طاقة، وتراجع في جودة الحياة وهروب كبار المستثمرين منها إلى الشرق الأوسط يدرك أن نبوءة الأمير كانت مشهداً يشاهده بعينيه آنذاك بينما عجز آخرون عن رؤيته حتى وجدوا أنفسهم في قلب تلك النبوءة بعد أن استحالت واقعاً يشهد به العالم أجمع.

لقد بات من المؤكد أن الرؤية نهضت بهمم السعوديين بشكل لا يكاد يُصدق، وحولت الأحلام الكبيرة إلى حقائق على الأرض، فلو سُئلت شخصياً قبل 10 سنوات عن إمكانية أن تنظم بعض الجهات المختصة لدينا فعاليات دولية باحترافية كبيرة مثل المنتديات والمؤتمرات والمعارض التي تُنفذ في الرياض حالياً، لتهربت من الإجابة، وهذا كافٍ لتبيان القفزة المهولة التي قفزتها البلاد نحو المستقبل في سنوات قليلة بفضل همة رجال الرؤية الذين يرون في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أملهم ومستقبل وطنهم ومصدر فخرهم.

التقيت في المنتدى السعودي للإعلام بعشرات الإعلاميين العرب والأجانب وجميعهم بلا استثناء كانوا منبهرين أشد الانبهار من كل شيء في السعودية ابتداء من احترافية التنظيم وحفاوة الاستقبال وليس انتهاء بمظاهر النهضة التي لا تخلو منها أي بقعة في العاصمة.

وينبغي أن أشير هنا إلى أنني اليوم كإعلامي سعودي أشد الناس فخراً بهذا، وهو شعور يشاركني فيه كل الإعلاميين السعوديين، بل ومعظم الخليجيين والعرب، الذين أصبحوا يباهون الغرب والشرق بالإنجازات العربية التي تقدمها المملكة، هذه الدولة التي تكتب تاريخاً جديداً للعرب بنهضتها السريعة في زمن تتراجع فيه الحضارات بسبب الأزمات المختلفة.

وعود على المنتدى السعودي للإعلام لا بد قبل أن أختم هذه المقالة من أن أشكر كل القائمين على هذا الحدث الرائع، وأقول لهم باختصار شديد وباللهجة السعودية المحكية: «شرفتونا ورفعتوا روسنا.. كفو يا الأبطال».