يُعلن أفيخاي أدرعي نيّة سلاح الجو الإسرائيلي قصف بنايةٍ معيّنة في الضاحية الجنوبيّة مثلاً. يهرع المصوّرون الصحافيّون إلى مكان قرب مكان الغارة المُتوقّعة. هذا أفهمُه. هذا هو عملُهم. لا يستطيعون أن يغيبوا عن حدثٍ مماثل. لكن ما لا أفهمه هو وجود مئات الناس قرب المُصوّرين ينتظرون حدوث الغارة. ألا تخافون؟! أإلى هذه الدرجة أنتم تثقون بالتكنولوجيا الإسرائيليّة ولديكم اليقين بأنّها لن تُخطئ الهدف؟! أإلى هذه الدرجة تُصدّقون ما يقوله أفيخاي وتثقون بأنّه لن يحيد أُنمُلة فتصابون جميعاً؟! عاش اللبنانيّون عقوداً من الزمن يتحدّثون عن خداع إسرائيل وهمجيّتها وغدرها. فجأة يتصرّف اللبنانيّون كأنّهم مطمئنّون إلى ما يُصرّح به الناطق باسم جيشها! ما هذه الطمأنينة؟! لا أفهمها. ألا تعتقدون أنّكم بعملكم هذا تعطون إسرائيل وجيشها صدقيّةً عالية. ألا تظنّون أنّكم بوقفتكم هذه تمنحونها فرصةً لكي تُبرهن للعالم أنّها لا تقصف عشوائيّاً؟ أتوقّف عن الأسئلة لعلّ ما كتبتُه يخدم كـ Food For Thought.
- آخر تحديث :
التعليقات