الانفعال والعاطفة والانجراف وراء المشاعر أمر نسبي يختلف من إنسان لآخر، لكننا في النهاية لا يمكن أن نقول إن هذا صح وذاك خطأ.. لأنها مشاعر.

إلا أن هذه المشاعر في بعض الأحيان تكون باتجاه غير دقيق، ولكن صاحبها يعتبرها هي الصح.

مقاطعة المنتجات الأميركية كسلوك يُراد منه الرد على ما يحصل في العالم أو في أي بقعة على الارض، كما يحصل في غزة الجريحة اليوم، يمكن ان يأخذ منحى يصب في اتجاه غير المطلوب أساساً أو أقل فاعلية.

وكلاء بعض هذه المنتجات كويتيون، والعاملون في هذه المحلات بعضهم كويتيون.. حتى إن بعضها قدّمت تبرعاً لأهالي غزة.

من يقاطع المنتجات الاميركية كالهمبرغر او قطعة بسكويت أو غيرها، عليه أولاً أن يقاطع المنتجات الأكبر والأغلى، مثل السيارات والآلات، وعدم السفر على متن طيارات أميركية الصنع، وإخلاء بيوتنا من كل شيء أميركي الصنع.

قاطعوا السيارات الاميركية، واركنوا ما تملكونه من هذه السيارت في الشوارع، حتى وإن تطلب الأمر حرقها ليتم حرق قلوب من صنعوها.

برأيي ان التعامل مع هذه النكبة والجريمة، التي تمارسها اسرائيل ضد أهالينا في غزة، يجب ان يكون بأسلوب يفيد القضية بشكل مباشر، كإرسال كل ما يصلنا بكل وسائل الإعلام المتاحة، وإلى كل دول العالم الغربي، من صور وفيديوهات تحرق القلب وتدمي المشاعر لأطفال أبرياء تكوموا ملطخين بدمائهم، وأمهات يتفقدن فلذات أكبادهن بين أكوام الضحايا المكفنة ومناظر الأطفال التي تثير الذعر، أو إرسالها لكل أنحاء العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، لتصل الى كل الواهمين بأن اسرائيل هي الضحية بسبب انتقائية الإعلام الاميركي والغربي في ايصال ما يصب لمصلحة اسرائيل فقط من صور وأفلام الفيديو.

هناك وسائل كثيرة أجدى وأكثر نفعاً وذات تأثير أكبر هي ما يتوجب علينا أن نفكر بها.

المقاطعة إذا لم تكن مقاطعة شاملة تشل تماماً، فإنها لن تجدي فعلاً؟ سبق أن قاطعنا زبداً دنماركياً رداً على حرق المصحف الكريم، وبعد أشهر قليلة عاد هذا الزبد الى ثلاجاتنا وأرفف جمعياتنا.

إما أن نقاطع جماعياً كل المنتجات الاميركية في بيوتنا وكراجاتنا وشوارعنا ووزاراتنا وجمعياتنا ومحالنا وسفرنا..و..و..، أو لنبحث عن وسائل أكثر جدوى وتأثيراً نعبّر فيها عن استيائنا وسخطنا من دعم بعض الدول للطرف الصهيوني.

قد يُعجب كلامي البعض، وقد يرفضه بشدة البعض الآخر، إلا أنني في النهاية لا أرجو إلا أن يكون رد الفعل قوياً وقوياً جداً.