عند الحديث عن المشاريع الناشئة، فإن المعني هو أنت كفرد، وليس الشركات ولا المؤسسات، وأيضاً هي تعني مشاريع محدودة الميزانية، لكنها تتميز بالأفكار التي تقدم حلولاً جديدة ومبتكرة، وتلبي احتياجات السوق والمستهلكين، وأيضاً تتميز بأنها متنوعة وفي مجالات كثيرة وغير محدودة. وكما هو معروف، ساهمت في نشوء وتطور المشاريع الصغيرة والناشئة، التكنولوجيا وتطور شبكة الإنترنت ودخول حقبة الاتصالات الحديثة، حتى باتت المشاريع الصغيرة مؤثرة، وتقدم حلولاً وخدمات نوعية وسريعة تجاوزت بها الشركات الكبرى والمؤسسات المتخصصة.
والبعض من الخبراء أرجع نجاحات المشاريع الصغيرة لمرونة تحركها وبعدها عن البيروقراطية التي كبلت الشركات الكبرى، وسرعة الاستجابة لمتطلبات السوق وتغييراتها، حتى غدت المشاريع الصغيرة واحدة من محركات النمو التنموي وقوة الاقتصاد، لأنها باتت مساهمة في إيجاد فرص عمل جديدة، ونظراً لتزايد أعدادها، باتت متنوعة وحفزت نجاحاتها المزيد من الاستثمارات، ولكن أهم مميزات المشاريع الناشئة أنها تعتمد بشكل قوي على السهولة والبساطة، وأدواتها الابتكار والإبداع.
وهذه ميزة تنافسية تكتسبها المشاريع الصغيرة، فهي سريعة ومبتكرة وتريد كل جديد، وتحتفي بالأفكار لذا باتت عمليات الإبداع والابتكار جزءاً منها، ومن منظومتها وتكونها. وبالتالي، لا غرابة عندما نعرف أن التكنولوجيا جزء منها، مثل استخدامها أدوات تكنولوجية في التسويق، بل تعتمد عليها تماماً، ولا ننسى عمليات تطوير الإنتاج، والتواصل مع العملاء، وجميعها الكلمة العليا فيها للتكنولوجيا، والتطورات التقنية المتلاحقة. ومن هذه النقطة، يمكن ملاحظة قوة التكنولوجيا، وكونها سلاحاً متميزاً وله مكانة عظيمة في كل مشروع ناشئ، وكيف لها أن تساهم في نجاحه وانتشاره.
والحقيقة أن المشاريع الصغيرة تواجه تحديات أيضاً، وليس مجالها خالياً من الصعوبات والعقبات، ولعل أهم عقبة تواجهها تتمثل في الاعتراف بتميزها، خاصة في مراحلها الأولى، وعدم الاعتراف بقوتها، أو بتميزها، أو بتحقيقها الأرباح والمكاسب، ما يعني تجاهل المؤسسات المالية لها، وعدم منحها التمويل عند الحاجة. وهناك نقطة أخرى تتعلق بالاستمرارية، ونمو تلك المشاريع، فالبعض منها ينسحب ويتوقف بسبب المنافسة، أو عدم التصريح بها، أو بسبب الشروط والمتطلبات التنظيمية.
لكن تبقى المشاريع الصغيرة الناشئة حالة متواجدة على نطاق واسع، وبات لها تأثير كبير في الاقتصاديات، وفي التنمية، وما على رواد هذه المشاريع إلا فهم متطلبات السوق، ومعرفة احتياجات المستهلكين، وكيفية الوصول إليهم، وأن تكون التكنولوجيا متوفرة، والإبداع جزءاً من تكوينها ونموها وتطورها.
www.shaimaalmarzooqi.com
التعليقات