لا أحد، تلك هي الإجابة عن السؤال، في السياسة لا يمكن أن نصدق أحداً، وخاصة في وقت الأزمات التي تخلف وراءها نيراناً مشتعلة، بحثاً عن الذرائع، وسعياً وراء إضعاف إرادة الخصم.

وخصوم العالم الكبار يلعبون بالنار اليوم، يستخدمون أعواناً بأشكال ولغات وألوان مميزة، يوجهون أصابع الاتهام إليها، يقدمونها قرابين لنيرانهم، ويقحمون من الأسماء ما يحلو لهم، ويؤلفون روايات مطلوباً من «الأغبياء» أن يصدقوها، وكل رواية فيها كذب أين منه أكاذيب مسلسلات رمضان المزيفة والمزورة، والموغلة في الدمار، وهذه مجزرة غزة أمامكم، وهذا مشروع وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة، الشريك الفاعل في كل ما يحدث بذلك القطاع وسكانه البالغ عددهم مليوني بني آدم، إنسان، روح وجسد واسم وحق، وبايدن يتبنى كذبة إسرائيلية مصطنعة، فصلت في الشهر الرابع لأحداث السابع من أكتوبر، ويفضحها مشروع قراره، ولأنه حرّف القصد والهدف، واجه «الفيتو»، فالنية هنا كانت مخادعة، مغلفة بالسياسة غير النزيهة، تعطينا درساً جديداً في فنون كبارها عندما يراوغون ويخادعون!

وتلك مجزرة «كروكوس» الروسية، حيث القتل العشوائي، والضحايا من المدنيين، رجالاً ونساء وأطفالاً، وسلاح آلي، وهروب القاتل بعد إتمام المهمة، وفي لحظات يتنصل الجميع من المسؤولية، يحاولون بشتى الطرق أن يبعدوا الشبهات عن أنفسهم، وتخرج الجماعة «الهلامية» المسماة بـ«داعش» لتبرئ الجميع وتضع وزر ما حدث في رقبتها، عبر بيانات ولقطات حية من موقع الحادث وتنشر في منصات التواصل، وهي المنصات التي تمسح الحسابات بما حوت إن نشر أصحابها ما لا يعجب سادتها، وأمريكا تقول إنها حذرت من هجوم مسلح في موسكو، ولم تضف شيئاً إلى التحذير الموجه لمواطنيها هناك، ولم تجب عن السؤال الموجه إليها حتى الآن، وهو أن من يعرف عن الهجوم بالتأكيد سيعرف من سيقوم به!

كلهم سواسية، يخلطون الكذب بالحقيقة ليحققوا ما يدور في رؤوسهم، فهل نصدق رواياتهم؟