نصت المادة (152) والأخيرة من الباب العاشر (الأحكام الختامية) لدستور دولة الإمارات العربية المتحدة: يُعمل بهذا الدستور اعتباراً من التاريخ الذي يُحدد بإعلان يصدره الحُكّام الموقعون على هذا الدستور.. وُقِّعَ في دبي في هذا اليوم الثامن عشر من شهر يوليو سنة 1971م الموافق الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة 1391 ه.
وبعد نحو نصف قرن من ذلك التاريخ الذي يرتبط بحياة قيادة وشعب الإمارات، حتى قبل أسبوع تقريباً، وفي نفس اليوم الموافق الثامن عشر من شهر يوليو سنة 2024م، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماد ال18 من شهر يوليو من كل عام «يوم عهد الاتحاد»، وذلك احتفاء بالاجتماع التاريخي الذي وقَّع فيه المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحُكّام طيب الله ثراهم، «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، وأُعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي للدولة.
إذن؛ ها نحن في معية أربع مناسبات وطنية: «يوم عهد الاتحاد»: 18 يوليو، «يوم العَلَم»: 3 نوفمبر، «يوم الشهيد»: 30 نوفمبر، «عيد الاتحاد»: 2 ديسمبر.. وكل مناسبة من المناسبات الأربع تستدعي الوقوف عندها بتمعن وتأمل، بما يدعو للفخر والحرص على المحافظة على مكتسبات الاتحاد، واستذكار الأحداث والأحاديث المرتبطة بها؛ بما يُعزز من الهُوية الوطنية بكافة أشكالها وصورها وفصولها وتفاصيلها، وبما يُطلع الأجيال على تاريخ وطنهم الذي لم يصل إلى ما وصل إليه الآن من نهضة مختلفة الأشكال والألوان، لولا البذرة الأولى التي زرعها القادة المؤسسون بمباركة شعبية من الماء إلى الماء، وبالانخراط في مختلف الأعمال والتسلح بالعلم والمعرفة مع مواكبة التطور الحضاري الذي يشهده العالم في كل بقاع الأرض، وفي مختلف مناحي الحياة.. تأكيداً لما جاء في مقدمة الدستور الإماراتي الدائم: نحن حُكّام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعَجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة: نظراً لأنَّ إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا قد تلاقت على قيام اتحاد بين هذه الإمارات، من أجل توفير حياة أفضل، واستقرار أمكن، ومكانة دولية أرفع لها ولشعبها جميعاً.
إنّ المناسبات الوطنية الأربع، وسواها من أيام سنوية إماراتية، إنما هي تأكيد لنهضة البلاد، وتأكيد لضرورة ترسيخ الوطن بشتى مناسباته وأيامه ومنجزاته في شتى الميادين، في ذاكرة ووجدان الأبناء، جيلاً بعد جيل.
التعليقات