موسى بهبهاني

التسامح المذهبي في السلطنة العُمانية رائد ومميز، فالسلطة أدركت أهمية التنشئة في الصغر في تكوين شخصية المواطن العماني، فكان من أولوياتها الاهتمام بكل من التعليم والقانون.

فالتعليم فيه توجيه سلوك الأفراد نحو الأفضل، ولذلك العماني مجبول على التسامح وتقبل الآخر، فالتفرقة بين المذاهب والأديان مرفوضة، والتسامح هو صمام الأمان للسلام.

والقانون يمنع اللمز والازدراء من قبل أتباع أي مذهب للآخر، كما تمنع المؤسسات التعليمية بشكل صارم أي إقحام للمذاهب سواء في مناهج التعليم أو في نقاشات المدرّسين مع الطلبة، بل السجن مصير كل من يتعدى على مذهب الآخرين حتى وإن كان لفظياً.

اللوحة المميزة:

في المساجد تتجسّد لوحة جميلة عندما نشاهد صفوف المصلين متراصين خاشعين ونتمكن من تمييزهم بأنهم يتبعون مذاهب مختلفة، فمنهم مسبل يديه في الصلاة، والآخر يضم يديه، وجميعهم خلف إمام واحد، وهذا المشهد المميز بالتأكيد يزعج المتربصين والمغالين، رموز الفتن وقد يحاولون تدمير وتخريب تلك الوحدة بين المسلمين بإثارة الفتن والطعن في المذاهب.

ونجحت السلطنة بإسكات الأصوات النشاز التي تؤجج الطائفية والمذهبية، ومنعتها من اعتلاء المنابر وإلقاء الخطب، بل منعتهم من دخول أراضيها، وسلّحت مواطنيها بدرع واقية يصعب اختراقها برصاص الكلمات الرنانة والمعلومات السطحية المشوهة غير المحايدة.

وللأسف، شهدت السلطنة العمانية والتي تعتبر من أكثر الدول استقراراً وتسامحاً مع الأديان اختراقاً أمنياً نادر الحدوث بعد أن تمكن بعض الغلاة الدخلاء من بث الفتن حيث قام أفراد عمانيون بالهجوم المسلح على أحد مآتم العزاء ما تسبّب باستشهاد وإصابات بين المدنيين المسالمين بينهم شرطي.

لماذا؟

- هل ترويع الآمنين وسفك الدماء البريئة واستهداف التجمعاتِ السلمية من الإسلام؟

-هل هناك مخطط يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الدول الآمنة؟

- من المستفيد من إشعال نار الفتنة في البلد الواحد؟

- أين «داعش» مما يجري في غزة من قتل الأبرياء طوال عام كامل؟

- هل هذه المنظمة المدعية الإسلام تنفذ دز أجندات خاصة؟

- لله الحمد لم يتمكن الغلاة من بث سمومهم على العمانيين فلجأوا إلى التأثير على ضعاف الإيمان والمتذبذبين لتنفيذ هذا المخطط الخبيث، فهؤلاء لا يعرفون بأن هناك حرمةً للأماكن المقدسة ولا لدماء الأبرياء، فهم ممسوخون من ذوي القلوب القاسية ديدنهم الوحشية والإجرام وقتل الأبرياء والمسالمين.

خبتم وخاب مسعاكم، ولن تجنوا بفعلتكم هذه إلّا الذل والهوان في الدنيا والخزي وسوء العاقبة في الآخرة.

ولذلك، فإن مكافحة الإرهاب ونبذ خطابات الكراهية والتطرف هي الغاية والهدف للقضاء على هذا الخطر الداهم.

دولة الكويت تدين الأعمال التخريبية في الخليج ما عانته المنطقة من عمليات تخريبية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «تنظيم داعش الإرهابي الذي اتخذ الإسلام ستاراً لنواياه المدمرة».

وتطالب الكويت بتكثيف الجهود لمحاربة هذا الخطر الكبير بجميع أشكاله وصوره والعمل على تجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله والعمل على تفعيل الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب.

ويجب تفعيل قانون الوحدة الوطنية وتبنِّي إستراتيجيات فعّالة لحماية المجتمعات من هذا الخطر الداهم.

أبيات شاعرة عمانية:

يا مدّعي الفتنة ويا مدعي الشر

هذا الوطن ثابت وكلنا حزامه

لو حاولت غصب عن شاربك تخسر

مادام نوقف للوطن حنا أمامه

ما نفرق بين المذاهب تري البر

الشعب العماني ينذكر باحترامه

عُمان دوم تجر ما هي تنجر

وإن كنت جاهل احنا الزعامة

اقرأ عن التاريخ في كل دفتر

تلقي اسمنا في بيض الغمامة

خطاكم السوء يا أهلنا وأعزاءنا العمانيين، ولا أراكم الله شراً قادماً بإذنه تعالى... ورحم الله شهداء الواجب الذين أبلوا بلاءً حسناً في أداء مهامهم.

أسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربِّ العالمين.