عبده الأسمري

منذ ذلك اليوم الذي أنشدت فيه «السلام الوطني» في مدرستي الصغيرة وأنا ابن الستة أعوام ترسخت في عقلي تلك «الصورة الذهنية المستديمة» والتي امتزج فيها «اللون الأخضر» ما بين علم يرفرف براية التوحيد وأرض مخضرة بأنعم الله في بلد مبارك مسكون بالأمن والأمان.

تفتحت عيناي على معلمينا «الوافدين» الذين كانوا يلهجون بالدعاء لبلدنا وقيادته حتى إن البعض منهم كان يلبس الزي السعودي إمعانا ً في حبهم لوطني الكبير «السعودية» الذي فتح لهم «أبواب الرزق» وأسهم في توفير سبل «العيش الكريم» للملايين ممن ينهلون من خيراته حتى اليوم.

كبرنا ونحن ننصت لوقائع «التاريخ» المحفوظة في صدور «الأولين» وحقائق «الترسيخ» المحفورة في أنفس «الآخرين» ممن عاشوا في بلادنا..

تربينا منذ الصغر على «الإيثار» لكل من كان مقيماً بيننا وتعودنا على أن نقدم «الإغاثة والإعانة « لكل عابر على «عتبات» الاحتياج ولكل شارد من» ويلات» الاجتياح فكان وطننا «الملاذ الآمن» لكل المقيمين والوافدين وجميع القادمين على أجنحة «الظروف».

كيف لي أن أصف «الوقفات» التاريخية لقيادتنا الرشيدة نحو كل «الشعوب» التي ترسخت في أذهان أجيالها على مر «عقود» طويلة معاني «الغوث» وسبل» العون» وبات العالم أجمع يتجه إلى «السعودية» كركن شديد حين المحن وأثناء الكوارث لأنها تمتلك «الحلول» والقوة السيادية الممتدة من «تاريخ مشرف» والمتمددة عبر القارات إلى آخر الحدود وأقصى المحيطات.

لقد تشربت أنفسنا وتوشحت حياتنا بكرم «الضيافة» وطيب «الوفادة» لكل زائر أو مقيم أو سائح على أرض بلادنا الطاهرة الزاخرة بالفضائل والفاخرة بالمكارم والتي تعطي للعالم «مناهج» مضيئة راسخة عن التعامل الإنساني والتكامل البشري من خلال «حقائق» ثابتة بلغة الأرقام وراجحة بكفة الوقائع.

تقتضي الطبيعة البشرية أن يصدر «التمرد» وأن يطغى «الجحود» وأن يسيطر «النكران» على فئات من البشر عاشوا ونعموا من فضل بلادنا واستغلوا «الكرم» وحولوا «العرفان» المفترض إلى «نكران» مرفوض مما يعكس حقيقة نواياهم السيئة وقلوبهم المريضة وما هم إلا «حالات» فردية وقعت في وحل «التنكر» وعضت الأيادي البيضاء التي مدت إليهم الخيرات وأسبغت عليهم بالأفضال.

على مستوى الحكومات والشعوب يتشكل «الوفاق التاريخي» ويتجلى «الاتفاق الدولي» على مكانة السعودية «العظمى» ودورها البارز في كل شأن يمس «الإنسان» من حرية وكرامة وحقوق بعد أن وضعت «المنهجيات» المثلى في التعامل والتكامل ما بين موجبات «العطاء» وعزائم «النماء» والتي فتحت للآخرين مجالات نوعية وفريدة للاقتداء والاحتذاء في المدارك والمسالك في كل الاتجاهات.

من الطبيعي أن يقابل هذا التطور الهائل والمكانة المعتبرة والمقام العالي والصفحات ناصعة «البياض» في تاريخنا الوطني بموجات «الحاسدين» وهجمات «الحاقدين» المتوارين وراء «الأقنعة» والذي يطلقون «صيحات» الباطل المؤقتة التي ترتد عليهم بويلات «الندم» أمام «نداءات» الحق التي تنطلق من كل «الأرجاء» معلنة براهين الفضل ومضامين السمو المعلن بوقع «السمعة» وواقع «الرفعة».

إنها.. السعودية وكفى وطني الشامخ الكبير الذي تحتل مكانته «مساحات» الاعتراف وتعلو كلمته في دلائل «الإنصاف» وحيثما تتجه «المقاييس» وتتبارى «المعايير» وتتنافس «المؤشرات» فإن عنواننا «الصدارة» وديدننا «الجدارة» في كل المستويات وشتى المجالات.