سلطان ابراهيم الخلف

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحوّل إلى مبعوث للإرهابي بنيامين نتنياهو، ليس وزيرا لخارجية أميركا، أو ممثلاً للرئيس جو بايدن، الذي لم يعد يتابع ملف حرب الإبادة على غزة، بعد انكشاف حقيقة كونه يعاني من الشيخوخة وشرود الذهن، وعدم القدرة على التفكير الصحيح واتخاذ القرار.

ولهذه الأسباب وبعد رسوبه في المناظرة مع خصمه المرشح دونالد ترامب، اضطر المتبرعون لحملته إلى مراجعة موقفهم من ترشحه للرئاسة، وأعلنوا امتناعهم عن التبرّع له بعد إصراره على الترشّح، وتهديد حزبه بعدم التصويت له في مؤتمر الحزب الديمقراطي كمرشح للرئاسة، ما اضطره إلى إعلان انسحابه من الترشّح واختيار الحزب كامالا هاريس بديلاً، مرشحاً عنه.

بذلك يكون اليهودي الصهيوني بلينكن قد استحوذ على ملف التفاوض مع «حماس»، والذي اتضح أنه يؤيد نتنياهو في رفضه إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن الذي وافقت عليه «حماس» في يوليو الفائت، وأنه لا يريد وقف حرب الإبادة على غزة.

وقد سبق وصرّح بأن «الحرب لن تتوقف حتى تسلّم حماس سلاحها»، الأمر الذي يعني أن جولات الصهيوني بلينكن المكوكيّة بين العواصم العربية والتي يتظاهر فيها بأنه مهتم بوقف الحرب والمعاناة الإنسانية في غزة، ما هي إلاّ محاولات لإضاعة الوقت، وإطالة أمد حرب الإبادة، ومعاناة الفلسطينيين كوسيلة للضغط على المقاومة.

وقد فضحه أستاذ العلوم السياسية الأميركي جون ميرشايمر عندما اتهمه بقوله «بلينكن يتعمّد الكذب عندما يقول إن نتنياهو وافق على مقترح بايدن لكن حماس هي التي رفضت المقترح».

وللأسف يظهر بلينكن في وسائلنا الإعلامية، كما لو أنه مبعوث يبشّر بالسلام، يقضي معظم وقته متنقلاً بين عواصمنا العربية، على أنه يبذل قصارى جهده لحلحلة أزمة الحرب بين طرفي النزاع، بينما هو في واقع الأمر... نتنياهو الأميركي الصهيوني الذي يمثل نتنياهو الصهيوني البولندي، يبيعك السمك في الماء.

حول جولات بلينكن المكوكيّة بين العواصم العربية التي لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن ويمارس فيها ألعابه السحريّة أمام الجمهور العربي، أعجبتني تغريدة سالم الجميلي، التي شبّه فيها بلينكن بطائر«ملهيّ الرّعيان».

وقد بيّن في تغريدته أن هذا الطائر مخادع، يخدع راعي الغنم حيث يدع الراعي يقترب منه كثيراً حتى إذا مدّ يده ليمسكه، فرّ من أمامه، فيكرر الراعي المحاولة مرات عديدة آملاً أن يصطاده لكن من دون جدوى، ملهّياً إياه حتى يبعده عن غنمه.

هذا الطائر معروف لدى الكويتيين بطائر «ملهّي الرعيان». وفي القاموس العربي طائر «السُّبَد».

نعم بلينكن يقوم بدور هذا الطائر، مع الفارق بين هذا الطائر الوديع، وبلينكن الصهيوني ذي النوايا الخبيثة.