كان صادماً أن يظهر الحضور الجماهيري في الجولة الأولى من «دوري روشن السعودي للمحترفين» بذلك الضعف، إذ لم يتجاوز الحضور في تسع مباريات 50 ألفاً، وهو رقم هزيل لا يليق بالدوري السعودي ولا بالجهود الكبيرة التي تبذل من أجل تطويره.
لا يمكن أن يُعزى ذلك لارتفاع درجة الحرارة أو لأسباب تتعلق بارتباطات الناس، فالجماهير كانت تحضر بقوة في أجواء أكثر صعوبة، والإجازة الصيفية انتهت، وانتهى معها الأسبوع الدراسي الأول، وحضور مباراة كرة قدم يعد واحداً من الخيارات الرئيسة لمن يقضي إجازة نهاية الأسبوع حيث توقيت إقامة المباريات.
لم يكن كافياً أن يتواجد كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وكانتي ورياض محرز ليحفز الجماهير للحضور، هذا يعني أن ثمة أسباب أخرى دفعت الجماهير لهجر المدرجات، وبالطبع فهي ليست أسعار التذاكر ولا التسهيلات المتعلقة بالمأكولات والمشروبات ولا الفعاليات المصاحبة، بل حتى الجوائز لم تعد جاذبة للجماهير.
إذن، هناك أسباب أخرى، ولا أظنها تبتعد عن سبب واحد وهي الطريقة التي تمت بها إدارة الإعداد للموسم، وأعني ضعف سوق الانتقالات والعوائق الكبيرة التي واجهت الأندية، فإن أخذنا الفتح والفيحاء والرائد كأمثلة لفرق وإن كانت لعبت خارج أرضها في الجولة الأولى، إلا أنها دخلت الدوري بحالة يرثى لها من غيابات ونقص، ويكفي القول إن الفتح استغنى عن عدد كبير من لاعبيه ومدربه غادر قبل بداية الدوري بأسبوع.
وإن ذهبنا لحال الفرق الجماهيرية أو الكبيرة كما تسمى فإن النصر يعيش أوضاعاً صعبة بسبب تفاصيل تتعلق بحوكمة العمل داخل النادي، والأهلي جماهيره غاضبة بسبب ضعف التعاقدات والاتحادات لا يزال يعيش حالة من عدم الاستقرار الفني والإداري، أما الشباب فله قصة مختلفة، وهو النادي الكبير الذي يعيش حالة من التهميش وعدم الاهتمام إن تمت مقارنته بالاتفاق لنكون في المحصلة أمام مشهد مثير للتعجب.
هناك خلل واضح في تفاصيل إدارة المشروع، فالتفاصيل تلك تعرقل الأهداف والطموحات الكبيرة التي رسمتها الدولة ووزارة الرياضة، فلا يوجد آلية واضحة للدعم، ولقبول الصفقات ورفضها، ولا يوجد أسباب واضحة لدعم أندية بمبالغ كبيرة للغاية مقابل غياب نفس الدعم عن أندية أخرى.
لست متفائلاً بموسم قوي ومثير على غرار الموسم الفائت، فكل المؤشرات تذهب لتؤكد أن الموسم الجديد سيكون صعباً على الجميع، بسبب ضعف استعداد معظم الأندية الناتج عن تأخر في دعمها وتأخر في إجراءات صفقاتها.
التعليقات