عماد الدين أديب

الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثي تجاه إسرائيل، ليس مجرد عملية عسكرية، بقدر ما هو تحول استراتيجي في مستوى الصراع بين إسرائيل وإيران.

الصاروخ الباليستي هذا صناعة إيرانية لا يتم إطلاقه من ناحية القرار، والعدد، وتحديد الهدف الموجه إليه، إلا بالأمر التفصيلي المباشر من أعلى سلطة في طهران.

عبر هذا الصاروخ 2040 كم في زمن 11 دقيقة ليسقط على هدف في مدينة «يافا» شعر به سكان تل أبيب وأدى إلى ذعر كبير لدى سكان المنطقة.

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الرأي العام الإسرائيلي ببيان عاجل غاضباً متوعداً اليمن وإيران برد مدمر «لأن إسرائيل لن تسمح لأي من أعدائها بالتعرض لأمن مواطنيها دون عقاب رادع» على حد قوله.

واستشهد رئيس الوزراء في تهديده بما حدث في «الحديدة» من قصف وتدمير شامل قامت به إسرائيل في ضربتها الأخيرة.

كان رد فعل ايتمار بن غفير قاسياً وعنيفاً على إطلاق الصاروخ، وأكد أن مثل هذه العمليات تؤكد ضرورة التعامل مع أعداء الدولة العبرية بلا رحمة وبالعنف المطلوب حتى يتم تدميرهم نهائياً.

باختصار خدم هذا الصاروخ نظرية بن غفير العنصرية الدموية.

من ناحية أخرى، فرح أهل غزة الذين يعانون قرابة العام من حرب الإبادة تجاههم بهذا الصاروخ على أساس أنه نوع من إعاشة للإسرائيليين في جزء من الرعب الذي عانوا منه ويعيشونه منذ بداية الحرب.

ولا يبدو أبداً أن الصراع الحالي يسير نحو التهدئة أو التسوية أو السيطرة عليه بل يتجه بقوة نحو التصعيد واتساع حدوده، وزيادة الأطراف المتداخلة والمتورطة فيه.

الخوف من الانزلاق والانفلات نحو جولة جديدة من الصراع تبدأ ولا نعرف كيف ومتى تنتهي!