لولا يحيى السنوار، لكان يستحيل على الأرجح أن نرى ما نراه راهناً، من انقلابات في الشرق الأوسط. كل شيء بدأ في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، عندما أشعل الهجوم الذي قادته حركة "حماس" البركان، وفعّل "وحدة الساحات" التي هندستها إيران، على مدى سنوات.أعطى "طوفان الأقصى" الذي كان يقوم على معادلة "إزالة إسرائيل" ما يكفي من مشروعية للدولة العبرية، حتى تنقض على جميع أعدائها. وكان واضحاً، أنّها منذ الأيّام الأولى، وضعت خطة تمكنها، بعد أن تُرفِق في غزة، من وضع حد لما وصفته بالأخطبوط الإيراني. لم يكن إسقاط النظام السوري جزءاً أساسيّاً في الخطة الإسرائيلية، ولكنّه كان "في البال". الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل والنظام السوري، كانت تدرك ذلك. حذرت هذه الدول، مراراً وتكراراً، بشار الأسد، وأسدت إليه النصائح بوجوب تحييد نفسه عن "اللعبة الإيرانية". حاول الأسد، ولكنّه بالمحصلة فشل، فهو، عن قصد أو عن عفو، أصبح رهينة بيد إيران. قدرته على الانفصال عنها شبه معدومة، وعليه، إن لم يقاتل عنها، أن يفكر بطريقة انتحاره. الرسالة الأخيرة التي حملها إليه علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد علي خامنئي، كانت واضحة: إيّاك أن تفك علاقتك العضوية بـ"محور المقاومة"، فالمعادلة التي كانت قائمة قبل "طوفان الأقصى" لا بد من أن تستمر!لم تكن ...