عبد الله سليمان الطليان
لم يعد الاستهلاك في وقتنا الحاضر ذا نزعة نمطية قائمة على توفر الضروريات الأساسية، بل هناك وتيرة سريعة في حب التغيير بفعل الإعلانات التجارية الهائلة عبر الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي التي لها استحواذ هائل في عملية التغيير. صارت تجرف الأغلبية إلى مستنقع الاستهلاك العشوائي المفرط. مستخدمة حيلا وخداعا وتضليلا مختلفا، شاملة لكافة شرائح المجتمع، تلاحق الكبير والصغير، الرجل والمرأة على حد سواء عبر الهاتف المتنقل، الذي فيه اختراق كبير لعمليات التصفح للمواقع التجارية والقنوات الإعلامية التي يتهافت عليها الكثير (ويبقى ادعاء على أن جهازك محمي وأنك تستطيع التحكم في هذه الإعلانات مجرد كلام فارغ). هذه المواقع أو القنوات محتوها في العادة يكون (تافها) تلقي سنارتها عبر عرض خبر مثال ذلك (إليك الجريمة البشعة التي هزت المجتمع) (الفنان الفلاني كاد أن يغرق في حوض السباحة داخل منزله) (رجل الأعمال اشترى سيارة بمبلغ خرافي) (اللاعب الفلاني رفض الإقامة في هذا الفندق) وهلم جرا، وعندما تقع في الفخ وتدخل إلى الموقع تجد نفسك أمام خبر من سطر واحد هو أقرب إلى (صحف التابلويد). هناك شبه إدمان قوي في التصفح وقضاء وقت طويل على الهاتف المتنقل، إلا ما ندر عند فئة قليلة محددة بالمستوى التعليمي والثقافي، إن تأثير هذه المواقع له نتائج سلبية اقتصادية على مدى طويل، من خلال استهلاك بضاعة رديئة لا ترتقى إلى الجودة المطلوبة، من قبل شركات جشعة يهمها الربح فقط عبر استغلال عدم الوعي الاستهلاكي الذي هو الهدف الحقيقي لتحقيق هذا الربح، ومن أجل ذلك كان لابد من تكثيف الإعلانات التجارية عبر المواقع وقنوات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشبه (الصحافة الصفراء) وهي أسلوب للصحافة يركز على القصص المثيرة وشائعات المشاهير ونجوم الرياضة، ووجهات النظر السياسية المتطرفة، وأخبار الوجبات السريعة والتنجيم.
التعليقات