مع الامل بان تستعيد الصحفية والكاتبة افراح شوقي حريتها وتعود سالمة الى ذويها واسرتها، تبقى قصة اختطافها من بين أهلها جزء من المشهد العبثي الذي يعيشه عراق اليوم في ظل غياب دولة القانون والمؤسسات وتفاقم الصراع الطائفي والعنصري والالغاء المتعمد لحقوق وقيم المواطنة وكرامة الانسان
السيدة افراح شوقي الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الانسان والموظفة في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية ورئيسة لجنة المرأة في ديوان الوزارة اختطفت قبل اكثر من أسبوع من بيتها ومن بين افراد اسرتها، بسبب اراءها ربما لتلحق بركب عشرات الصحفيين العراقيين الذين ذهبوا ضحايا الوضع العراقي ، اما بسبب قيامهم بواجباتهم الإعلامية او بسبب أراءهمالتي لم تعجب هذا الطرف او ذاك، ليبقى الكلام عن حرية الرأي والتعبير والاختلاف في التوجهات والحد الأدنى من احترام حقوق الانسان مجرد شعارات رنانة وحبر على الورق!
كيف لا! والسيد رئيس مرصد الحريات الصحفية في العراق يقول بان (الأجهزة الأمنية استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ضد الصحفيين المتظاهرين والمطالبين بالكشف عن مصير زميلتهم المختطفة افراح شوقي)، هذا بدلا من تكثف القوات الأمنية جهودها وتنقذ السيدة افراح من نهاية قد تكون مفجعة
افراح المختطفة بسبب افكارها وأراءها هي واحدة مما يقارب (170) صحفيا عراقيا تعرض للتهديد والوعيد وانتهاكات قانونية ناهيك عن مقتل (435) صحفيا واعلاميا في الفترة 2003 ـ 2015 حسب إحصاءات نقابة الصحفيين العراقيين
ترى ما الفرق بين اللذين اختطفوا افراح شوقي وبين عصابات داعش الإرهابية المجرمة التي قتلت، على سبيل المثال لا الحصر، المدرسة العراقية اشواق إبراهيم النعيمي بسبب موقفها البطولي من رفض المناهج الدراسية للإرهابيين والصحفية اخلاص غانم ووالدها معا والصحفية سهى احمد راضي بسبب وقوفهما بوجه الإرهاب وجرائمه
ما الفرق بين اللذين اختطفوا افراح واللذين هددوا رشا الربيعي وزينب جبار الساعدي وهديل الجميلي وال (170) البقية من الصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات متنوعة وتهديدات خطيرة، وبين أي عصابة إجرامية او نظام دكتاتوري يمنع حرية الفكر والرأي
سياسة تكميم الافواه ومنع الأفكار ونشر الرعب ومصادرة حريات الانسان والعنف المنظم الذي يرافقها ليست أكثر من محاولات عبثية متخلف لإعادة عقارب الساعة الى الوراء ولا تنتج غير الموت والدمار أينما حلت وقد تجاوزها المجتمع البشري المتحضر وبالتأكيد لا مستقبل لها
لترتفع كل الأصوات النبيلة من اجل حرية وسلامة الصحفية افراح شوقي ومن اجل وضع حد نهائي للانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها صحفيو العراق
التعليقات