رد الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران على تصريحات مستشار الأمن القومي الامريكي فلين قائلا : على الامريكيين ان يتذكرو كيف مرغ انفهم في العراق وهذا التصريح وغيره يعود بالذاكرة الى لعبة التصريحات التي يجيدها رموز النظام في إيران من حيث تناغمها واختلافها او في نفيها من جهة اخرى في وقت لاحق ربما يكون متحدث باسم الخارجية الإيرانية ليقول نحن فقط من نعبر عن وجهة نظر إيران الرسمية .

ان اطلاق إيران صاروخ باليستي ضمن مسلسل تجاربها الصاروخية المتكررة في هذا التوقيت لم يأتي اعتباطا او مصادفة انما كان مخطط له من اجل قياس واختبار ردة فعل الادارة الامريكية الجديدة ورئيسها دونالد ترامب والموصوف بالتشدد في موقفه ضد إيران والاتفاق النووي في عهد سلفه اوباما واضاف الرئيس ترامب أمس لهجة تصعيدية عندما ادان ابتلاع إيران للعراق وتزايد ممارساتها العدوانية والتي تزعزع أمن المنطقة .

كل هذا المناخ السياسي المتبدل في القوة الاعظم وسياساتها في المنطقة يبدو لم يقنع إيران بأن قواعد الاشتباك في المنطقة قد تغيرت وبسرعة فائقة لم تستطيع إيران لحد الان على استيعابها ولا زالت تعيش نشوة مكاسب عهدةاوباما والذي سلم ربع المنطقة لنفوذ إيران وهادنها واليوم فان الحكم الإيراني عليه ان يتحسس راسه فقد ذهبت الاعيب التصريحات والمساومات فنحن حقيقة امام متغير مدهش وهو ادارة حازمة ومتشددة في ردود افعالها وليس اقوالها . 

سياسة الهيمنة ومحاولة انتظار سقوط العاصمة العربية الخامسة قد ولت والى الأبد فايران امام استحقاقات جديدة لا تنفع معها التصريحات النارية وانا اجزم ان نظام الولي الفقيه في طهران عندما يتيقن بأن لعبته شارفت على الانتهاء في المنطقة سيلجأ الى براغماتيته المعهودة ويتجاوب مع كل الأستحقاقات ولن تجدي نفعا تصريحات نارية وتهديدات جوفاء فهم يشتغلون وفقا لمنطق بازار طهران الربح والخسارة فامام ادراكهم ان اقتراب خطر زوال نظامهم قد اقتربفسيقومون بتقديم كل التنازلات المطلوبة وحتى لو وصل الامر الى تفكيك معداتهم وشحنها الى بلد اخر وربما حتى دفع اجرة الشحن البحري ؟

اما محاولة السيد مستشار المرشد ولايتي بتزييف الحقائق الموثقة ولا زلنا نعيشها ويعيشها جيلنا فأن الذين قاومو المحتل الامريكي ومرغو انفه في التراب ليسوا حلفاء إيران الذين وعلى حد وصف حيدر العبادي في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط قبل سنوات بأننا الشيعة وجدنا ثور هائج هو امريكا فأخترنا بدلا من الوقوف امامه الركوب عليه واوصلنا للسلطة ؟؟ المقاومة وطنية عراقية خالصة ولنقل انطلقت من المناطق العربية " السنية حصرا " واعترف بضراوتها بوش واركان ادارته وقتها وهذا أمر اصبح من المسلمات بل عندما كتب الاستاذ جيري رامسي من كلية الدفاع الوطني الامريكية مقالا في مجلة الدفاع ذكر بان الامريكان خدعهم معارضون عراقيين عندما قالوا لهم بان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود لكن ما حصل هو العكس واضاف الدكتور رامسي بأن الامريكان فوجئو بالمقاومة السنية الشرسة والمدمرة ولم يكن امامهم الا التحالف مع جماعات الشيعة القادمين من إيران لتثبيت بعض الاوضاع ولذلك فشلنا في الحد من النفوذ الإيراني في العراق .

السيد ولايتي وهو طبيب الأطفال عليه ان يفرق جيدا بين كتابة وصفة مسكن حرارة الطفل وبين قياس حرارة ترامب الذي اجمعت كل صحف امريكا بان الرجل يفعل ما يقول وهنا تعود الذاكرة ما ذكره احد اعضاء الوفد العراقي المفاوض مع إيران في جنيف عقب قبول الامام الخميني وقف الحرب مع العراق عام 1988م بعبارته الشهيرة تجرعت كأس السم وكان رئيس الوفد العراقي حين ذاك الأستاذ الراحل طارق عزيز فيما رأس الجانب الإيراني السيد ولايتي والذي ابتداء النقاش قائلا باننا في إيران لنا الشروط التالية للبدء في المباحثات وهنا أشعل طارق عزيز سيجاره الكوبي مخاطبا محدثه اسمع يا ولايتي انت الطرف المنهزم والخاسر في الحرب ونحن من نملي عليك الشروط ؟

نعم ان قواعد اللعبة في إيران انتهت وحلت بدلا منها قواعد ومستلزمات مرحلة جديدة ينبغي ان يدركها رموز نظام الحكم في إيران . 

[email protected]