في كل يوم جمعة تقريبا السيد مقتدى الصدر، يندد بالفساد ويدعو جماهير التيار الصدري والعراقيين بشكل عام الى التظاهر، والجماهير لا تتردد بالحضور ومن كل محافظات العراق تقريبا للمطالبة بالاصلاح والتغيير،بعد فشل العملية السياسية التي تفاقم فسادها حتى فقدت اهميتها عند اكثرية العراقيين الذين خدعوا بشعارات التحرير سنة 2003،ومن هنا استغل السيد مقتدى الحالة العامة لتذمر العراقيين ليكون الزعيم الشعبي الاقوى والاكثر ازعاجا للنظام الحاكم،بفعل التظاهر المستمر، وان يتوقف التظاهر احيانا بعض الوقت وقد تطول مدته او تقصر،ولكن بشكل عام المظاهرات والاحتجاجات التي يقودها السيد مقتدى من اكثر الفعاليات الجماهيرية و الشعبية استمرارية ضد نظام الحكم الطائفي.
ولكن للاسف المظاهرات لم تحقق اي شيء ايجابي للمصلحة العامة ولم تؤثر تأثيرا ايجابيا في سلوك العملية السياسية الطائفية وبسبب هذا نحن الان، نتمنى من السيد مقتدى الصدر ان يغير اسلوب تعامله لكي تتم الاستفادة من الجماهير وهي في ساحة الميدان او في ساحات التظاهر لتحقيق مطالب وحقوق كل الناس في العراق، دون تأجيل او مساومات،اما ان تبقى المظاهرات مجرد تظاهر من اجل المظاهرات فهذا تخريب وعبث في مشاعر الجماهير التي قد يصيبها اليأس فأي لحظة وبالتالي اما ان ترفض السيد مقتدى او تتخلى عن تحمل المسؤولية كحال الاكثرية من العراقيين الذين هم في حالة اليأس الشديد وهذا مالاينبغي ان يكون على الاطلاق واذا تخلت الجماهيرعن مسؤوليتها اوعن دورها فبالتاكيد قيادة التيار الصدري هي التي تتحمل ذلك،وتتحمل ايضا المسؤولية بسبب علاقتها المشبوهة مع حزب الدعوة وباقي التنظيمات الشيعية العراقية التي ثبت ولاءها الى النظام الايراني.
المعادي للعراق،ولهذا على السيد مقتدى ان يغير من اسلوب معارضته لكي يبدأ بمواجهته الحقيقية مع النظام الفاسد ان كان فعلا يشعر بظلم العراقيين،لان اسلوب التظاهر السابق قد انتهى مفعوله وفقد اهميته بسبب تكراره، حتى تحول الى عمل روتنيني والنظام قد اعتاد عليه لانه لم يؤثر عليه ولم يخضع فيه لتنفيذ شروط المتظاهرين لكي يستجيب الى الاصلاحات ومحاربة الفساد.وبالتالي يجب الانتقال الى مرحلة العصيان المدني الشامل او الى الاضراب الشامل،لان قادة الفساد وقادة الميليشيات لاتنفع معهم الوسائل السلمية بل تنفعهم معهم التهديدات والقوة.لكي تتنزع منهم حقوق العراقيين الم يطاح بنظامهم الفاسد بعد ان فشلت المظاهرات السلمية،على اجبارهم لتحقيق رغبة الجماهير التي تطالب بتحقيق العدالة والقانون.
منذ 14عاما الكريهة بكل تفاصيلها والنظام يتهرب ولايريد ان يعترف بحقوق الانسان العراقي،وهذا سببه ان زعيم المظاهرات هو من استهان واساء الى اهمية المظاهرات لانه لم يكن خصما حقيقيا للعملية السياسية ولم يكن خصما حقيقيا لقادتها ولهذا سوف لن ولم يحصل اي تغيير لاوضاع الفساد وهذا الدليل الاول،اما الدليل الثاني، فأن السيد مقتدى،فهو شريك في العملية السياسية منذ بدايتها والى الان هو في حالة الارتباط والترابط معها بحيث التيار الصدري مشارك في كل الدورات البرلمانية ومشارك ايضا في كل الحكومات الخمسة،التي تشكلت منذ الاحتلال الامريكي وبالتالي كيف يستطيع التيار الصدري تبرير مثل هذا التناقض المهين لمفهوم الوطنية والمهين للمصداقية التي يدعيها؟!
- آخر تحديث :
التعليقات