يقول مشاركون في اجتماعات عقدت في بغداد وعمان وانقرة خلال الاشهر الثلاثة الماضية ان صراعا عميقا يدور بين شخصيات من داخل العملية السياسية وخارجها لزعامة ما يمكن وصفه بالمشهد السني في العراق.

وقد تدخلت خمس دول (تركيا والسعودية وقطر والاردن والامارات) من جهة ودبلوماسيون أميركيون من جهة اخرى فيما يبدو انه اعداد للمشهد في عصر الادارة الامريكية الجديدة ومع قرب الاستحقاق الانتخابي في العراق بعد عام من الان، خلطة ترامبية بنكهة تركية. 

وطبقا لمعلومات من داخل اجتماعات انقرة وبغداد وعمان برزت الاسماء التالية لمتنافسين يتمتع معظمهم بدعم سياسي أو مالي من دول في المنطقة:

  • سليم الجبوري رئيس البرلمان الذي يشغل منصب نائب امين عام الحزب الاسلامي (الفرع العراقي الرسمي للاخوان المسلمين) واسس مؤخرا مجموعة سياسية اسماها المسار المدني او التيار المدني ولمح الى احتمال الاستقالة من الحزب الاسلامي. هو الاصغر سنا بين المتنافسين حيث يبلغ السابعة والاربعين من العمر، وكانت المفاجأة فوزه بانتخابات تحالف القوى الوطنية العراقية في جلسة عقدت في انقرة بغيابه وهزم غراماءه اسامة النجيفي وخميس خنجر وصالح المطلك الذين ترشحوا امامه وحضروا الجلسة التي غاب هو عنها، ويعتقد على نطاق واسع في بغداد انه ينسق مواقفه مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ويتحالف في الباطن مع مجموعة سنية صغيرة انشقت من القائمة العربية وتحظى برعاية المالكي ايضا. ويتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا ومصر والكويت والاردن وايران من خلال منصبه الفعال، وهو شخص هادئ وعنيد في الوقت نفسه ويشعر ان مستقبله السياسي افضل بكثير من بقية منافسيه، ويسعى الجبوري للاحتفاظ بمنصب رئيس البرلمان في حالة بقي منصب رئيس الجمهورية من حصة الاكراد.
  • اسامة النجيفي الذي يشغل منصبا فخريا هو نائب رئيس الجمهورية ويحظى بدعم تركي معلن ويتزعم كتلة "متحدون"، وعلى الرغم من خلافه مع الحزب الاسلامي الا انه يحظى بدعم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين حيث يحيط به اثنان من اقطاب الاخوان هما اخوه محمد النجيفي احد القادة الكبار للفرع السري للاخوان في العراق ورافع العيساوي الذي كان يقود الجناح العسكري للاخوان في العراق المعروف باسم (حماس العراق) الى جانب توليه مناصب وزارية في حكومتي المالكي الاولى والثانية. 
     
    وقد صدم النجيفي بهزيمته في انتخابات انقرة على الرغم من الدعم الذي يتمتع به من أكثر من دولة وخاصة تركيا. ويبلغ الرابعة والستين من العمر ويتحدر من مدينة الموصل وعرف بانه شخص عنيد ومتشدد وخاض صراعا قويا مع المالكي عند توليه منصب رئيس البرلمان، وهو يسعى للحصول على منصب رئيس الجمهورية في حالة ذهب منصب رئيس البرلمان للاكراد بعد انتخابات العام المقبل.
  •  صالح المطلك زعيم القائمة العربية ذات الاتجاه العروبي الليبرالي وشغل من قبل منصب نائب رئيس الوزراء ويسعى لعقد تحالفات جديدة غير انه يعاني من عدم تمتعه بدعم مالي ولا سياسي من الخارج ويواجه مشكلة انشقاقات داخلية قادها وزير التربية السابق محمد تميم (المتحالف مع سليم الجبوري والمالكي). ويسعى المطلك للحصول على منصب رئيس الجمهورية او نائب الرئيس كاستحقاق لتاريخ سياسي طويل، يعتقده هو، حيث يعد اقدم الساسيين السنة المستمرين في العراق ويبلغ السبعين عاما. ويعرف بانه شخص وسطي غير عنيد وبعيد عن التشدد واسس حركة الحوار منذ اثني عشر عاما التي تضم مجموعة عروبية وسطية من الشباب النشط. 
  • خميس خنجر وهو الصرخة الجديدة في المشهد السياسي واظهر في الاشهر الاخيرة رغبة جامحة لاستخدام امواله للوصول الى مكانة في زعامة المشهد السياسي السني ويبلغ من العمر اربعة وخمسين عاما وهو تاجر سابق يتحدر من مدينة الفلوجة واسس جماعة سياسية جديدة اسماها (المشروع العربي) على انقاض كتلة سابقة اسمها (الكرامة) والتي فشلت في الانتخابات السابقة ولم تحصل سوى على مقعد واحد رغم الانفاق الهائل عليها، ويسعى خنجر للتحالف مع الاسلاميين اسامة النجيفي وقريبه رافع العيساوي في وقت يرتبط بعلاقات قوية مع اثنين من اعتى العروبيين الليبراليين هما صالح المطلك وسعد البزاز. كان يعتقد انه شخص حاد المواقف في السابق يمول تنظيما عسكريا سريا غير انه اظهر اخيرا ليونة غير مسبوقة وايد الحشد الشعبي وارتبط بعلاقات تعاون مع قادة التحالف الشيعي. ويسعى خنجر للحصول على منصب رئيس الجمهورية اذا ذهب منصب رئيس البرلمان الى الاكراد
  • سعد البزاز وهو الاخر صرخة اخرى من خارج العملية السياسية في العراق التي اظهر معارضة قوية لمسارها ورفض المحاصصة الطائفية فيها التي وجد نفسه اخيرا في اتونها، ويعمل البزاز من خارج البلاد التي غادرها عام ٢٠٠٤ حيث يدير المؤسسات الاعلامية الاكثر نفوذا وانتشارا في العراق ويبدو انه قرر في العامين الاخيرين خوض العمل السياسي المباشر وعدم الاكتفاء بصنع الساسيين حيث كان من اشد المؤيدين لرئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، ويرتبط البزاز بعلاقات قوية مع العروبيين سواء من المنشقين عن النظام السابق اوالسياسيين الشيعة ذوي التوجه العروبي مثل غسان العطية، واظهر في اجتماعات عمان وانقرة رغبة في التزعم بالتزامن مع رفضه الترشح في اجتماعات انقرة وهو يتحدر من الموصل ويبلغ الحادية والستين من العمر، ويقول مشاركون في لقاءات العامين الاخيرين انه شخص عنيد ومتصلب على العكس من مظهره الودي والدبلوماسي للوهلة الاولى، ويعلن رفضه القائمة الطائفية وتمسكه بقائمة وطنية تضم جميع الطوائف ويقول مقربون منه انه يتطلع لاحد منصبين هما رئيس الجمهورية او وزير الخارجية بعد انتخابات ٢٠١٨
  • جمال الضاري وهو امتداد لافكار مرشده الراحل حارث الضاري واسس تنظيمه خارج هيئة علماء المسلمين ويشدد على رفض المحاصصة ويعمل في الوسطين السني والشيعي ويبلغ التاسعة والاربعين من العمر وهو شخص هادئ وينشط مع المؤسسات الدولية ويتمتع بدعم مالي من قطر. واجرى في الاعوام الاخيرة اتصالات مع سياسيين شيعة وعلماء من النجف الاشرف بعدما كان من قبل احد قادة كتائب ثورة العشرين التي اسسها حارث الضاري ضد الامريكان. رفض الضاري المشاركة في اجتماعات انقرة وصمم على الالتزام باللقاءات التي تجمع السنة والشيعة معا وله علاقات مع مشاركين في اجتماعات انقرة مثل سعد البزاز ووضاح الصديد ولقاء مكي، ولا يتطلع في الوقت الحاضر لاي منصب.