حكومة إقليم كردستان تعمل لتركيع الصحافة والقضاء على ما تبقى من حرّية تعبير، هذا ليس كلامي انا، بل تقارير المنظمات الدولية والمحلية التي تراقب حرّية الصحافة وسلامة الصحفيين في العراق وإقليم كردستان تقول ذالك، فكل من يريد ان يطعن في حقيقة التقاريروالاحصاءات والارقام المذكورة في المقال، عليه ان يتحقق من صحة التقارير بنفسه ويكف عن اتهامي بالباطل والزور والبهتان واطلاق الشتائم و التهم الجاهزة والمعلبة، لا لشيء الا لانني اقف بوجه الفساد والمفسدين والمنافقين السياسيين الذين دمروا البلاد وجعلوا منها خرابة ومستنقع للفقر والجهل والمرض, نعم السياسيين الذين ينهبون خيرات الإقليم ويجوعون الشعب بحجة ( التقشف والادخار الاجباري وفرض الضرائب على الفقراء )، واطالب بوقفة حقيقية بوجه كل المفسدين والمتسلطين للنهوض بواقعنا الاصلاحي الحقيقي والعمل الجاد من اجل الاصلاح والتنمية البشرية ونبذ كل ما هو فاسد لبناء ( البشر قبل الحجر ) وتخليص الإقليم من اثار الفساد والمفسدين وحيتانهم وسراق المال العام ومحتكري السلع والمتلاعبين بالأسعار وتجار السوق السوداء وجوقة فن التصفيق والتطبيل والتزمير والتظليل لإلهاء الناس على قضاياهم المعيشية اليومية و فصيلة النفعيين والانتهازيين والوصوليين والطفيليين اصحاب الامتيازات والمناصب والمكرمات الحزبية الرخيصة، واشباه الصحفيين الذين يدفعون مهنة الصحافة نحو الانهيار الأخلاقي والمهني.
حداد على حرية الصحافة في إقليم كردستان:
في 3 ايار 2017، كشفت منظمة (مراسلون بلا حدود )في تقريرها السنوي بأن العالم العربي لا يزال منطقة تضييق على حرية الصحافة، حيث يئن الصحافيون تحت وطأة الضغوط بجميع أنواعها وشتى أشكالها وحسب المنظمة، يستند التصنيف على قياس حالة حرية الصحافة، انطلاقا من تقييم مدى التعددية واستقلالية وسائل الإعلام ونوعية الإطار القانوني وسلامة الصحافيين في 180 بلدا.
وحسب التقرير المذكور تراجع (العراق واقليم كردستان ) من المركز 156 السنة الماضية إلى المركز 158 هذا العام،واصبح ( خامس أسوأ بلد على مؤشّر حرية الصحافة بين البلدان العربية في قارة آسيا).
في اقليم كردستان، لا تزال الحكومة تضرب بالقوانين عرض الحائط غير آبه بالانتقادات بتاتاً، حيث تضيق الخناق على الفضاء العام وتحاول بكل جهدها الإجهاز على التعددية الإعلامية، موجهاً سياطها على الاقلام والقنوات التي تنتقد وتدفع الفاعلين الإعلاميين والصحفيين باستمرار نحو هاوية الرقابة الذاتية والقمع العلني, حيث اعلن (مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين)* في تقرير له في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف (الثالث مايو )من كل عام، عن احصاءاته لعدد حالات العنف المسجلة ضد الصحفيين (عين الشعب التي تراقب السلطة في إقليم كردستان )خلال الاشهر الاربعة الماضية، موضحا ان الاحصاءات ضمت( 90 )خرقا ضد الصحفيين.
سجل مركز ميترو خلال الاشهر الاربعة التي مضت من عام 2017، اي منذ بداية العام الحالي وحتى 3 أيار الجاري،( 90 ) أنتهاكا لحرية الصحافة وحقوق الصحفيين، شملت( 71 )صحفيا، من الذين سجلوا تلك الانتهاكات في مركز ميترو، وتضمنت تلك الانتهاكات مايلي: 2 حالة استشهاد، جرحى 1، حالات الاعتداء والضرب 16، حالات المنع والعرقلة المتعمدة اثناء الواجب 8، حالات مصادرة ادوات عمل الصحفيين 36، حالات تحطيم ادوات عمل الصحفيين 8، 1 حالة استهزاء واستهانة، 5 حالة اعتقال بدون اوامر قضائية، التهديد 8 حالة، حالات اجبار الصحفيين على التوقيع على تعهد 2، تعرض بيوت الصحفيين لاطلاق نار 2 حالة.
وحسب هذه التقارير الدولية والمحلية، لايحفي على احد ان حرّية تعبير وحرّية الصحافة في حالة من التراجع، وان الانتهاكات التي سجلت خلال الاشهر الاربعة ( من بداية العام الحالي وحتى 3 ايار الجاري ضد الصحفيين والاعلاميين ) خير دليل على ذالك.
فحسب الاحصاءات الرسمية لا زالت الاعتداءات على الصحفيين في اقليم كردستان واهانتهم وتحطيم ادوات عملهم وعدم تزويدهم بالمعلومات الضرورية مستمرة، بالرغم من إصدار ( قانون يجيز للمواطن الكردستاني من ممارسة حقهم في الحصول على العلومات لدى المؤسسات العامة والخاصة وفقأ لاحكام قانون رقم (11 ) لسنة 2003 والذي استند لحكم الفقرة ( 1 ) من المادة ( 56 ) من القانون رقم ( 1 ) لسنة 1992)(1 ).
والاكثر من هذا تقوم بعض الجهات الرسمية وبامر من (المسوؤلين الحزبيين ) في الإقليم ومن اجل الضغط على الصحفيين وترهيبهم والحد من تحركاتهم، بتقديم دعاوى قضائية ضد الصحفيين ومطالبتهم بمبالغ مالية خيالية بحجة التشهيروالتلفيق، اضافة الى (الإفلات من العقاب )(2 ).
وبسبب ازدياد وتيرة أعمال العنف والتخويف والارهاب ضد الصحفيين في الإقليم (بما في ذلك عمليات القتل والاختطاف والمضايقات والتهديدات والاعتقالات وعمليات الاحتجاز غير القانونية ومداهمات المكاتب وبيوت الصحفيين )، صنفت التقارير الدولية والمحلية المختصة بحرّية الصحافة وحرّية تعبير وحقوق الانسان، العراق واقليم كردستان من ضمن الدول المنتهكة لحقوق الصحفيين والتي تطمس الإعلام والصحافة الحرة.
اخيرا : لابد ان اشير الى ان حكومة إقليم كردستان ترفع شعار( من راقب الناس مات همأ )، فكيف بمن يراقب الحكومة الرشيدة جدا في الإقليم (الذي اصبح مكانا امنأ لقتلة الصحفيين حسب تصريح نقابة الصحفيين في الاقليم )(3 ) وتحدديا اصاحب الاقلام (الهدامة التي لا تلتزم بالموضوعية وتعم ضد مصالح الإقليم وتهدد امنه القومي حسب ادعاء الحكومة الرشيقة والرشيدة ).
إن حكومة الإقليم وللاسف تعتبر بعض الصحفيين أعداء ومخربين، وعليه تحاول جاهدا ان ( تفقأ عيونهم) التي تراقب السلطة وكبار حيتانها، ولهذه الاسباب لايمكننا ابدا أن نتوقع الكثير من حكومتنا الرشيدة والرشيقة جدا والتي تطلق كل وسائل القمع والتجويع على الصحفيين وتلجا الى وسائل شراء اصواتهم واقلامهم بمغريات ماديه بائسه، وعندما تفشل في تحقيق اهدافها، لن تتردد في ملاحقتهم ومعاقبتهم واستخدم القوة لتغييب دورهم واسكاتهم الى الابد، مع أن (الصحفي الحقيقي والمهني ) هو الذي يخدم قضايا وطنه ويحترم مهنته ويعتمد النزاهة والاخلاص ولا ينتسب لأي حزب او جهة إلا حب الوطن والارض والحرية...
اختتم مقالتي بمقولة للشاعر العراقي الكبير( احمد مطر ) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي :
أذكرُ ذاتَ مرة ٍ
أن فمي كانَ بهِ لسان
وكانَ يا ما كان
يشكو غيابَ العدل ِ والحُرية
ويُعلنُ احتقارهُ
للشرطةِ السريةِ
لكنهُ حينَ شكا
أجرى لهُ السلطان
جراحةُ رَسمية
من بعد ما أثبتَ بالأدلةِ القطعية
أنّ لساني في فمي
زائدة ٌ دودية!
ــــــــ
* تأسس مركزميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في آب 2009 بجهود مجموعة من الصحافيين وبالتعاون مع معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) بهدف مراقبة حرية الصحافة والصحافيين والدفاع عنهم وحمايتهم في إقليم كردستان، ومنذ بداية تأسيس المركز وحتى نهاية عام 2010 قام معهد صحافة الحرب والسلام بتقديم الدعم المادي للمركز, وفي 18- 7- 2010 عقد المؤتمر الاول للمركز في مدينة اربيل، وتم خلاله اختيار المدراء ومجلس الادارة, وتقرر في نفس المؤتمر التنسيق والعمل المشترك مع مرصد الحريات الصحافية (JFO) ليكون عمل المركز على نطاق محافظات الإقليم بينما يكون عمل المرصد على نطاق محافظات العراق الاخرى, مركز ميترو ومنذ تأسيسه وبالتعاون مع منظمة (IWPR) ومنظمة (IMS) الدنماركية ومنظمة (NPA) النيرويجية ومنظمة (DHRD) قام بتنفيذ العديد من المشاريع والانشطة لتوسيع مساحة حرية الرأي في إقليم كردستان والحد من الانتهاكات ضد الصحافيين لخلق بيئة صحية للعمل الصحافي, مركز ميترو ملتزم بتنفيذ قانون العمل الصحافي رقم 35 لسنة 2008 في إقليم كردستان والمصادق عليه من قبل برلمان الإقليم والموقع عليه من قبل السيد مسعود البارزاني.
1 رابط قانون حق الحصول على المعلومات في اقليم كوردستان العراق
2 يُقصد بعبارة "الإفلات من العقاب" عدم التمكُّن، قانوناً أو فعلاً، من مساءلة مرتكبي الانتهاكات - برفع دعاوى جنائية أو مدنية أو إدارية أو تأديبية - نظراً إلى عدم خضوعهم لأي تحقيق يسمح بتوجيه التهمة إليهم وبتوقيفهم ومحاكمتهم، والحكم عليهم بعقوبات مناسبة وبجبر الضرر الذي لحق بضحاياهم بشكل تعسفي وغير قانوني،لانهم محميين من قبل اسيادهم.
- آخر تحديث :
التعليقات