بين العرضة وهز النجان وبين حائط المبكة وكنيسة المهد هناك قاسم مشترك خلال زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب للشرق الاوسط,ففي الرياض ادى العرضة وهز الفنجان وفي القدس زار حائط مبكى اليهود وكنيسة مهد المسيح في بيت لحم الفلسطينية, والرسالة واحدة ان الخيط الرفيع الذي يربط هذه المواقع يجب ان يكون اقوى وهذا من ناحية ترمب على الاقل ومن ناحية من يؤمن بالعيش المشترك واحترام الاخر والمختلف.

الملك سلمان اشار بالبنان الى جذور مآسي المنطقة وقال انها بدأت مع ظهور الثورة الخمينية في ايران والتي تستعمل اذرعا عديدة للعبث في الدول العربية والاسلامية عن طريق المليشيات والتنظيمات الارهابية وعاد واكد على ايمانه بضرورة حل المسألة الفلسطينية بقيادة الرئيس ترمب.

الزعماء العرب الذين شاركوا قمة الرياض الناجحة بكل المقاييس اكدوا التزامهم محاربة التطرف والارهاب الذي لا دين له بحسب تعريف الرئيس الاميركي الذي تخلى عن تصريحاته السابقة حول الارهاب الاسلامي.

نقطة تحول؟ نعم تحول في مفاهيم الاميركيين للارهاب ولجذوره ومن يرعاه وربما ايضا تفهم القلق العربي من ايران نووية وصاحبة صواريخ باليستية, الامر الذي لم يعيه او لم يأخذه الرئيس السابق اوباما بالحسبان, عندما اندفع مسرعا لتوقيع التفاق مع ايران فهو كان يرى بايران حليفا مستقبليا للولايات المتحدة ضمن حلف الاقليات في الشرق الاوسط, الخطة التي لم تنجح.

زيارة ترمب واختياره السعودية واسرائيل وليس مصر وتركيا تعني الكثير غهو ينصب السعودية على عرش قيادة الدول العربية والاسلامية المعتدلة ويقول ان عهده سيتسم باتغيير في التحالف بل وتعزيز التحالف مع العالم العربي الى جانب الحفاظ على اكبر قدر ممكن من الدعم لاسرائيل التي يراها حليغفا اساسيا في المنطقة وحليفا استراتتيجيا وثقافيا .

الرئيس الاميركي سيحاول اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين العودة للمفاوضات ونتانياهوة استبق الزيارة باقرار حزمة لفتات حسن نية للفلسطينيين اهمها السماح للفلسطينيين بالبناء في مناطق C وفتح المعابر وتحسين الاقتصاد وغيرها من التسهيلات المدنية للفلسطينيين وايضا عاد ليقول في حفل الاستقبال ان اسرائيل تجدد التزامها بالسلام مع جيرانها بما فيهم الفلسطينيين, وذلك كي يظهر انه مستعد للعمل معه على الحل المرجو والمنشود في حين ان الرئيس الفلسطيني لا يزال حائرا في تلبية طلب الرئيس الاميركي ايقاف الرواتب عن الاسرى في السجون الاسرائيلية ولعائلات من قتل في العمليات ضد الاسرائيليين.

المملكة العربية السعودية ابلغت الرئيس الاميركي انها لا تزال تؤمن بحل الدولتين القائم في صلب المبادرة العربية وهناك استعداد عربي للفتات تجاه اسرائيل فيما لو تقدمت في المفاوضات مع الفلسطينيين من ناحية اخرى يسعى الرئيس الاميركي لتركيب تحالف شرق اوسطي جديد في مواجهة ايران وحلفاءها من سوريا وحزب الله وحماس التي عرفعا انها منظمة ارهابية رافضا وثيقة حماس الجديدة ومحرجا في الوقت نفسة الرئيبس الفلسطيني فبيما لو حاول التفاهم على حكومة وحدة وطنية مع حماس, ويمكن القول ان الرئيس ترمب والخلفاء في الشرق الاوسط سوف تكون لهم الكلمة الاخيرة في انهاء النظام السوري الحالي كخطوة اولى على طريق اضعاف ايران ونفوذها ناهيك عن تخطيط اميركي لمعالجة مسألة اموال حزب الله وتجفيف موارده بالتعاون مع الدولة اللبنانية مرغمة لا بطلة.

زيارة ترمب للمنطقة تحمل في طياتها الكثير من النظام الشرق اوسطي الجديد وتحمل تحالفات جديدة او بالاحرى اكثر متانة من السابق وسط توقيع اتفاقيات تجارية مع الرياض باكثر من 300 مليار دولار وخلق فرص عمل في الرياض من جهة وفي الولايات المتحدة من ناحية اخرى . نظام جديد يرتكز على الصفقات التجارية والاقتصاد والامنية ومحاربة التطرف والارهاب.