بعد&أكثر&من سنة من&إجراء&استفتاء كوردستان ما يزال البعض يربط بينه وبين&إعلان&الدولة والاستقلال،&مدعيا&بان العملية برمتها مؤامرة امبريالية صهيونية يراد منها تقسيم البلاد واقتطاع جزء من&أراضيها&وسيادتها،&دونما الغوص في&الأسباب&والمسببات، بل دونما فهم عقلاني لعملية الاستفتاء كممارسة&إنسانية&ديمقراطية متحضرة، باتهامات&أدمنا&عليها منذ تأسيس مملكة العراق ومن يعارض حكامها فهو عميل وخائن يستحق القتل&والإبادة،&كما فعلوا منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اجتياح كركوك واستباحتها مع شقيقاتها المدن التي عملوا منذ قرن على تشويهها ديموغرافيا&وبأسلوب&عنصري مقيت،&هذا السلوك ممزوج مع فعالياتهم التي شهدناها في&الأنفالوالمقابر الجماعية والمدن التي&أحرقت&بالأسلحة&الكيماوية خير دليل على ثقافة التعامل&مع&الآخر&المختلف تحت مضلة دكتاتورية قومية&أومذهبية رعناء.

&&لقد تصور الكثير&إننا&إزاء&مرحلة جديدة من قيام نظام سياسي يضع&أمام&أنظاره&كل&تلك المشاهد المرعبة،&مستخلصا منها دروسا ترسم له خارطة طريق جديدة تبنى على&أساسها&دولة يعتز بها مواطنوها، وتعوضهم عما فاتهم من فرص ومن خسائر نتيجة تلك الماسي، كما حصل في كثير من البلدان التي تسببت&أنظمتها&النازية&أو&الفاشية في كوارث&ومآسي&للشعوب، لكن ما حصل خلال&أربعةعشر عاما بعد&أن&اسقط&الأمريكان&نظام حزب البعث ورئيسه صدام حسين، وخاصة في&التعاطي مع ملف كوردستان،&لم يختلف كثيرا عما نالته خلال فترة الحصار&أو&عما قبله&بإقحام&القوات&المسلحة وتوابعها في&حل النزاعات مع&الإقليم&بأخطر&خرق للدستور&وذلك باجتياح المناطق المستقطعة من كوردستان والمشوهة ديموغرافيا&والمعروفة بالمناطق المتنازع عليها وهي ليست كذلك، لان النزاع الحقيقي هو مع من احدث فيها تغييرات اجتماعية وقومية ومذهبية بغرض سلخها من كوردستان، ولذلك افرد لها قانون&إدارة&الدولة المادة 58 والتي لم تنجز بسبب ذات العقلية الحاكمة، وفي عملية تمييع وتسويف تم دفعها&إلىالدستور الدائم والتي عرفت بالمادة 140 التي يناضل الحاكمين في بغداد على عدم تنفيذها، بل العمل المضاعف من اجل&إلغائها&وعودة سياسة التعريب والتغيير الديموغرافي&إلى&كل من سنجار&وكركوك وخانقين وطوزخورماتو وسهل نينوى، بذات الادعاءات التي كانت&الأنظمة&السابقة تسوقها وتكيفها قانونيا.

&&لقد بدأت عمليات&الإقصاء&والتهميش لكوردستان وشعبها بعد اقل من سنتين من دورة حكم المالكي&الأولى&واستمر لحين&إفراغ&وزارة الدفاعوالداخلية والمفوضيات المستقلة وكثير من الوزارات المهمة&من الكورد، حتى بلغت نسبة وجودهم&في الجيش اقل من 2% بعد&أن&كانت بحدود 20%، وهكذا دواليك في الخارجية وبقية الوزارات،&وقد بلغ هذا التهميش&والإقصاء&ذروته بعد تحطيم الهيكل العسكري لمنظمة داعش، وتوهم البعض&في&إزالة&الإقليم&وإنهاء&الفيدرالية، فما حصل في كركوك وسنجار ومخمور وزمار وطوزخورماتو أكد&النية السيئة&في اجتياح العاصمة اربيل&وإسقاط&فيدرالية كوردستان تحت غطاء ضبط&الأوضاع&وحفظ القانون&كما كان يصرح&عبادي وغيره&ممن استهوتهم سلطة التفرد والاستبداد.

&&إن&التهميش&والإقصاء&وهضم&الحقوق&كان وراء كل ثورات وانتفاضات شعب كوردستان منذ مطلع القرن الماضي وانتفاضة الشيخ&عبد السلام بارزاني&(1909-1914)&وحتى&قرار شعب كوردستان وقائده مسعود بارزاني باستفتاء 25&أيلول&2017م،&حيثجربت كل&الأنظمة&التي حكمت هذه البلاد مختلف&الأساليب&في التحايل والتسويف والكذب&والمراوغة&وصناعة الخيانة&وأفواجها&أو&أحزابها&الكارتونية،&وأنواع&الحروب البرية والجوية والكيماوية ولم تحقق&إلا&مزيد من الخراب والدمار والدماء للعراق،&واليوم وبعد&أكثر&من خمسة عشر عاما على سقوط النظام الدكتاتوري، وبعد سنة من اجتياح كركوك وسنجار وخانقين، فان عمليات التعريب جارية بشكل بشع مضافا&إليها&التغيير المذهبي في كركوك&والتطهير العرقي والمذهبي في طوزخورماتو، وفي سنجار عادت عملية صناعة الجحوش والعملاء وتصنيع قوميات&وأحزاب&كارتونية، وكذا الحال في سهل نينوى وخانقين ومخمور وزمار، مما يستدعي من الحكومة الجديدة ورئيسها الذي يتمتع بمقبولية من لدن زعماء كوردستان&وأحزابها، أن تعي خطورة ما يحدث وان تدرك جيدا&العلاقة بين&الإقصاء&والاستفتاء، وتعرف&حقيقة&شعب لا يرتضي&إلا&أن&يعيش حرا&أبيا&بكامل حقوقه وتطلعاته في دولة اتحادية&تعددية ديمقراطية بشراكة حقيقية.