"إيلاف" من دمشق: قالت مصادر سورية ان الهدف من تصاعد التهديد الاسرائيلي لدمشق امس بعد هجمات شنها حزب الله واسفرت عن مقتل جنديين اسرائيليين هو ضرب طهران .

وفي هذا الصدد رأى الكاتب والمحلل السياسي السوري عماد فوزي شعيبي ان اسرائيل تحاول الهروب الى الامام باحياء مذهبها العسكري معتبرا ان التهديدات الاسرائيلية لسورية هي بهدف تحويل الانظار عن توجه لقيام عمل عسكري اسرائيلي ضد المفاعل النووي الايراني فهي تهدد في مكان لتضرب مكانا اخر.

واوضح شعيبي لـ"ايلاف"ان السياسة العسكرية الاسرائيلية تقوم على مبدأ "نقل الحرب الى اراضي الاخرين" وهو ماتم تدميره مع الانتفاضة ولهذا فهي تحاول ان تقايض امنها الداخلي بعمل عسكري ضد سورية وتحاول ان تقايض خروجها عن قواعد الشرعية الدولية في لبنان عبر اختراق جدار الصوت وقتل المدنيين عبر عمليات استخباراتية بنقل المعارك الى سورية لذلك فهي تخلط الاوراق خلطا شديدا .

وتساءل شعيبي هل تسمح الولايات المتحدة بمثل هذا الخلط والجواب كِمن في طلب ضبط النفس ولكن مع ذلك يبقى ان الاسرائيليين قد يعبثون في الوقت الضائع قبيل الانتخابات الاميركية في محاولة للاستفادة من الاحراج الذي يكتنف وضع جورج بوش مع الناخبين اليهود للقيام بعمل عسكري يغير قواعد اللعبة بين سورية واسرائيل وهذا سيكون بمثابة خطر كبير لان لدى سورية وسائل لايلام اسرائيل اكبر بكثير من الوسائل العسكرية المباشرة .

وشدد شعيبي ان كانت اسرائيل تلعب لعبة عدم الاستقرار في المنطقة وهي لعبة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الذي بدأ ينحسر دورهم الى درجة اختفاء رامسفيلد وتهديد مكانة تشيني ولكن سيكون لعب اسرائيل بهذه الورقة هو ضرب من الغباء السياسي لانه لم يعد لمبدأ عدم الاستقرار الذي يتبناه المحافظون الجدد فرصة بدليل ان هناك توجها لعمل سياسي اسرائيلي ضد المفاعل النووي الايراني بديلا من الولايات المتحدة الامريكية معتبرا ان التهديدات الاسرائيلية الموجهة لسورية هي بمثابة تحويل للنظر عن عملية قريبة تقوم بها اسرائيل حيث يتكلمون عن مكان ويضربون مكانا اخر لان مثل هذه العملية ليست بخطورة العودة مرة اخرى لضرب مواقع في سورية لان الفلتان الامني والعسكري في المنطقة المترتب على عملية ضد سورية هو اصعب بكثير من ان تتحمله اسرائيل وامريكا في هذا الوقت بالذات واذا ماكانوا يعدون لعمل ضد ايران تقوم بها اسرائيل ويقولون انها اهون الشرين فان قاعدة فتح الاوضاع في المنطقة على الجنون هي قاعدة ليست سياسية واذا ما كانت تمت الى تجربة المحافظين الجدد بصلة فان دور المحافظين الجدد قد بات اليوم متراجعا ومنحسرا واشار شعيبي الى ان الميل الان وحتى الانتخابات الامريكية هو للاستقرار وليس الى عدمه واعرب عن اعتقاده ان الرسالة التي وجهها حزب الله البارحة بالضرب في مناطق ليست في مزارع شبعا انما تعني ان على اسرائيل الا تتجاوز قواعد اللعبة وخصوصا ان عمق المدن الاسرائيلية كحيفا ويافا هي تحت مرمى اسلحة حزب الله وبالتالي فان أي خلط للاوراق بتقديري سيرتد على اسرائيل واول قاعدة في العمل السياسي انه اذا كانت تقاتل على جبهة فلا يجب ان تفتح عليك جبهتين اخريين.