بمشاركة 20 وزيرا سوريا وعراقيا جرت في دمشق الليلة مباحثات بين رئيسي الوزراء في البلدين محمد ناجي العطري و اياد علاوي اكد خلالها الاول ضرورة رحيل الاحتلال عن العراق فيما شدد الثاني على ضرورة تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة لمصلحة البلدين. وتحدث عطري فى بداية المباحثات مؤكدا ان العلاقة بين سورية والعراق لاتحدد حجمها ومستواها المصالح الاقتصادية او التجارية بالرغم من اهميتها بين الدول لانها علاقة معقودة بروابط الاخوة والانتماء واواصر القرابة والجوار التي تجعل سورية تتحسس آلام العراق كما يتحسس الاخ آلام اخيه وتجعلها تفرح لافراحه وتتألم لآلامه ويصيبها مما يصيبه الشيء الكثير فى السراء والضراء .واضاف ان سورية التي تربطها بالعراق علاقات اجتماعية متجذرة فى تربة البلدين تؤلمها الاوضاع التى شهدتها الساحة العراقية والتي ماتزال تشهدها ويؤلمها هذا الدمار الذي حل بالعراق وموارده وثرواته ويفرحها بالتأكيد ان يستعيد العراق سيادته ويسترجع دوره ومكانته ويأخذ موقعه فى الصف العربي قويا معافى ويسترد مكانته على الساحتين الاقليمية والدولية فيعيد بذلك للعراق دوره العربي والقه الحضاري كما نقلت عنه وكالة الانباء السورية .
واشار الى ان سورية وقفت دائما الى جانب العراق واثبتت فى المحن والشدائد انها كانت الاقرب الى العراق والاكثر حرصا عليه انطلاقا من الثوابت والمبادىء التى سارت عليها وتمسكت بها ولم تحد عنها رغم تباين الرؤى وخلط الاوراق فى المواقف العربية ازاء الاحداث التى عصفت بالمنطقة منذ عقدين من الزمن ولعل فى مقدمة ماتمسكت به سورية هو عدم المساومة او التنازل عن وحدة ارض العراق وشعبه والحفاظ على سيادته وانطلاقا من ذلك وقفت سورية الى جانب الشعب العراقي فى ظروف الحصار ودعت الى رفع الحصار الجائر الذي فرض على شعب العراق واطفال العراق وقدمت فى هذا المجال مايفرضه الواجب الاخوي والقومي .
واكد رئيس الوزراء السوري ان بلاده ظلت متمسكة بتأكيد ثوابتها في ما يخص الحفاظ على وحدة ارض العراق وشعبه ودعم جهوده لاستعادة سيادته كاملة واتاحة الفرصة للشعب العراقى كي يختار بارادته نظامه السياسي الديمقراطي ودستوره الوطني الذي يصون استقلاله ووحدته الوطنية وشدد على ان سورية وبتوجيه من الرئيس بشار الاسد لن تتوانى عن الوقوف الى جانب العراق فى هذه المرحلة الصعبة التى تؤثر بتداعياتها على دول الجوار العراقي وهي بالتأكيد لن تتأخر عن تقديم مايطلبه الشعب العراقي منها على مختلف الصعد والمجالات الاقتصادية والسياسية وميادين التعاون الاخرى مشيرا الى ان سورية تفتح صدرها
وذراعيها لكل تعاون مع العراق يمكن ان يفضي الى تعزيز امكانات البلدين الشقيقين ويدعم قدراتهما في الميادين الاقتصادية والتجارية والصناعية وسواها من المجالات الاخرى .
وقال ان ميادين التعاون وآفاقه بين بلدينا واسعة وغير محدودة فثمة مشروعات استراتيجية قطع البلدان مراحل متقدمة على صعيد انجازها وهي تتطلب منا متابعة العمل ومواصلة الجهود لاستكمال انجازها واخص منها مشاريع النقل والطاقة والنفط والري والبناء وغيرها من المشروعات التي تربط بين البلدين وتعزز التواصل بينهما وبين محيطهما الاقليمي.
واضاف ان سورية حريصة على امن واستقرار العراق وهى على يقين راسخ ان اعداء العراق واعداء الامة العربية هم من يقف وراء عدم استقرار الاوضاع على الساحة العراقية وفى مقدمة هؤلاء بالتأكيد تقف اسرائيل التى يهمها تقويض القدرات العربية وتعطيل التضامن العربي بما يطلق لها العنان لتكريس الاحتلال ومواصلة سياسة ارهاب الدولة التي تقوم بها كل يوم ضد اشقائنا وابناء شعبنا الفلسطيني والتهرب من التزامات السلام واستحقاقاته التى نصت عليها قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة موضحا ان خروج قوات الاحتلال من العراق يشكل عنصرا اساسيا يساعد الى حد كبير فى انهاء اعمال الفوضى والاغتيالات وتجفيف منابع العنف الذى تشهده الساحة العراقية ويؤدي الى تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة .
من جهته اكد علاوي ان علاقات التعاون العراقية السورية راسخة ومتينة تنطلق من روابط الاخوة والجوار والصلات التاريخية والاجتماعية التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين واشاد بالمواقف السورية تجاه العراق ووقوفها الى جانب شعبه فى مختلف المراحل والظروف الصعبة التى مر بها موجها الشكر الى سورية على حرصها الدائم على وحدة ارض العراق وشعبه وسيادته واستقلاله وتحقيق امنه واستقراره واكد حرص العراق على تطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين والعمل على توسيع افاقها فى الميادين الاقتصادية والتجارية والطاقة والنقل داعيا الى تقويم مجالات التعاون واقتراح الاليات والوسائل التى من شأنها ان تذلل وتعالج بعض المعوقات والصعوبات التي تعترض مسيرة التعاون الثنائي بما يؤدي الى تحقيق مصالح البلدين عبر اقامة مشروعات استراتيجية مستقبلية فى مختلف المجالات لاسيما على صعيد اعادة اعمار وتأهيل البنى والمرافق الاقتصادية والخدمية فى العراق .
واوضح علاوي ان العراق سيظل سندا للامة العربية ويشكل عمقا استراتيجيا لها ويعمل على تعزيز التضامن والتكامل العربي فى مختلف المجالات والميادين .
وناقش الجانبان آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصحية والنقل والري والاتصالات والنفط والمالية والتخطيط والداخلية واكدا ضرورة تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بين البلدين وتطويرها ورفدها باتفاقيات جديدة تعزز ماهو قائم وتنتقل به الى افاق واسعة للتعاون بين البلدين فى مختلف المجالات واتفقا على متابعة المحادثات يوم غد على مستوى الوزراء لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين الى الامام .
وشارك في المحادثات عن الجانب السوري الدكتور محمد الحسين وزير المالية و الدكتور محمد اياد الشطي وزير الصحة والمهندس منيب صائم الدهر وزير الكهرباء والمهندس مكرم عبيد وزير النقل واللواء علي حمود وزير الداخلية والدكتور ابراهيم حداد وزيرالنفط والثروة المعدنية والدكتور محمد بشير المنجد وزير الاتصالات والتقانة والمهندس هلال الاطرش وزير الادارة المحلية والبيئة والمهندس نادر البني وزير الري ومحمد يحيى خراط وزير دولة
عبد الله الدردري رئيس هيئة تخطيط الدولة والدكتور بشار كبارة حاكم مصرف سورية المركزي ووليد المعلم معاون وزير الخارجية وتيسير الزعبي معاون امين عام رئاسة مجلس الوزراء ووعددا من المستشارين والفنيين .. ومن الجانب العراقي الدكتور مهدي الحافظ وزير التخطيط والتعاون الانمائي والدكتور علاء الدين العلوان وزير الصحة والدكتورة مشكاة المؤمن وزيرة البيئة والدكتور محمد علي الحكيم وزير الاتصالات وفلاح النقيب وزير الداخلية وثامر عباس الغضبان وزير النفط ولؤي العرس وزير النقل عدنان الجابي وزير دولة محي الدين كاظم الخطيب امين عام مجلس الوزراء الدكتور سنان الشبيبى محافظ البنك المركزي موفق مهدي عبود وكيل وزارة الخارجية وعدد من المستشارين والفنيين .
ووصل علاوي الى دمشق اليوم قادما من القاهرة في اطار جولته الاولى منذ توليه منصبه اواخر حزيران (يونيو) الماضي على رأس الحكومة العراقية . ويلتقي المسؤول العراقي السبت الرئيس بشار الاسد ونائب الرئيس عبد الحليم خدام .
وابلغت مصادر عراقية "ايلاف" ان علاوي يحمل معه رسالة سلام وتعاون وطمأنة مفادها "أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه لضرب سورية أو تنفيذ أي عمليات عسكرية أميركية ضدها" موضحة" إن بغداد لا تريد من سورية سوى إفساح المجال لعقد اتفاق بين البلدين وحل جميع الإشكالات القائمة بعد سقوط نظام صدام".
وتأتي زيارة علاوي في وقت اتخذت السلطات السورية إجراءات أمنية مشددة في جميع المناطق خصوصا التي سيمر فيها موكب رئيس الوزراء العراقي وكذلك في المناطق والأحياء التي يقطنها معارضون عراقيون للحكم العراقي الحالي . وكانت العلاقات الدبلوماسية السورية العراقية قطعت في العام 1980 بعد اندلاع الحرب العراقية ضد ايران التي وقفت سورية معها خلال سنواتها الثماني . وفي آذار (مارس) عام 2001 فتح العراق قسمًا لرعاية المصالح في دمشق أتبعها في ايار (مايو) من العام نفسه بتمثيل سوري بالمستوى نفسه في بغداد.