عقب اجتماعه مع مبارك وأبوالغيط:
موراتينوس: دورنا بالعراق ليس عسكرياً


نبيل شـرف الدين من القاهرة: عقب اجتماعه اليوم مع الرئيس المصري حسني مبارك، قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس، إنهما ناقشا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها تطورات ‏القضية الفلسطينية والشأن العراقي، إضافة إلى تداعيات الأوضاع في إقليم دارفور السوداني، وقال مصدر رئاسي مصري ان مبارك وموراتينوس استعرضا العلاقات الثنائية بين القاهرة ومدريد والحوار الاوروبي المتوسطي.

وقال الوزير الاسباني موراتينوس الذي يحظى بثقة واسعة في العالم العربي، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة، إنه استعرض أيضاً مع نظيره المصري أحمد أبوالغيط مجمل تطورات الوضع الاقليمي، خاصة الجهود المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، مشيرا إلى أن الموقف الفلسطيني ـ الاسرائيلي بات الان على رأس الاجندة، داعياً إلى ضرورة وضع أولوية لهذه المسألة "إذا كنا نريد حقا الوصول لشرق اوسط مستقر ديمقراطي ومتقدم" مجدداً التزام بلاده "ببذل الجهود المكثفة لوضع حد للوضع المتدهور على الارض ماديا ومعنويا"، مشيرا في هذا الخصوص لاهمية انعقاد اجتماع اللجنة الاسبانية المصرية العليا في مطلع العام القادم على مستوى رئيس الوزراء، كما اعرب عن امله في ان تؤدي اجتماعات هذه اللجنة لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين".

وتعليقاً على الوضع في العراق قال الوزير الاسباني انه رغم ان بلاده سحبت قواتها من هناك الا ان ذلك لايعني مطلقا انها لن تؤيد الحكومة الجديدة، بل ان الحكومة الاسبانية الجديدة ملتزمة تماما بدعم هذه الحكومة العراقية سواء في العملية السياسية او في جهود إعادة الاعمار بالعراق وفي المجال الاقتصادي"، لكنه عاد وأكد أن "اسبانيا لن يكون لها اي دور عسكري أو أمني في العراق، لكنها ستساعد وتدعم العراقيين الي ان يشعروا بأنهم قد تحرروا بالفعل وباتوا يسيطرون تماما على مقدرات بلادهم".

وفي سياق تعقيبه على التطورات الجارية في إقليم دارفور السوداني أشار الوزير الاسباني الي انه التقى يوم أمس مع نظيره السوداني حيث اعرب له عن قلق واهتمام اسبانيا مشيراً إلى أن اسبانيا تعمل في هذا الخصوص مع باقي الدول الاوروبية، وأضاف أن بلاده تريد المساعدة بقدر ما تستطيع في التوصل لحل لهذا الموضوع خاصة مع توليها رئاسة مجلس الامن في أيلول (سبتمبر) القادم، معرباً عن رغبة بلاده واوروبا في سرعة التوصل لحل لهذه الازمة الانسانية في دارفور من خلال الحوار.

واختتم مواتينوس تصريحاته قائلاً إنه ابلغ الوزير السوداني باهمية ان تعمل الحكومة السودانية في هذا الخصوص طبقا لما عليها من مسئوليات وفقا لاتفاقها مع السكرتير العام للامم المتحدة كوفي انان، غير أن موراتينوس عاد مطالباً بمنح السودانيين الفرصة لحل المشكلة، "لأنه اذا لم يتم إحراز تقدم وحل للمشكلة فسوف يكون على المجتمع الدولي وقتها مراجعة مواقفه، والعمل على التوصل لافضل حل للمشكلة" على حد تعبيره.