بهية مارديني من دمشق: أعلن وزير الإعلام السوري احمد الحسن انه لاتوجد أزمة صامتة بين دمشق وعمان وان وسائل الاعلام تحاول اثارة بعض عوامل التوتر بما يسيء للعلاقات الاخوية بين الدول العربية، مؤكدا ان سورية حريصة على امن جاراتها، مشيرا الى انه قد يوجد تباين معين في الرؤى والمواقف ولكن هذا الامر شيء وموقفنا من شعبنا العربي شيء اخر.
وحول طلب الأردن لوساطة سعودية -مصرية لحل الخلاف الناشىء بين دمشق وعمان بسبب ما نقلته بعض وسائل الاعلام عن تهريب اسلحة عن طريق الحدود المشتركة بينهما، شدد الحسن انه لاحاجة الى الوساطة بين الشقيق والشقيق ثم ان سورية حريصة كل الحرص على امن جيرانها العرب وخصوصا الاردن.
وعن زيارة برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي الى دمشق وهل ساهمت في ازالة التوتر بين سورية والحكومة العراقية الجديدة بعد تصريحات هوشيار زيباري الاخيرة قال الحسن لايوجد توتر اساسا بين سورية والحكومة العراقية وقد حمّل كلام زيباري اكثر مما يتحمل مشيرا الى انه بمقدار ما تتسارع الخطى لاستعادة سيادة العراق والاصرار على وحدة العراق ارضا وشعبا فسوف يلقى ذلك خطوات متقاربة من دمشق وبشكل اكبر فنحن حريصون على استقرار شعبنا في العراق لتهيئة الاجواء امامه لاستعادة سيادته وبسط سلطته وتحضير الظروف التي تمكنه من حكم نفسه بنفسه.
وعن موضوع التعديل الوزاري في سورية قال الحسن لقد طلب رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري تقييما لعمل الوزارات وحول رأيه الشخصي راى الحسن ان الناس بشكل هام اعتادوا على التغيير ولكن في اعتقادي يجب منح الوزارة فرصة اطول مع عدم الحكم عليها من فترة قصيرة تحت ذريعة لم تقلع بالشكل الذي تبني عليها الجماهير من امال فدائما الجماهير امالها واسعة وفي ظل الامكانات المتوافرة قد لايتمكن الوزير من تحقيق هذه الامال وهذا لايبرر للوزير أي تقصير بالطبع وتبقى قضية التغيير مرهونة بتقديرات القيادة وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وتسمح به الظروف .
وردا على سؤال حول عدم تغيير الوجوه في المناصب الاعلامية باستثناء وكالة الانباء السورية قال الحسن اننا نفضل ان نستفيد من الامكانات القائمة في المؤسسات الاعلامية وربما بعضهم مهمشا او مقصيا لذلك نعمل على الاستفادة من طاقته وليس لدي أي موقف شخصي من أي موظف ومواقفي تنطلق من اخلاصه وانتماءه الوطني بالدرجة الاولى يضاف الى ذلك كفاءته ونزاهته .
وحول قانون المطبوعات السوري ووصفه بانه سيف مسلط على رقاب الاعلاميين وهل هناك نية للتجاوب مع مطالب الصحافيين لتغييره او التخفيف من حدة مواده قال الحسن اننا لم نستخدم ثغرات هذا القانون رغم تواجدها ونحن في صدد دراسته لان أي عمل بشري لايعتبر مقدسا وهو قابل لاعادة النظر اذا وجدنا بعض الثغرات التي تحول دون النهوض باعلامنا دون المستوى الذي نصبو اليه .
وحول اعلان الرئيس السوري بشار الاسد في اكثر من مناسبة ان الاصلاح بطيء وعبّر عن عدم رضاه عن القائمين على الاصلاح وهل تعاني وزارة الاعلام من هذه العناصر المعيقة اوضح الحسن ان سيادة الرئيس لديه رغبة صادقة في تحقيق الاصلاح ولديه توق له وياخذ في عين الاعتبار الظروف والامكانيات وماتعترض له سورية من ضغوط بحكم مواقفها وأي اصلاح يجب ان ياخذ كل هذا من منظوره فهو لايؤمن بطريقة الاصلاح بالصدفة بل يجب ان يكون عقلانيا تدريجيا متوازنا يراعي خصوصينا وظروفنا وامكانياتنا للسير في هذا الطريق ونحن لاتقبل الاصلاحات التي تملى علينا من الخارج اذ لسنا قاصرين ليملى علينا احد تعليماته .
واكد الحسن ان سورية لاتقبل بهذه السياسة فسياسة الاملاء فيها انتقاص من السيادة ونحن نسير في طريق الاصلاح وبشكل متوازن عقلاني وياخذ في عين الاعتبار مصلحة البلد واستقرارها .ورأى الحسن ان الاشخاص القائمين على الاصلاح يتفاوتون في المجتمع في قدراتهم و تختلف امكانياتهم وطاقاتهم وفي وزارة الاعلام لازلنا نسير بخطوات بطيئة في مسألة تطوير الاعلام المرئي والمسموع والمقروء وحققنا بعض الخطوات على صعيد المكتوب من حيث الشكل والاخبار اصبحت لاتنشر وفق الاهمية البروتوكولية فيما عدا الخبر الرئاسي بالطبع بل تنشر وفق اهمية الاحداث ولم نعد نركز على الاشخاص بل الحدث هو الاهم واصبحنا نمارس نوعا من النقد في صحافتنا الحكومية الرسمية ومايهمنا هو النقد المسؤول الذي نبتعد به عن التشهير والاستفزاز ليكون الهدف التقويم والتصويب والبشر بشر قد يخطئون ولايمنع تقويمهم بعيدا عن المناكفة وعلى صعيد اخر استقطبت صحافتنا الرسمية العديد من الاقلام السورية والعربية المتميزة مؤخرا كما اصبح اعلامنا يركز على الشأن الاقتصادي وعلى تغطية الانشطة والفعاليات الهامة مقرونة ببعض النقد وعلى صعيد الاذاعة تحسن الاداء لااقول كثيرا بل بشكل لاباس به واصبح هناك مساحة حرية واعطي التعليق السياسي انفراجة ولم يعد يمثل سياسة الدولة فقد اصبح للاعلاميين مساحة للحراك وفي التلفزيون ايضا تغيير في شكل الخبر وحاليا ندرس التغيير في الشكل والمضمون و اعطاء صلاحيات هامة لكل مدير قناة للارتقاء بمستوى العمل اذ لدينا رسالة في التلفاز السوري في ظل بعض القنوات التي تحاول تغييب العقل العربي ومسح تاريخه واصالته ونعمل باستمرار للمحافظة دائما على مصداقيتنا وانتهاجنا لخطنا الوطني الذي لاننحرف عنه كما ننظم باستمرار دورات لتطوير اداء العاملين .
وحول تصريحات الحسن في مجلس الشعب في ان الاعلام السوري يعاني من الانتهازيين والمنتفعين وهل تم القضاء على هذه الظاهرة اجاب الحسن اننا لانزال نعاني من هذه المسالة وهذا مرض مستشري في المؤسسات جميعها ونحتاج الى وقت ووضع معايير وضوابط وبمقدار ما نطبق هذه المعايير والضوابط في المؤسسات بمقدار ما يساعدنا هذا في تحرير المؤسسات والمعيار هو الكفاءة وليس الواسطة والمحسوبية.
وكشف الحسن ان موضوع الاذاعات الخاصة وضعت له اللمسات الاخيرة وهو حاليا في مجلس الوزراء للبت به بشكل نهائي حيث ستنطلق هذه الاذاعات الى العمل قريبا .
اما بالنسبة لمحطات التلفزيون الخاصة فهي ليست في المنظور القريب لاننا نسعى اولا لتطوير قنواتنا من حيث الشكل والمضمون .
وحول استدعاء مراسلي وكالة الانباء السورية في الدول العربية والاجنبية الى دمشق قال الحسن اننا بصدد تقييم عمل كل مراسل وماذا قدم للوكالة خلال فترة عمله فنحن لسنا مؤسسة خيرية بل نحن مؤسسة وطنية حكومية عليها مهمة ويجب ان تؤدي رسالتها بافضل طريقة والمراسل لا يذهب لتحسين وضعه المادي بل ليعمل ويجب ان يكون فاعلا ومتفاعلا في البلد الذي يعمل بها حتى يستطيع ان يقدم اخباره وتقاريره بالشكل اللائق والمطلوب.
اما عن تغيير كلمة رفيق في وسائل الاعلام واستبدالها بكلمة سيد اوضح الحسن ان الاعلام يجب ان يتعامل مع المواطنين بشكل متساو وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية فجميع المواطنين سادة في وطنهم ويبقى التخاطب الحزبي داخل اطار المؤسسات الحزبية .