اعتدال سلامه من برلين: يحضر الجيش الألماني لتوسيع انتشاره في أفغانستان باتجاه الشمال بإرسال فرق لإعادة التعمير وأول القوافل ستصل حسب معلومات وزارة الدفاع نهاية الشهر الجاري لتتمركز في مدينة فيسباد شمال شرق أفغانستان. والحديث اليوم عن إرسال حوالي 25 جنديا سيرتفع العدد إلى الثمانين في الأشهر القليلة القادمة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الالتزام الذي قطع على نفسه حلف شمال الأطلسي خلال قمته في اسطمبول قبل فترة من أجل تحضير الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأفغانية برفع عدد الجنود العاملين في فرق إحلال السلام" إيساف" بشكل واضح والعمل على تكثيف التواجد العسكري أيضا خارج العاصمة كابل. وخلال القمة أعلنت برلين بدورها عن استعدادها تمركز فريق عون جديد في شمال شرق أفغانستان، وكانت أول بلد ترسل قوات ترابط في إقليم كندوس منذ شهر تشرين الأول ( أكتوبر) عام 2003 واعتمد كنموذج لكل بلدان حلف الأطلسي.
وكانت بريطانيا قد نفذت ما وعدت به خلال قمة اسطمبول وأرسلت مطلع هذا الشهر قوات لها لإعادة التعمير إلى مزار الشريف ومينما في شمال غرب أفغانستان، وتعمل حاليا تحت راية حلف شمال الأطلسي، بينما خططت القوات الهولندية للتمركز في إقليم بخلان بعد تخليها عن مشاركة الوحدات الألمانية العمل.
والجدير بالذكر بأن القوى الأطلسية المتمركزة في عدة مناطق أفغانية مشكلة من جنود يسهرون على أمن مدنيين يقومون بتنفيذ مشاريع إنمائية مختلفة.
وفي إطار العون الألماني قدمت برلين يوم الجمعة الماضي 5،1 مليون يورو من أجل تمويل الانتخابات التي من المتوقع أن تجري في التاسع من شهر تشرين الأول( أكتوبر) القادم، وسبق وخصصت 2،6 مليون يورو لإحصاء عدد المقترعين الأفغان وبهذا تكون ثالث بلد بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من حيث الدعم المالي لأفغانستان.
لكن توسع انتشار القوات الألمانية وأسلوب عملها لم يبق بمنأى عن الانتقادات بعد الحوادث الأخيرة ومقتل مسعفين محليين، لذا أكد راينهارد روبى خبير الشؤون العسكرية في الحزب الاشتراكي الحاكم على أن المهمات التي تنفذ حاليا أعطت ثمارها رغم كل المشاكل التي يواجهها العمل ولا يمكن لناقد القول بأن ما قام به الجنود لم يعد بالنفع على سكان المناطق. لكن توسعا جديدا لرقعة الانتشار يجب أن تستند على مجريات الأشهر القادمة مثل الانتخابات الرئاسية الخريف القادم، ومن أهم مهمات الفرق الأطلسية تسيير عملية الاقتراع بدون عراقيل. وبرأيه:" كان واضح منذ البداية أن المساهمة العسكرية الألمانية لن تكون ليوم واحد أو سنة واحدة لأن المشاكل الأفغانية لا تحل في فترة قصيرة".