لندن :أفردت صحيفة الغارديان البريطانية صفحة كاملة تتناول فيها بالتفصيل مقابلة أجرتها مع الداعية الإسلامي الشهير يوسف القرضاوي في قطر.واستهلت مادلين بونتينج، المحررة التي أجرت المقابلة مع القرضاوي، الموضوع بالإشارة لمكانته، وقالت "إنه ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أبرز علماء المسلمين السنة في عصرنا الحالي، وإن له الكثير من الأعداء وعدد أكبر من المؤيدين، وإن ذلك قد يعد أقل المتناقضات المحيطة به". وتشير الكاتبة إلى أن الحكومات في أرجاء العالم الإسلامي تضيق ذرعا من انتقاده اللاذع لافتقارها إلى الديموقراطية وحرية التعبير، "لكن قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم الليبي معمر القذافي قد يستشيرونه في بعض الأمور". وتضيف الصحيفة أن إدانة القرضاوي للعمليات الإرهابية منذ 11 من سبتمبر / أيلول في أمريكا وحتى السابع من يوليو / تموز في بريطانيا جعلته محل نقد شديد من بعض المتشددين الإسلاميين، "لكن تأييده الواضح للفلسطينيين ودفاعه عن عمليات التفجير الانتحارية أسفرا عن منعه من دخول الولايات المتحدة، كما قد يسفر ذلك عن منعه من دخول بريطانيا في ظل قوانين مكافحة الإرهاب الجديدة".


وترى الصحيفة أن القرضاوي، بوصفه زعيما دينيا محافظا، على دراية تامة بأنه يتعين عليه الدفاع عن معتقداته في مواجهة تهديدات عالم سريع التغير. وتقول الصحيفة إن القرضاوي يبرز الحاجة إلى أمة إسلامية قادرة على الدفاع عن مصالحها السياسية والمادية، وذكر عدة مرات تطوير تقنية عسكرية. وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول: "أن يتحدث رجل دين عن تطوير تقنية عسكرية يعد شيئا غير معتاد بالنسبة للغرب، الذي قد يجد صعوبة في فهم كيفية تماشي ذلك مع ما يقوله القرضاوي من أن الإسلام دين سلام." ورغم ذلك، تقول الكاتبة إن "الحكومات الغربية بحاجة للقرضاوي". فقد زاره وزير الخارجية الفرنسية في منزله بالدوحة لكي يطلب منه المساعدة في تأمين إطلاق سراح صحفيين فرنسيين مختطفين في العراق.

"كما لم يتردد القرضاوي في إدانة اختطاف صحفي الجارديان روري كارول في الآونة الأخيرة. وقد طلبت منه السلطات البريطانية المشورة، وهو غالبا ما يكون مستعدا للمساعدة." وتخلص الصحيفة إلى أن بين القرضاوي والحكومات الغربية مصالح مشتركة قوية في الصراع ضد التطرف الإسلامي. وتقول الصحيفة إنه "حريص بنفس قدر حرص أي حكومة غربية على ضمان ألا يفجر الشباب المسلم أنفسهم في قطارات الأنفاق وألا يختطفو الطائرات. إنه يبغض فساد العقيدة الذي تكشفه مثل هذه الأفعال، وهو يقول ذلك للملايين من مستمعيه من الشباب المسلم". وتختتم الكاتبة موضوعها بالقول إن حقيقة أن المستمعين لا يزالون ينصتون لهذا العالم المسن، تعود إلى استقلالية رأيه، وهذا تحديدا ما قد يجعل الغرب ينظر إليه على أنه حليف غير مريح."