أشار الى إضافتين جديدتين على مسودة الدستور
طالباني: نرفض الدعوة العربية لمصالحة البعثيين
أسامة مهدي من لندن: رفض الرئيس العراقي جلال طالباني دعوة عربية لعقد مؤتمر مصالحة في العراق بمشاركة "البعثيين الصداميين" وقال ان رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري حول مكتبه الى فرع لحزبه "الدعوة"، واعتبر ان سبب غياب السنة العرب عن العملية السياسية هو الاضطرابات التي تشهدها محافظاتهم وعدم وجود مرجعية لهم. ونفى ان يكون قد زار اسرائيل او ينوي زيارتها مشددا على ان القضاء على الارهاب سيتم خلال عام واحد موضحا ان تعديلين سيجريان على مسودة الدستور الجديد خلال اليومين المقبلين.
وقال طالباني في لقاء عقده في مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن ظهر اليوم مع نخبة من العراقيين المقيمين وحضرته "ايلاف" ان الاوضاع الصعبة التي يعيشها العراق حاليا هي نتيجة الفراغ السياسي الذي حصل بعد سقوط النظام السابق وعدم نجاح قوات التحالف في التعامل مع الاوضاع الجديدة بشكل جيد. واوضح انه مع ذلك نجح السياسيون في اقناعها بضرورة تشكيل مجلس الحكم والحكومة الانتقالية التي انجزت الانتخابات العامة مطلع العام الحالي والتي اقر بانها لم تكن مثالية لكنها عبرت عن رغبة العراقيين في ممارسة الديمقراطية ورفض الارهاب.
واضاف ان الانتخابات الاخيرة شابها خلل بسبب ارغام الارهابيين للعرب السنة على عدم المشاركة فيها فلم يمثلوا بشكل صحيح في البرلمان غير ان قائمتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الشيعي اصرتا على اشراكهم في الحكومة الجديدة فمثلوا فيها بستة وزراء. واضاف بأن الارهاب اشتد بسبب قدوم مجرمين من خارج الحدود الى العراق فتح بعض الجيران حدودهم لهم وساعدوهم فاتخذ الارهاب نتيجة لذلك شكلا وحشيا على شكل ابادة للشيعة بمزاعم انهم رافضة وللاكراد بمزاعم انهم خونة .. واخذ على العالم الاسلامي والسنة العراقيين على الخصوص عدم اتخاذ مواقف حاسمة من الارهابيين الذين يسعون الى حرب طائفية تندلع نيرانها من العراق وتمتد الى بقية الدول الاسلامية .
وشدد على ان العراق قادر على مواجهة الارهاب والحاق الهزيمة به خلال عام واحد من خلال برامج سياسية وامنية وعسكرية واقتصادية واعلامية وثقافية صحيحة .. وانتقد الاعلام العربي الذي قال ان معظمه يتناغم مع الارهابيين ويركز على الجوانب السلبية التي تحدث في العراق ويتجاهل الايجابية .
وحول الخلافات التي ظهرت حول الدستور الجديد شرح الرئيس العراقي مراحل كتابته ومشاركة اعضاء سنة في اعداده وقال انه شخصيا رفض القائمة السنية التي قدمت من اجل المشاركة في الدستور لان بعض الاسماء التي احتوتها تضم بعثيين واشخاص لهم علاقات وثيقة سابقة مع نظام صدام ويطرحون افكارا غير مقبولة . وتساءل قائلا "كيف يمكن التعامل مع العقليات الشوفينية والسخيفة التي يحملها بعضهم"، مشيرا الى ان صالح المطلك الناطق الرسمي باسم مجلس الحوار الوطني السني المشارك في كتابة الدستور كان يعمل مديرا لمزرعة ساجدة خير الله زوجة صدام حسين .
واشار الى ان الاعضاء السنة استمروا خلال فترة اعداد الدستور بالعمل على عرقلة انجازه من خلال رفض فيدرالية الجنوب مرة والاعتراض على نص يقر هوية العراق وعلاقته بمحيطه العربي مرة اخرى. واضاف "كان اعضاء سنة في لجنة الدستور يحاولون اقحام عبارات بعثية في نص الدستور" ، مشددا على انهم يصرون على القول بان العراق جزء من الامة العربية لكن هذا لم يقبل به الاكراد والتركمان والاشوريين . وقال ان اضافتين ستجريان على مسودة الدستور الحالية خلال يومين نتيجة مقترحات حملها السنة الى السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزادة وهما النص على ان العراق دولة واحدة موحدة والدستور ضمان للوحدة الوطنية والاخرى تقول ان العربية لغة رسمية في اقليم كردستان . وعبر عن قناعته بان العراقيين سيوافقون على الدستور وخاصة اذا اشترك المغيبون (السنة) والذين قال انه يسميهم الغائبون.
وشدد على ان غالبية العرب السنة في العراق يريدون ممارسة الديمقراطية والدخول في العملية السياسية والتصويت للدستور. وقال "كان يجب ابراز السنة الحقيقيين وليس هؤلاء السنة في لجنة الدستور"، معتبرا ان اعداء العراق فشلوا في اشعال حرب طائفية اوقومية فيه منوها بالدور الكبير الذي لعبته مرجعية النجف الشيعية ومرجعها السيد على السيستاني الذي قال انه لعب دورا كبير ا في تهدئة الناس ومنع لجوئهم الى الانتقام. وشدد على القول "نريد مرجعية سنية نتحاور معها" .
وعن قلق العراقيين على الهوية العراقية، أكد طالباني بأن العراق غير قابل للتقسيم وان تعدد الطوائف والقوميات المتعايشة فيه عامل قوة وليس ضعف. واضاف ان العراق كان مقسما في زمن صدام حسين حيث مناطق كردستان خارجة عن سلطته والجنوب خارج عن السيطرة مساء لكن وحدة العراقيين تتعزز الان يوما بعد اخر. وقال " ان وحدتنا قوية لانها اختيارية وبرغبات جميع العراقيين".
وحول خلافه مع الجعفري اوضح الرئيس العراقي ان الازمة بدات قبل اشهر بمذكرة قدمها هو الى زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى تشتكي من اتفاقات مبرمة بين التحالف والائتلاف لم ينفذها الجعفري ، لكنه لم يجب عليها مما اضطرنا الى تقديم مذكرة مشتركة مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني نطلب فيها تنفيذ القانون واحترام الاتفاق بين التحالف والائتلاف لكن الجعفري لم يرد عليها ايضا مما دفع بالوزراء الاكراد في الحكومة الى التهديد بالانسحاب منها" .
واوضح ان الجعفري لم ينفذ مثلا فقرة في الاتفاق تنص على البدء بتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك بعد شهر من تشكيل الوزارة .. كما ان الوزارات العراقية من المفترض ان تكون عراقية وليست حزبية او طائفية لكن الجعفري عين جميع العاملين في مكتبه ومستشاريه من اعضاء حزبه الدعوة حتى ان هيئة الاعمار الذي ينص القانون على ان تكون برئاسة وزير التخطيط استقدم لها شخصا من لندن من اعضاء حزبه فعينه رئيسا لها . وقال ان القانون ينص على عقد اجتماعات دورية لرئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان لكن الجعفري امتنع عن حضور جميع الاجتماعات التي عقدت لمناقشة الاوضاع الامنية والخدمية . واضاف ان من المشاكل الاخرى هو القتل اليومي الذي تشهده مناطق العراق من دون معرفة الفاعلين وفي كثير من الاحيان يعتقل اشخاص ثم يوجدون جثثا بعد ذلك وتنفي الشرطة والجيش علاقتها بهذه الحوادث .
واشار الى انه بعد اجتماعات مشتركة الاسبوع الماضي حلت جميع المشاكل واستجاب الائتلاف لجميع مطالب التحالف وتعهد الجعفري بالالتزام هذه المرة. واوضح انه لايدعو لاستقالة الجعفري وانما الى اصلاح مساره، مشيرا الى ان السيستاني ساله مرة "لماذا انتم غير قادرين على العمل لحفظ الامن وتوفير الخدمات وقال لذلك فان المطلوب حكومة قانون قوية نشيطة وفعالة قادرة على تحقيق البرنامج الذي جاءت من اجل تنفيذها".
ونفى طالباني وجود استهداف للضباط الشيعة في وزارة الدفاع وقال ان قادة خمسة فرق في الجيش من مجموع عشرة هم من الشيعة لكنه اوضح ان الحكومة السابقة عينت بعثيين في مراكز حساسة في الجيش والشرطة ويجب استبعادهم .
وحول قضية اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي الامين العام السابق لمؤسسة الخوئي في لندن (قتل في النجف بعد ايام من سقوط نظام صدام عام 2003 واتهم رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر بالتحريض على قتله) ومحاسبة الفاعلين، اشار طالباني الى حدوث اهمال كبير في هذه القضية خاصة من قوات التحالف التي كانت تحكم العراق انذلك والتي كان بامكانها اعتقال الجناة، لكنه اوضح ان القضية قد سيست بعد ذلك "والامر متروك للائتلاف الشيعي الان ليقرر فيه" .
وحول دعوة وزراء خارجية الجوار العراقي الذين عقدوا مؤتمرهم في جدة الاسبوع الماضي لعقد مؤتمر مصالحة وطنية في بغداد اكد الرئيس العراقي رفض أي مصالحة مع "البعثيين الصداميين" وقال ان البعثيين هم من نوعين الاول افراد ارتكبوا جرائم وهؤلاء يجب احالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم والثاني افراد لم يسيئوا الى العراقيين وهؤلاء يمكنهم الانخراط في العملية السياسية الجارية في البلاد . وفي الختام نفى الرئيس العراقي بشدة ان يكون زار اسرائيل او ينوي زيارتها وقال "برغم اني اعرف ان قادة عرب يزورونها" .
وكان الامين العام لمؤسسة الخوئي الخيرية السيد جواد الخوئي قد القى كلمة في بداية اللقاء رحب فيها بالرئيس العراقي ونقل له رغبة العراقيين المقيمين في بريطانيا توضيح مجريات الاوضاع في العراق في الظروف الصعبة الحالية التي يمر بها .
ويختتم طالباني غدا زيارة لبريطانيا استمرت اربعة ايام عائدا الى بغداد اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبحث معه العلاقات بين البلدين والدستور والاعمار وبقاء القوات الاجنبية في العراق ومجمل التطورات التي يشهدها العراق.















التعليقات