نبيل شرف الدين من القاهرة: في تصريحات خاصة لـ (إيلاف) قال اليوم الخميس الناشط السياسي القبطي المقيم في سويسرا عدلي أبادير يوسف إن المؤتمر الدولي الثاني لأقباط المهجر المزمع إجراؤه في العاصمة الأميركية واشنطن سيعقد تحت عنوان (غياب الديمقراطية وحرية الأديان في مصر والشرق الأوسط)، وذلك لمدة ثلاثة أيام من 16 حتى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موضحاً أنه خلص بعد مناقشات مطولة مع النشطاء المعنيين بالمؤتمر والمساهمين في رعايته إلى أهمية توسيع نطاق دائرة اهتمامه لتشمل مسألة حرية الاعتقاد في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأن متحدثين ونشطاء من بلدان عدة في المنطقة سيشاركون في أعمال المؤتمر بأوراق عمل حول قضية حرية الأديان والمعتقدات في المنطقة، فضلاً عن القضية المحورية التي يتبناها المؤتمر وهي المسألة القبطية .
وتعرض المؤتمر المزمع لحملة ضارية من الاتهامات في الصحف ووسائل الإعلام المصرية واعتبرت أن منظميه يسعون إلى الاستقواء بواشنطن واستغلال المناخ الدولي الضاغط لابتزاز مصر وتبرير التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما نفاه عدلي أبادير رئيس المؤتمر في اتصال هاتفي أجرته معه (إيلاف) قائلاً إن المؤتمر يتوجه إلى المجتمع المدني الدولي، الأمر الذي يراه حقاً مشروعاً لكل صاحب مظلمة وقضية تخص ملايين البشر، خاصة وأن الحكومة المصرية تصر على تجاهل مطالب الأقباط منذ ما يربو على نصف قرن، حسب تعبيره .
ومضى أبادير قائلاً إن "مؤتمر واشنطن سيناقش أيضاً رصد ومراجعة المحتوى الإعلامي في ما تبثه محطات الإذاعة والتلفزيون من خطاب وصفه بالمتعصب ضد الأقباط، لأن هذه المنابر الإعلامية تمول من دافعي الضرائب ومنهم مسيحيون مصريون، وتساءل قائلاً: هل يدفعون الضرائب ليهانوا وتسفه معتقداتهم علانية من خلال ما تبثه وسائل الإعلام الحكومية بشكل يومي لمن وصفهم بفقهاء التعصب، ومروجي الفتن الطائفية ودعاة الإرهاب"، حسب تعبيره .
أجندة المؤتمر
وفي تفاصيل المستجدات التي أدخلت على أجندة المؤتمر وحسب رئيسه فمن المقرر أن يستهل أعماله بالكلمة الافتتاحية التي سيلقيها رئيس المؤتمر عدلي أبادير، والذي قال إنه سيؤكد فيها على ما أسماه "حق الصراخ" لكل صاحب مظلمة، موضحاً أن المتحدث الرئيس سيكون الناشط المصري د. سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية في القاهرة ورئيس مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، والذي سيلقي أمام المؤتمر كلمة بعنوان "دور الاقليات في الإصلاح والديمقراطية"، كما سيلقي أيضاً عدد من المدعوين من المسلمين والأقباط وشخصيات غربية وأخرى عربية عددا من أوراق العمل والكلمات التي تتناول محاور شتى تتعلق بالشأن القبطي خاصة، وحرية الأديان والاعتقاد عموماً، فضلاً عن قضية الإصلاح في مصر التي يؤكد منظمو المؤتمر أنها ليست مجرد مطلب قبطي، بل هي مطلب كل المواطنين المصريين، خاصة وأن الحراك السياسي قد انطلق ولم يعد بوسع أحد إيقافه .
ولفت أبادير إلى أن المؤتمر سيناقش اقتراحاً بتطبيق قانون التمييز الإيجابي الذي طبقته الولايات المتحدة عام 1964 بغرض إدماج الأقليات الملونة (السود) في الحياة السياسية والمدنية، والذي كان من شأنه أن أصبحت وزيرة الخارجية من السود، وكان يبدو هذا من قبل أمراً مستبعدا، مؤكداً أن الشعوب والأمم لا تنال حقوقها بسهولة بل من خلال النضال المتواصل من جيل إلى جيل وأن الأقباط لا يرون أنفسهم خارج سياق الإصلاح السياسي والاقتصادي في مصر، بل هم عصب أساسي وعنصر قديم قدم هذا البلد، وبالتالي فإن حديثاً عن التخوين والتآمر هو محض افتراء وفزاعات لم تعد تنطلي على أحد"، حسب تعبيره .
وتابع أبادير قائلاً إن "هذه الأساليب التي تستخدم للإرهاب الفكري مكانها الصحيح الآن هو المتحف، لأنها لا تتسق مع الروح المدنية لهذا العصر، التي لم تعد مجرد خيار يمكن قبوله أو رفضه، بل أصبحت أجندة دولية تلتزم بها الدول أمام المجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع المدني التي صارت صاحبة اليد الطولى في الوقت الراهن" على حد تعبير الناشط القبطي المعارض .
واختتم عدلي أبادير تصريحاته الخاصة لـ (إيلاف) بقوله إنه يعبر عن اعتقاده بأنه بالإضافة إلى تبني الأطروحات السابقة، فإن مصر الأفضل ينبغي أن تكرس جهودها لدعم سلوك الاحترام وقبول الآخر بين كل المصريين، مسلمين ومسيحيين عن طريق تشجيع النشاطات المشتركة في كل مناحي الحياة، كما أعرب عن اعتقاده أيضاً أن كل ما هو لصالح الأقباط هو لصالح مصر؛ قائلاً إن "كل ما هو صالح لمصر ولعموم المصريين، هو لصالح الأقباط بالضرورة، لأن الأقباط لم يكونوا يوماً خونة الوطن، بل هم من خيرة أبنائه الذين قدموا ويقدمون كل غال ونفيس من أجل الارتقاء بشأنه بين الأمم والشعوب" .
التعليقات