اعتدال سلامه من برلين: قبل أيام قليلة جدا من انتهاء فترة حكومة الاشتراكيين والخضر ابرمت ألمانيا صفة دبابات ضخمة من طراز ليوبارد 2 المقاتلة مع تركيا، وكانت هذه الصفقة موضع خلافات كبيرة بين الحزبين الحاكمين ، واثارت الأخبار اليوم غضب الخضر الذي خفت تأثيرهم بعد أن أصبحوا خارج الحكم وحكومة التحالف الكبير من الاتحاد الوطني والاشتراكيين. ففي ظل تغيير حكومي وقع ممثلون عن الحزبين الاشتراكي والخضر مع الحكومة التركية يوم الثلاثاء الماضي عقدا بتسليم أنقرة 298 دبابة ليوبارد 2 مستخدمة وهذا ما أكدت عليه وزارة الدفاع في برلين.

وبدأت قصة الدبابات لتركيا عام 1999 عندما أطلق الخضر صفارة الإنذار والتحذيرات الشديدة من مغبة إبرام الصفة معها بعد إرسال نموذج منها إلى الجيش التركي للتجربة، واذا ما تطابقت مع المواصفات العسكرية التركية سوف تشتري انقرة الف دبابة ليوبادر مستخدمة تتمتع بتقنية حربية عالية. لكن لم تتم الصفقة يومها لأن الخضر اعتبروا هذه الدبابات عامل خطر على الأكراد في جنوب شرق تركيا ، اضافة الى ذلك تسعى الحكومة التركية زيادة القدرات الحربية لجيشها بشكل كبير وهذا ما يقلق الخضر. وعندما التقى وزير الدفاع الألماني الاشتراكي بيتر شتروك نظيره التركي وجدي غونول قبل عام في العاصمة التركية كان الحديث عن 350 دبابة من نفس الطراز. وبرر شتروك تلين موقف برلين بتقرب أنقرة من الاتحاد الأوروبي بعد تحسن سياستها من حماية حقوق الانسان لذا لم تعد هناك مشاكل مع الشريك الأطلسي في تبادل السلاح.

لكن كان على شتروك تهدئة روع حزب الخضر الحليف المعارض للصفقة الحربية وحذرت رئيسته كلوديا روث منها لأنها تسبب القلق الشديد للاكراد، إلا ان المحادثات وبغض النظر عن الاعتراضات التي سمعت بدأت في بروكسل في الثالث من شهر تشرين الأول( اكتوبر) الماضي مع بدء المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا المتعلقة بالعضوية وتم التوقيع بالفعل على العقد. لكن لا تريد برلين حاليا الاجهار رسميا بابرام الصفقة لأنها باعت قبل اشهر قليلة 333 دبابة مماثلة الى اليونان بقيمة 270 مليون يورو. ويريد الجيش الألماني عبر البيع توفير أكثر من عشرة آلاف يورو سنويا كبدل إيجار للمستودعات التي يضع فيها دبابات ليوبارد التي لم يعد يستخدمها ويود الاحتفاظ فقط 350 نموذج.