عامر الحنتولي من عمان: علمت "إيلاف" ان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ترأس الليلة على نحو مفاجئ جلسة طارئة لمجلس الأمن القومي الأردني وحضرها الى جواره الأخ غير الشقيق الأمير علي بن الحسين، وسط ترقب لما سيتخذه المجلس من قرارات قد تكون حاسمة ومصيرية ولاينتظر الإعلان عنها في وقت قريب، حيث يتشكل مجلس الأمن القومي الأردني من رئيس الوزراء ومدير الأمن الوطني ونائبه ورئيس الديوان الملكي وزير الداخلية ومدراء المخابرات والأمن العام والدفاع المدني اضافة الى رئيس هيئة الأركان العسكرية الأردنية المشتركة.
وغالبا فإن مجلس الأمن القومي الأردني الذي تشكل في العام 1996 وأعيد تشكيله في العام 2001 لايلتئم إلا في حالات طارئة لإتخاذ قرارات هامة ومصيرية على صعيد الدولة الأردنية وبما يتواءم مع المصالح الأردنية.
وقالت مصادر أردنية ان السلطات الأمنية تقترب من الوصول الى الخلية التي سهلت وخططت لتفجيرات عمان الإرهابية مساء أمس، وان لديها مايحملها على الإعتقاد بقوة ان الجهة التي خططت لتنفيذ التفجيرات لم تغادر العاصمة الأردنية بعد، وأنها محاصرة في أضيق نطاق ممكن بفعل التحقيقات والإجراءات الإجترازية التي اتخذت منذ اللحظة الأولى لوقوع العمليات الإجرامية التي استهدفت ثلاث فنادق أردنية، وأوقعت مالايقل عن سبعين قتيلا بحسب معلومات لم تتأكد بعد. وسط توقعات من المستشفيات الخاصة الأردنية بإرتفاع عدد الفتلى لوجود حالات خطيرة، وأشلاء لجثث غير معروفة حتى الآن.
وقال وزير الداخلية الأردني اللواء عوني يرفاس لـ"إيلاف" اليوم ان الحكومة الأردنية قررت اعادة فتح الحدود البرية مع جميع الدول المجاورة لكن تحت اجراءات تفتيش دقيقة جدا، في وقت أكد فيه ان المطارات الأردنية تعمل بشكل اعتيادي، ممتدحا كفاءة الأجهزة الأمنية الأردنية في التعامل مع تداعيات الهجمات الإرهابية. وحول الجناة وهويتهم ومآربهم قال يرفاس ان السلطات الأمنية تجري تحقيقات مكثفة للوصول الى الجهة المدبرة، مؤكدا ان الأردن دار أمن وأمان وستظل كذلك.
وبحسب معلومات وردت الى "إيلاف" فإن السلطات الأمنية قامت حتى الآن اثر تحقيقات مكثفة باعتقال 17 شخصا تحوم حولهم الشكوك الأمنية بالإنتماء الى خلية لتنظيم القاعدة، بينهم عدد من العراقيين وبحريني ومصري وآخرين أردنيين، في وقت دعت فيه أجهزة الأمن الأردنية جميع المصورين اللذين يمتلكون مواد فلمية للتفجيرات التي ضربت الفنادق الأردنية المباشرة بتقديمها لأجهزة الأمن لمطابقتها مع المعلومات التي جمعتها حول هوية المدبرين والمنفذين.
وفي سياق متصل اندفع آلاف الأردنيين منذ أكثر من ساعة الى الشوارع الأردنية انطلاقا من مكان التفجيرات للتنديد بهجمات الفنادق واعلان البيعة والولاء للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي وصل الى بلاده باكرا فجر اليوم حيث اصطحب عدد من المسؤولين الأمنيين وزار الفنادق المستهدفة واطمأن على أداء السلطات الأمنية في التعامل مع الحوادث الإرهابية. وقد رفع الأردنيون صور الملك الأردني فيما حرق المئات منهم صور الطريد الأردني أبومصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أعلن مسؤوليته قبل ساعات في بيان على الإنترنت حمل التهديد والوعيد للحكم الملكي في الأردن.
التعليقات