خلف خلف من رام الله: بارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم إلى عمير بيرتس رئيس حزب العمل الإسرائيلي بمناسبة انتخابه رئيسا جديدا للحزب، وعبر الرئيس عباس عن تهانيه الصادقة لبيرتس متمنيا له النجاح في هذه المهمة السامية، التي أولاه إياها أعضاء حزبه الموقر، داعيا الله تعالى أن يمثل فوزه دعماً لعملية السلام، ولتحقيق الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما جاء في رسالة التهنئة التي بعثها أبو مازن لبيرتس.
وكان بيرتس صرح اليوم أنه في حال انتخب رئيسا للوزراء في إسرائيل فأنه سيدعم فكرة بقاء مدينة القدس المحتلة تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، مشيرا أيضا لمعارضته لعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم، وقال بيرتس: سأدعم فكرة القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية والحل الشامل لقضية القدس سيأتي بناء على حوار دولي نحاول من خلاله إيجاد حلول خلاقة من شأنها إزالة التوتر القائم حول هذا النقاش، وبالنسبة لحق العودة، أنا أعارض كليا حق العودة إلى داخل إسرائيل، حق العودة ممكن أن يكون إلى الأراضي الفلسطينية.
وفي هذه الأثناء، كان طالب الصانع النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الذي ختم زيارته لسوريا مؤخرا نقل عن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قوله: القيادة السورية تعتبر انتخاب عمير بيرتس رئيسا لحزب العمل نقطة تحول ايجابية في المعادلة السياسية والحزبية في إسرائيل، نظرا لتوجهاته السلمية "واصله الشرقي" واملأ في إحياء المسار السوري الإسرائيلي الذي انقطع بعد اغتيال رابين، وعطل المسيرة السلمية في الشرق الأوسط.
وأضاف الصانع والذي أنهى زيارته لسوريا يوم الاثنين، والتقى خلالها مع مسؤولين سوريين وفلسطينيين كبار، بينهم عبد الله الأحمر، وأضاف الصانع أن القيادي الفلسطيني نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طرح تقييما مشابها، خلال اللقاء الذي جمعه به مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي، ،وقياديين فلسطينيين آخرين في دمشق.
وأشار بيرتس في حديث مع صحيفة كل العرب الصادرة في الداخل الفلسطيني أن انتخاب بيرتس صنع زخما شبيها بالزخم السياسي الذي أدى إلى انتخاب إسحاق رابين رئيسا للحكومة في انتخابات عام 2991، "ومن اكبر التحديات أمام بيرتس لبلوغ رئاسة الحكومة مقاومة المؤسسة العسكرية له وكذلك أرباب رأس المال والطغمة الاشكنازية في قيادة حزب العمل" على حد وصفه مشددا على أهمية الصوت العربي لتعزيز الزخم الحاصل.
وحول لقاءاته مع القيادات الفلسطينية في دمشق، قال الصانع انه وجد حواتمة والقدومي مستاءين وقلقين من الأداء الرسمي الفلسطيني (السلطة)، وخاصة ما يتعلق بضرورة ترتيب أوراق البيت الفلسطيني (والتعبير لحواتمة- كما أفاد الصانع) فيما يتعلق بتسريع الإصلاحات وبناء هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز الأداء الفلسطيني على كافة الأصعدة وتفويت الفرصة على إسرائيل للاستقواء على الشعب الفلسطيني وقيادته.
وفي هذا الصدد قال الصانع أن القدومي يأخذ على السلطة الفلسطينية انتقاصها من دور منظمة التحرير الفلسطينية في تنظيم وإدارة شؤون السلطة مذكرا القيادة الفلسطينية بان "هناك فلسطينيين غيورين على شعبهم خارج مناطق السلطة أيضا".
ونقل الصانع عن نايف حواتمة انه ينسق حاليا على تشكيل خيار وطني ثالث "حتى لا يبقى الاختيار محصورا بين سطوة تنظيم "فتح" على السلطة بما فيها من فساد، من جهة، وممارسات ومواقف "حماس" من جهة أخرى، على أن يقوم الخيار الثالث (البديل) على قاعدة واسعة تضم مختلف التنظيمات والفصائل الفلسطينية.