أسامة العيسة من القدس : ماذا يفعل رجل المخابرات عندما يحب امرأة تقول له لا؟، هو السؤال الذي طالما شغل الصحافيين والباحثين، الذين تتبعوا العلاقات العاطفية التي تنشأ بين قادة أجهزة المخابرات والقادة السياسيين أصحاب النفوذ، منذ معاوية بن سفيان مرورا بأدولف هتلر، وليس انتهاءا بالملك فاروق الأول، وصلاح نصر، والمشير عبد الحكيم عامر، وصدام حسين، وابنه عدي.

ويمكن أن تتلخص كل قصص هؤلاء، بحكاية بسيطة لرجل من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وهو الجهاز الذي يعنى بالاستخبارات الداخلية، واكتسب سمعة كبيرة خلال انتفاضة الأقصى لإشرافه على عمليات الاغتيال التي طالت كوادر وقادة فلسطينيين. وحسب الصحف الإسرائيلية فان رجل الشاباك هذا أحب فتاة، وعندما اكتشفت فيه صفات لم تعجبها تصرفت، مثل أية فتاة في مثل وضعها، فأنهت العلاقة، ولكن رجل الشاباك الذي وجد نفسه مهجورا لم يستسلم، واعتبر تصرفها طعنا في كبريائه، ولم يتصور أن رجلا مثله يعرف أكثر مما ينبغي عن أسرار الناس، وباستطاعته التسلل حتى إلى غرف نومهم، يمكن أن تقول له فتاة كلمة لا، فما كان منها إلا انه هددها، ملوحا بمكانته ووظيفته، قائلا quot;سأخفيك عن الوجود، ولن يعثر عليك حتى الذباب الأزرقquot;.

وهو تهديد أخذته الفتاة، على محمل الجد، وخشيت فعلا من سطوة رجل المخابرات، الذي يبدو انه نسي انه يعيش في عصر الإعلام والصحافة، التي تشكل في بعض الدول سلطة رابعة حقيقية. ولجأت الفتاة التي خشيت على حياتها إلى الصحافة، وروت حكايتها بالتفصيل، واتهمت حبيبها السابق رجل الشاباك، باستخدام نفوذه لغايات شخصية، وهو ما يعاقب عليه القانون، ويشكل فضيحة مدوية، ووقفت الصحافة مع الفتاة وضد المحب المهجور بقوة، ورأت فيما تفوه به تجاوزا لكل الحدود، وجعلت منه رمزا لكل الشرور التي تنتج عادة عندما يتحول رجل الأمن إلى شخص فاسد، يهدد الناس، مستخدما صلاحياته التي منحها إياه القانون.

وهكذا قذفت الفتاة المجروحة الكرة بكل قوتها، إلى ملعب رجل الشاباك، الذي تفاجأ بما حصل ووجد نفسه، بعد أن كان يبرم شاربيه مهددا، في قفص الاتهام يدافع عن نفسه، نافيا التهمة عن نفسه، ولكن لا احد مستعد لتصديقه. وفي حين بدأت قصة الفتاة الإسرائيلية، صغيرة، تحولت مثل كرة ثلج، تكبر كل يوم، والى قضية رأي عام والى حملات ضد رجال الأمن الفاسد.