اقتراع في 15 دولة عبر 109 مراكز انتخابية
عراقيو الخارج بدأوا التصويت ومخاوف من تزوير
أسامة مهدي من لندن : بدأ العراقيون خارج بلدهم صباح اليوم التصويت لانتخاب مجلس نواب جديد حيث كانت مدينتا سيدني وملبورن الاستراليتين اول من يستقبل الناخبين العراقيين في العالم من خلال 11 مركزا انتخابيا الى جانب 106 اخرى في 33 مدينة ب15 دولة في انحاء العالم ابوابها حيث بدأ عراقيو الخارج ممارسة حقهم في انتخاب مجلس للنواب وسط شكوك من عدم توفر اجواء ديمقراطية نتيجة هيمنة مشرفين على بعض المراكز ينتمون لاحزاب اسلامية مشاركة في الحكومة وغياب تواجد كثيف من المراقبين الدوليين والمحليين الامر الذي لن يمنح المصداقية لهذه العملية وقد يؤدي الى اتخاذ اجراءات اخرى منها الغاء بعض النتائج كما اكد مسؤول انتخابي تابع للامم المتحدة في العراق .
ويقيم حوالي ثلاثة ملايين عراقي خارج بلدهم لكنه يحق لحوالي نصفهم المشاركة في التصويت غير ان هناك اقل من مليون عراقي بقليل يقيمون في الدول الخمسة عشر يحق لهم التصويت في الانتخابات هذه التي ستستمر ثلاثة ايام في حين بلغ عدد المصوتين في الانتخابات السابقة التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي 265 الف عراقي .
وابلغ الدكتور فريد ايار عضو مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية quot;ايلافquot; اليوم ان عمليات التصويت قد بدات في 15 دولة هي : الاردن، ايران، سوريا، لبنان، كندا، النمسا، استراليا، المانيا، تركيا، الولايات المتحدة، السويد، الدنمارك، بريطانيا، هولندا والامارات العربية. واضاف ان عدد مراكز الاقتراع في الاردن يبلغ (12) مركزاً بواقع 80 محطة اقتراع منتشرة في العاصمة عمان فقط، اما في فهناك (16) مركز اقتراع بواقع 81 محطة تنتشر في مدن طهران، قم، اهواز ومشهد، وفي سوريا (10) مراكز اقتراع بواقع 40 محطة في دمشق فقط، وفي لبنان (5) مراكز اقتراع بواقع 20 محطة في بيروت فقط، وفي كندا (مركز) واحد بواقع 6 محطات في اوتاوه فقط وبمقر السفارة العراقية نظراً لعدم موافقة الحكومة الكندية على تنظيم اي انتخابات اجنبية على ارضها، وفي النمسا هناك (مركزان) بواقع 9 محطات في فيينا فقط، وفي استراليا (11) مركزاً بواقع 40 محطة في مدينتي سيدني ومالبورن .
اما في المانيا فهناك (8) مراكز اقتراع بواقع 40 محطة اقتراع تنتشر في برلين، ميونيخ، كولون ومانهايم، وفي تركيا(7) مراكز اقتراع بواقع 24 محطة في مدينتي اسطنبول وانقرة، وفي الولايات المتحدة الامريكية. كما ان هناك (10) مراكز بواقع 50 محطة اقتراع منتشرة في واشنطن، ديترويت، شيكاغو، سان دييغو وناشفيل وفي السويد (8) مراكز اقتراع بواقع 40 محطة في مدينتي ستوكهولم وغوتنبرغ وفي الدنمارك سيكون هناك (3) مراكز اقتراع بواقع 17 محطة في كوبنهاغن، وفي بريطانيا هناك (10) مراكز اقتراع بواقع 50 محطة في لندن ومانجستر وبرمنغهام ، وفي هولندا (6) مراكز بواقع 24 محطة في مدينتي امستردام وروتردام .. ويبلغ عدد المراكز في دولة الامارات (5) بواقع 25 محطة اقتراع في مدينتي دبي وابوظبي.
واوضح الدكتور ايار ان الامكانات والوقت المتاح دفعا مجلس المفوضين الى حصر الانتخابات في الدول الـ 15 وهي بحد ذاتها مهمة كبيرة جداً وان احد اهم التسهيلات التي اقرها مجلس المفوضين هو جعل التسجيل والانتخاب في يوم واحد ليتسنى لاكبر عدد ممكن من الناخبين التسجيل والاقتراع لانتخاب مجلس النواب الجديد الذي سيستمر اربع سنوات. وقال ان عدد المدن التي سيحصل فيها الاقتراع في العالم (33) مدينة بواقع 109 مراكز اقتراع و521 محطة تتفرع من تلك المراكز. واشار الى ان اصوات الخارج ستذهب الى المقاعد الـ 45 التعويضية والوطنية حيث ان احتسابها للمحافظات امر غير ممكن نظراً لصعوبة عد وفرز الاصوات حسب المحافظات كما ان ورقة الاقتراع للخارج ستكون كبيرة ولانها ستشمل كافة اوراق المحافظات. واوضح ان عملية الانتخابات في الخارج تقوم بها المفوضية دون وجود مؤسسات دولية كما كان في السابق ويعتبر هذا الامر تحديا كبيرا لعمل المفوضية .
واشار المسؤول الانتخابي الى ان المفوضية لا تضمن ديمقراطية الاقتراع في بعض الدول التي ستجري فيها خارج العراق وخاصة في لندن بسبب بهيمنة اشخاص لاعلاقة لهم بالمفوضية على اعمالها منتمين لاحزاب تشارك في الانتخابات ويحاولون التاثير على نتائجها ثم مصداقيتها حيث هناك اكبر جالية عراقية في الخارج ويحق لحوالي 150 الف عراقي مقيمين فيها المشاركة في الانتخابات التي ستستمر ثلاثة ايام .
وكان مدير مكتب الانتخابات العراقية في لندن حماد رشاد ورئيس قسمه اللوجستي عصام جعفر اضافة الى رئيس قسم المحاسبة قد استقالوا من عملهم الاسبوع الماضي احتجاجا على ما اكدوا انها هيمنة لممثلين عن احزاب دينية مشاركة في الحكومة على عمل المفوضية بهدف التاثير على نتائج التصويت .
شكوك في نجاح انتخابات الخارج
ومن جهتهم عبر اعضاء مجلس المفوضين والعضو الدولي في المجلس غريغ غينيس الذي يمثل الامم المتحدة في المجلس عن شكوك من نجاح العملية الانتخابية في الخارج .
وقال بيان صحافي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم انه اتضح للمجلس والامم المتحدة انه لا يوجد هناك أي نظام لمراقبة العملية الانتخابية كما ان الشكاوى التي تتسلمها المفوضية تثير الكثير من القلق حول سيطرة جهات حزبية على المراكز الانتخابية في العديد من الدول ولاسيما في المملكة المتحدة. واوضح أحد اعضاء المجلس ان هذا الوضع حصل نتيجة التقارير التي وردت من لجنة انتخابات الخارج التي انيطت رئاستها بالسيدة حمدية الحسيني حيث لم يلتفت المجلس ويتأكد من المعلومات الواردة في تلك التقارير وفجأة ظهرت ثغرات عديدة وكبيرة تهدد عملية الانتخابات في العراق برمتها.
واشار الى ان ذلك قد عزز هذا الاعتقاد والخوف من محاولات تزوير واسعة قد تحصل بحيث تفقد الانتخابات في الداخل والخارج الشرعية والشفافية ما ورد في التقرير اليومي الشامل الذي ارسلته لجنة انتخابات الخارج في العاشر من الشهر الحالي من انه لا توجد أية منظمات محلية او مراقبين دوليين يمكنهم مراقبة الانتخابات في بريطانيا (التي اثير حولها الكثير من الحديث حول حزبية العاملين فيها) والامارات، النمسا، الدنمارك، كندا، ايران، اميركا، استراليا والاردن. اما في بقية الدول فالاحصاءات تبين ان تواجد المنظمات المحلية والمراقبين الدوليين ضعيف جداً بحيث يدرك المراقب ان العملية ليست تحت السيطرة المعتادة والتي لا تنطبق وما نصت عليه مبادئ الامم المتحدة وانظمتها وقراراتها بشأن شفافية ومراقبة الانتخابات.
وتشير مصادر الأمم المتحدة في بغداد ان ممثل الامم المتحدة عضو مجلس المفوضين غريغ غينس قدم بشكل عاجل امس الاول مشروع قرار الى مجلس المفوضين ووافق عليه فوراً ذكر فيه ان هناك بعض الغموض حول مركز العد والفرز في الخارج حيث ان تقسيم المراكز تم بشكل غير دقيق واقترح اجراء تعديلات عامة تتطابق مع نهج قرار المجلس بان العد الرسمي يكون في بغداد وليس في الخارج تلافياً لأية عملية قد تقع تحت باب التزوير.
واشار قرار الامم المتحدة الى نقاط هي:
.. ان مركز العد والفرز بالنسبة للخارج سيكون في بغداد.
.. ان مركز انتخابات الخارج في عمان سيكون كمركز التحقيق والتفتيش على النتائج بالتنسيق مع مركز العد والفرز في بغداد.
.. سوف تعلن في بغداد نتائج جزئية عن نتائج المحافظات والاقتراع الوطني والانتخابات في الخارج والتصويت الخاص واوراق الاقتراع الوطنية.
.. التصديق النهائي على النتائج سيعلن في بغداد على انتخابات الخارج وليس في عمان او غيرها.
وعلى الجانب الاخر اشارت المفوضية الى ان ممثل الامم المتحدة في مجلس المفوضين اجتمع أمس مع وفد من الاتحاد الاوربي عارضاً الوضع حول انتخابات الخارج والتوقعات التي تشير الى ان غياب تواجد كثيف من المراقبين الدوليين سوف لن يمنح المصداقية لهذه العملية وقد يؤدي الى اتخاذ اجراءات اخرى منها الغاء بعض النتائج.
ووصف مصدر مقرب من مجلس المفوضين ان ما يحصل في انتخابات الخارج مشكلة quot;نأمل ان نخرج منها بأقل الخسائر فما يظهر من حقائق ووقائع سياسية وتنظيمية تشير الى ان العملية لم تصل الى مستوى العبور الى الضفة الاخرى من العملية وعلى المجلس والامم المتحدة حالياً تخفيف الخسائر والانتكاسات التي قد تحصل وقال ان مسؤولية هذه تقع على مجلس المفوضين وعلى لجنة انتخابات الخارج التي لم تستطع القيام بالمهمات المناطة بها وهي لم تزود المجلس بجميع الحقائق بحيث بات الأمر الواقع يهدد عملية الانتخابات في العراق برمتهاquot;.
التعليقات