سمية درويش من غزة: قال غسان المصري المتحدث الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، لا احد ينكر وجود خلاف بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الدائرة السياسية، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح فاروق القدومي، لدرجة اتساع الهوة بينهما حسبما تعكسه وسائل الإعلام.
وأضاف بان الإعلام حصل من هذا الموضوع على مادة يهتم بها الرأي العام ، واشغل بال قيادات وكوادر وأبناء حركة فتح خلال الشهور الماضية، بسبب تخوفهم من تفاعلات هذا الخلاف واتساعه وتأثيره على مستقبل الحركة والقضية الفلسطينية أيضا.

وأشار المصري ان ما يثير الاستغراب في تعامل الكتاب والمثقفين الكبار ، مثل الأخ فيصل ابو خضرا الذي تناول الموضوع بمقالته في جريدة القدس تحت عنوان ، أبو مازن العملي وفاروق القدومي النظري، حيث وجه سهام النقد والاتهام لرئيس حركة فتح ورئيس الدبلوماسية الفلسطينية الذي تشهد له وتحترمه معظم القيادات والزعامات السياسية والدبلوماسية في العالم. وتابع قائلا ، بان القدومي كان رجل المهام الصعبة التي اعتمد عليه الرئيس الراحل ياسر عرفات في حل جميع الأزمات التي كانت تواجه قيادة منظمة التحرير سواء على صعيد الفصائل الفلسطينية او الدول العربية والعالمية أيضا، وما يحظى به من احترام وتقدير في أوساط الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وما يشكله من ضمانه وطنية في القضايا الاستراتيجية للنضال الفلسطيني.

الكنيست الإسرائيلي

وذكر المصري في مقال نشرته صحيفة القدس اليوم "الثلاثاء"، بأنه ليس من العدل تشبيه القدومي بأنور السادات ، لان القدومي يحترم الإجماع الوطني ويتمسك بقناعاته الوحدوية ويدرك أهمية وحدة الصف والجهد العربي في النزاع العربي الإسرائيلي، ولم يقدم على زيارة الكنيست الإسرائيلي ويتسبب في شق الصف العربي وإضعافه، وتوجيه ضربة قوية للقضية الفلسطينية وإضعاف موقف منظمة التحرير في حينه .
ونوه بان فاروق القدومي لم ينكر دور الأخ ابو مازن في تأسيس وقيادة حركة فتح بل عمل على ترشيحه ودعمه بكل قوة من اجل خلافة المرحوم ياسر عرفات في رئاسة السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير ،ولا يزال يقدم له كل الدعم لإنجاحه، لان القدومي يدرك ان نجاح أبو مازن ، هو نجاح للشعب الفلسطيني ونضاله ، ولا يمكن ان يغلب الخلاف في وجهات النظر حول القضايا السياسية على المصلحة الوطنية العليا ، وهذا ما كان يشهد به ويؤكده دائما الرئيس الراحل ، الذي أصر قبل دخوله غرفة العمليات في عمان بعد حادث الطائرة على حضور القدومي بسرعة وإطلاعه على ملفات الحركة والمنظمة السرية وائتمانه عليها.

اتهام وتهجم

وقال المتحدث باسم المنظمة ،انه ليس من العدل ان اتهام فاروق القدومي بمخالفته ومعارضته لإجماع الجماهير الفلسطينية ، كمعارضته لاتفاق اوسلو ، وكأن الشعب الفلسطيني جميعه أيد اوسلو علما ان اغلب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية إضافة الى نصف أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح رفضته ، وصوت نصف أعضائها ضد الاتفاق في اجتماع اللجنة المركزية في تونس ، ولكن أضيف صوت الأخ ابو اللطف بعد ان أكد المرحوم عرفات بأنه أجرى مكالمة هاتفية مع القدومي ، الذي كان في مهمة خارجية، وانه موافق على اوسلو. وأشار الى ان الاتفاق بين المرحوم ابو عمار وفاروق القدومي على تقاسم الأدوار وتوزيع المهام تتطلب بقاء ابو اللطف في الخارج للحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ومتابعة العمل والتنسيق مع الفصائل وكذلك مع القيادة السورية.

وأوضح بان هناك الكثير من الحقائق الثابتة التي تجعل ما ورد في مقالة الأخ فيصل ابو خضرا مجرد اتهام وتهجم على الأخ ابو اللطف ، وان ما كنت أتوقعه منه ان يسعى بمقالته الى مناشدة ابو مازن والقدومي مع اللقاء والتفاهم والعمل على حل الإشكال، وهدم الهوة بينهما وليس الانحياز الى احدهما، واتهام القدومي بعد بالقائد النظري والمنتظر لأنه يتمسك بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ويحافظ على خط الرجعة بالحفاظ على استمرار بقاء ووجود منظمة التحرير، كبديل يمكن العودة اليه في حال فشل السلطة الفلسطينية في تحقيق مشروعنا الوطني.

وأكد المصري بان تقوية منظمة التحرير وإعادة بناء مؤسساتها من شأنه ان يوفر الدعم والإسناد للسلطة الفلسطينية مع التأكيد على ان منظمة التحرير ما تزال تشكل المرجعية السياسية والقيادية لجميع فئات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهي الضامن الوحيد للحفاظ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.