أسامة مهدي من لندن: اكد مسؤول امني عراقي رفيع اليوم ان مسلحين ينتمون الى قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة الاصولي الاردني ابو مصعب الزرقاوي والى جامعة انصار السنة يخوضون حاليا في مناطق غرب البلاد قتالا داميا مع مسلحي جيش محمد الذي يضم انصار الرئيس المخلوع صدام حسين في وقت لم تستبعد وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايسمع مسؤولين عراقيين اجراء مفاوضات مع المسلحين المناوئين.

وقال الفريق اول وفيق السامرائي مستشار الرئيس العراقي جلال طالباني للشؤون الامنية ان المسلحين بداوا يتقاتلون فيما بينهم في مناطق مختلفة من البلاد وخاصة غرب العراق حيث التواجد الاكبر لهؤلاء المسلحين موضحا ان القتال يدور بين عناصر منظمة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة الزرقاوي وانصار السنة بقيادة او عبد الله الشافعي الذي رصدت الحكومة العراقية هذا الاسبوع مبلغ 50 الف دولار مكافأة لمن يساعد على اعتقاله مع عناصر جيش محمد الذي ينضوي تحت لوائه انصار الرئيس المخلوع صدام حسين والذي اعتقل قائده في مدينة الفلوجة اواخر العام الماضي مشيرًا الى ان القائد الملي لهذا الجيش في منطقة هيت غرب البلاد قد لقي مصرعه مؤكدا في تصريح نقلته صحيفة الاتحاد الناطقة بلسان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني ان القتال بين هذه العناصر مازال مستمرا من دون ان يوضح اسبابه وموقف القوات العراقية منه .

واشار الدكتور ايهم السامرائي الناطق باسم جبهة المجلس الوطني العراقي ووزير الكهرباء في حكومة اياد علاوي السابقة امس الى ان فصائل مسلحة انضوت تحت لواء الجبهة ابدت استعدادا لالقاء السلاح بعد ان يتم تنفيذ شروط اعلنتها تتلخص بوضع جدول زمني للانسحاب الأميركي من العراق.

وكشف السامرائي النقاب عن استعداد اثنين من زعماء المجموعات المسلحة الدخول في مفاوضات لوضع حد لعملياتهم المسلحة مشيرا الى ان مجموعتي الجيش الاسلامي في العراق وجيش المجاهدين ابدتا رغبتهما في التفاوض مع الأميركيين والمسؤولين العراقيين واضاف انه عقد أكثر من عشرة لقاءات مع الجماعتين على مدى الاشهر الاربعة الماضية وان الاجتماعات عقدت في منزله في بغداد وقال انه بحث هذا الموضوع مع المسؤولين الاميركيين في العراق وفي الولايات المتحدة حين زارها الشهر الماضي وكذلك مع مسؤولين في الحكومة العراقية.

وقد أكد هذه الأنباء مسؤول في السفارة الاميركية في بغداد رفض الكشف عن اسمه قائلا "لقد التقيناه في الماضي ونرحب بأي عراقي يشجع الحوار والمشاركة السياسية والمصالحة ونبذ العنف كأداة سياسية. ولكن يجب ان يُبحث هذا الموضوع مع الحكومة العراقية".

ومن جهتها تركت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الباب مفتوحا امام بدء مفاوضات بين مسؤولين عراقيين والمجموعات المرتبطة بالمسلحين مشيرة الى ان المصالحة السياسية في العراق ينبغي ان تكون عملية عراقية .

وفي تصريحات لها اليوم قالت رايس انه يجب ملاحقة العراقيين المسؤولين عن اعمال العنف ضد مدنيين او جنود التحالف. لكنها بقيت اكثر تحفظا عندما سئلت عن احتمال معارضة الولايات المتحدة لاجراء مفاوضات بين مسؤولين عراقيين ومجموعات المسلحين والتي قد تحبط بناء النظام السياسي العراقي لذي يفترض ان يخلف الاحتلال الاميركي.

واضافت رايس ان العراقيين في صدد وضع عملية مصالحة في مجتمع استغل صدام حسين التوترات الاجتماعية والاتنية فيه ابان حكمه الفظيع واشارت الى ان هناك عملية بدات في العراق "ولا اعتقد اننا كنا نفكر في ان دورنا هو التدخل في العملية العراقية" واكدت قائلة "نعتقد ان الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي وضد قوات التحالف او ضد ابرياء من اي بلد في التحالف سيحالون امام القضاء". واوضحت "اعتقد انه يجب اخذ ذلك بالاعتبار في حين يحاول العراقيون دفع العملية السياسية الى الامام. لكني اريد الاشارة فقط الى ان الامر يتعلق بوضوح بعملية عراقية واننا نحاول دعمها".