قم (ايران): يقول الناخبون في مدينة قم المقدسة جنوب طهران الذين يرجح ان تاتي نتيجة اصواتهم بغالبيتها مرة جديدة لصالح المرشح المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، انهم ينتظرون من رئيسهم الجديد ان يضع حدا "للانحطاط" في التقاليد التي تشوه بلادهم.وتقول مريم عبدالله (30 عاما) التي ترتدي التشادور التقليدي كما غالبية النساء في قم (حوالي 150 كلم جنوب طهران)، انها ستصوت لاحمدي نجاد لانه "سيعيدنا الى الاسلام الحقيقي".

وتقول مريم محمدي (16 عاما) التي تصوت للمرة الاولى "لم يفهم الناس مفهوم الحرية (الذي عرضه الاصلاحيون). مع احمدي نجاد، سيكون ادراك هذا المفهوم اكثر سهولة".والى جانب لافتات تدعو الى انتظار الامام المهدي، ترتفع في مقام السيدة معصومة الذي اقيم تكريما لشقيقة الامام الرضا، شعارات تدعو الى المشاركة الكثيفة "الامة الايرانية المجيدة ستغمر الامام الخميني والشهداء باصواتها".ويقول الطالب في الفقه الاسلامي نوروز دريس (29 عاما) "انه ميثاق مع الشهداء والتزام يجب المضي به في الطريق الذي شقوه لنا".

وتقول لافتة اخرى ان "ارواح الشهداء ستطهر قلوب الذين يعانون من بعدهم عن الله".وصوت نوروز دريس "للذي تلقى افكاره موافقة من المرشد" الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي.ويبدي تقي داوود عبادي (47 عاما) الواقف على باب مقهى يملكه وعلقت فيه صور محمود احمدي نجاد "يزداد عدد الفتيات اللواتي لا يضعن الحجاب كما يجب".

ويضيف "لقد فقدنا نصف قيم الثورة الاسلامية. لا نريد ان نفقد النصف الباقي. احمدي نجاد سيعيد الامور الى ما كانت عليه. لا يجوز القبول باجتياح الثقافة الغربية".وهو ينظر الى طهران على انها تحولت الى "بابل جديدة".

والدخول الى مقام السيدة معصومة ممنوع على النساء من دون التشادور. ويضطر عدد قليل جدا من النساء الى استعارة لباس تقليدي على مدخل المقام للدخول والاقتراع. والقاعدة تستند الى قول للامام الخميني "التشادور هو اللباس المناسب. انه رمز وطني".وتقول فاطمة خراساني (40 عاما) "هنا ليست طهران او اصفهان. الشرطة لا تسمح للناس بان يرتدوا اي نوع من الملابس".

وتبدي استياءها من النساء اللواتي "يتركن شعرهن ظاهرا، ويرتدين المعاطف والسراويل القصيرة والمناديل" بدلا من الحجاب. "ان تصرفهن يسيء الى دم الشهداء"، وتحمل "محطات التلفزة الفضائية" مسؤولية ذلك.ولا يعني لها شيئا ان يضع احمدي نجاد قيودا على الحرية. "هذا ما ننتظره. نريد قوانين صارمة ضد الذين يتعاطون المخدرات وضد الانحطاط الاخلاقي والتخلي عن التقاليد. لقد اعطى (الرئيس الايراني محمد) خاتمي حريات كثيرة للشباب. لا بد من العودة الى السنوات الاولى للثورة".

وترى احترام اسكندري (64 عاما) وهي والدة شهيد، ان احمدي نجاد لن يحتاج الى فرض هذه القوانين. "الناس سيحبون احمدي نجاد وحكومته الى درجة ان النساء سيرتدين التشادور من دون ان يكن مجبرات على ذلك".ولا تبدي اي تساهل مع منافس احمدي نجاد، اكبر هاشمي رفسنجاني. "في الصباح اسمع عبر الاذاعة ان الاغنياء لا يجب ان يستغلوا موقعهم. في المساء ارى هاشمي في قصر... احمدي نجاد يعرف ما هو الفقر. الذين لم يجوعوا يوما لا يعرفون ماذا يعني الجوع".

وتذكر مريم عبدالله اخيرا بان "هاشمي هو الذي فتح البلاد امام الاستثمارات والقيم الغربية".