نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأت اليوم في مدينة الإسماعيلية على ساحل قناة السويس، شرق مصر، أولى جلسات محاكمة ثلاثة متهمين بالتورط في حوادث التفجيرات الدامية التي وقعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بفندق "هيلتون طابا"، ومخيمات "البادية"، و"وادي القمر" بمدينة نويبع شمال سيناء، والتي أسفرت عن مصرع 34 شخصا من بينهم تسعة مصريين، وإصابة آخرين من بينهم 24 مصريا و124 إسرائيلياً، فضلاً عن إحداث تلفيات هائلة في الممتلكات العامة والخاصة.
لائحة الاتهامات
ويواجه المتهمون في هذه القضية حزمة من الاتهامات، من بينها القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، بعد أن عقدوا النية والعزم على اغتيال عدد من السائحين الإسرائيليين أثناء تواجدهم بشمال سيناء بمناسبة عيد الغفران، وذلك تنفيذا لغرض إرهابي، كما شرعوا في قتل ضحايا آخرين، وقاموا بمقاومة السلطات العامة في أثناء القبض عليهم، كما نسبت النيابة العامة إلى المتهمين أيضاً تهم حيازة أسلحة نارية ومفرقعات وذخائر بدون ترخيص بغية استخدامها في أنشطة تخل بالأمن والنظام العام .
وتنظر إحدى دوائر محكمة الدولة العليا القضية غيابياً بالنسبة للمتهم الهارب محمد أحمد فليفل، وحضورياً لكل من المتهمين محمد جابر صباح، ومحمد عبد الله رباع، بينما لقي أربعة من منفذي التفجيرات مصرعهم، حيث قتل اثنان خلال تنفيذ عملية هيلتون طابا، وهما أياد صالح وسليمان فليفل، وقتل اثنان آخران في مواجهات مع رجال الأمن وهما كل من محمد جمعان، ومحمد عبد الرحمن .
ويرى الدكتور مدحت رمضان أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة أن المتهمين كونوا تنظيما إرهابيا في ما بينهم بهدف القتل والإرهاب، وخططوا وأعدوا ونفذوا حوادث إرهابية بقصد القتل، وهذه كلها جرائم مشددة مقترنة بجرائم أخرى تشدد فيها العقوبات وقد تصل إلي الإعدام إذا أدينوا بارتكابها أو السجن المؤبد والمشدد على أدنى تقدير .
تفاصيل التحقيقات
وبينما كشفت التحقيقات في هذه القضية عن أن المتهم الفلسطيني إياد سعيد صالح وبعض العناصر المرتبط بها من مدينة العريش قاموا بالتخطيط لهذه التفجيرات، التي برروها خلال التحقيقات التي أجريت معهم، بأنها جاءت رداً على وصفوه بممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، حيث اتفقوا على قيام بعمل انتقامي استهدف الإسرائيليين المقيمين بفندق طابا ومخيمات البادية وجزيرة وادي القمر"، حسب أقوالهم في التحقيقات، التي كشفت أيضاً أن حادث تفجير مخيم جزيرة وادي القمر ارتكبه المتهم محمد جمعان الذي لقي مصرعه في مواجهة مع الشرطة خلال محاولة القبض عليه, حيث نفذت عمليات التفجير في مخيم البادية بواسطة سيارة نصف نقل محملة بالمواد المتفجرة .
أما في تفاصيل تنفيذ تلك العمليات أشارت التحقيقات إلى أن المتهمين صمموا دوائر كهربية تعمل بواسطة الهاتف المحمول، وأخرى ببوادئ تفجير زمنية مستخدمين قطع غيار الأجهزة الكهربائية لتركيب تلك الدوائر، وحصلوا على المواد المتفجرة من ألغام الدبابات من منطقة صحراء سيناء وهي نتيجة مخلفات الحروب السابقة بين مصر وإسرائيل .
وأوضحت التحقيقات أن تفجير طابا تم من خلال 30 اسطوانة غاز بمعرفة المتهم محمد رباع سليمان حيث تم تفجيرها بعد توصيلها ببوادئ تفجير زمنية بعد أن تم تحميلها على سيارة نصف نقل تركت امام مدخل الفندق، حيث قام المتهمان، الفلسطيني اياد سعيد صالح وسليمان محمد فليفل بتشغيل بوادئ التفجير وحدث الانفجار حال ذلك مباشرة، ولقي مصرعهما في الحال .
وخلصت التحقيقات إلى أن تفجير مخيم البادية ارتكبه محمد صالح فليفل، ومحمد عبد الرحمن بدوي، الذي لقي مصرعه حال مقاومته لرجال الشرطة اثناء ضبطه وذلك من خلال تفجير سيارة وصلت بمواد متفجرة باستخدام دوائر كهربائية أعدها المتهم محمد صباح حيث تم تفجيرها بواسطة الهاتف النقال.
التعليقات