ثرى (العود) يواري غداً جثمان الملك الخامس:
جنائز العظماء في السعودية .. الأكثر بساطة
"حدث جلل وكبير وعلى إثره لم تشهد الحركة الجوية في الرياض كثافة كهذه من قبل"، قالها عبد الرحمن البابطين احد كبار موظفي الخطوط السعودية في الرياض والعرق يتصبب من تحت نظارته السوداء في يوم صيف قائظ يرتفع فيه مؤشر قياس حرارة الجو هنا إلى أكثر من 48 درجة مئوية.
ومع زوال شمس هذا اليوم بدأ يتوافد عبر الصالات الملكية والطيران الخاص أفراد من الأسرة المالكة السعودية ومرافقيهم، فضلا عن زعماء وشخصيات دولية لحضور مراسم الجنازة والدفن التي ستتم عصر غد وتقديم التعازي في الملك الراحل.
غير أن حشود الوافدين من رؤساء الدول والمنظمات والشخصيات، رغم المكانة الدولية لزعيم في شخص وأعمال فهد بن عبد العزيز، سوف يشهدون جنازة غاية في البساطة ليس فيها أو حولها أي مظهر من مظاهر التفخيم والتبجيل التي تحاط بها جنائز وتوابيت المتوفين من العظماء في معظم دول العالم.
كل ما ستقع عليه الأنظار عصر غد حيث تشييع الزعيم العظيم، نعش بسيط عليه الجثمان مسجى بعباءة تعرف هنا بـ "المشلح"، وهو اللباس الرسمي الذي كان يرتديه الملك حتى آخر ظهور رسمي له قبل دخوله المستشفى الشهر الماضي.
ولن يشهد قلب الرياض عصر غد هتافات أو أعلام ولافتات في مسيرة الجنازة، بل صمت ملفوف بالحزن وترديد المشيعين عبارة "لا إله إلا الله والله أكبر"، مع الدعاء للميت بصوت منخفض، من باب (الوقار السني) الذي يحرص عليه السعوديون في التعامل مع الجنازة.
الامن السعودي يفتش مواطنأ يريد الدخول الى مستشفى الملك فيصل حيث توفي الملك الراحل |
احتياطات أمنية وتنظيمية كبيرة بدأت تظهر الآن في ساحة المسجد والطريق المؤديةإلى المقبرة وما حولها. وتتوقع السلطات المعنية بتنظيم الجنازة أن يشهد الجامع الكبير والساحات المحيطة به كثافة بشرية كبيرة، وكذلك الطريق المؤدي إلى مقبرة العود (2 كيلو مترا جنوبي العاصمة)، وهي المقبرة التي تحتضن أرضها جثامين المتوفين من الأسرة السعودية المالكة ومن بينهم الملك المؤسس عبد العزيز والملوك من بعده سعود وفيصل وخالد، وغدا الملك الخامس فهد بن عبد العزيز.
التعليقات