واشنطن: قالت مصادر مطلعة ان جبهة بوليساريو التي تسعى الى استقلال الصحراء الغربية تعتزم يوم الخميس اطلاق سراح جميع أسرى الحرب المغاربة المتبقين لديها وعددهم 404 كثيرون منهم محتجز منذ عقدين في الغالب.

وقد يؤدي الإفراج عن الأسرى الى تخفيف التوتر بين المغرب والجزائر في منطقة يريد الغرب لها الاستقرار خشية ان تصبح مصدرا محتملا للتشدد الاسلامي.

وكانت جبهة بوليساريو التي تعد الجزائر مساندها الاساسي قد اسرت اكثر من الفي جندي خلال حرب عصابات استمرت 16 عاما مع المغرب حول الصحراء الغربية. وعلى الرغم من عمليات الافراج المتتالية في اعقاب وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه الامم المتحدة عام 1991 لايزال 404 اسرى محتجزين في معسكرات في جنوب غرب الجزائر.

وكان الصراع قد تفجر اثر استيلاء المغرب على الاراضي الصحراوية في شمال غرب افريقيا التي يسكنها نحو 260 الف نسمة بعد فترة قصيرة من انسحاب القوة الاستعمارية الاسبانية في عام 1975.

وقالت المصادر التي طلبت عدم نشر اسمائها لان جبهة بوليساريو لم تعلن الخطة ان الرئيس الاميركي جورج بوش ارسل اليوم الاربعاء السيناتور ريتشارد لوجار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للاشراف على اطلاق الاسرى.

ويأتي الافراج بعد ان فاز أسرى الحرب السابقون بتأييد الكونغرس الاميركي في أوائل هذا العام عندما كانوا في جولة لحشد التأييد في الولايات المتحدة.

ومن المقرر ان يتم اطلاق سراح الاسرى تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر من معسكرات في تندوف في جنوب غرب الجزائر حيث مقر جبهة بوليساريو.

ودعت الجبهة بضعة صحافيين للسفر جوا الى تندوف لحضور حدث يوم الخميس لم تكشف عن طبيعته.

وقالت المصادر ان لوجار السيناتور الجمهوري من ولاية انديانا غادر على طائرة رئاسية في وقت مبكر يوم الاربعاء ويعتزم ان يلتقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل ان يتجه الى منطقة المعسكرات.

وقال احد المصادر الذي يأمل ان يؤدي الاطلاق الى تعزيز قوة الدفع نحو تحقيق تسوية ان الحكومة الجزائرية استجابت للضغوط الاميركية في اعقاب حملة اسرى الحرب السابقين وضغطت على جبهة بوليساريو للقيام بهذا الاجراء المعبر عن النوايا الحسنة.

وكان اسير الحرب السابق في فيتنام السيناتور جون ماكين الجمهوري من ولاية اريزونا قد عقد مؤتمرا صحافيا في ايار (مايو) الماضي لالقاء الضوء على قضية الاسرى.

وقال المصدر انه بعد ذلك جذبت القضية اهتماما على نطاق واسع.