بغداد: اكدت الحكومة العراقية اليوم امكانية تمديد فترة كتابة مسودة الدستور اسبوعا اخر في حال لم يتمكن قادة العراق من الانتهاء في الفترة المحددة لها يوم غد الاثنين، فيما دعت جماعة انصار السنة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي سنة العراق الذين بدأ عدد منهم بالتسجيل على اللوائح الانتخابية الى مقاطعة الاستفتاء على الدستور في بيان نشر اليوم الاحد على الانترنت.

وقال ليث كبة المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي "ماذا سيحصل لو لم تقدم مسودة الدستور في الوقت الذي حددوه" قادة العراق وهو يوم غد الاثنين، مضيفا ان "القانون الذي يحكمنا الان هو قانون ادارة الدولة وكما مددوه لاسبوع فبامكانهم تمديده لاسبوع اخر".

هذا و تتواصل المشاورات اليوم بين قادة العراق حول مسودة الدستور، وقال محمود عثمان عضو اللجنة البرلمانية المكلفة كتابة الدستور ان "المشاورات مستمرة وستتواصل اليوم الاحد وربما يوم غد الاثنين والى اخر لحظة بين قادة العراق حول مسودة الدستور".

وحول الحديث عن اقتراب القادة من اتفاق نهائي، قال عثمان "هذه كلها تكهنات حقيقة الامر ان المفاوضات مستمرة بين الاطراف وليس هناك شيء جديد". ورفض عثمان الحديث عن حل لقضية دون اخرى وقال ان "المناقشة تجري للامور كلها وليس لفقرة دون اخرى". واوضح ان "النقاشات تنصب خصوصا حول الفدرالية وتقاسم الثروات وحق تقرير المصير للاكراد وقانون الاحوال الشخصية وعلاقة الدين بالدولة وصلاحيات الحكومة الاتحادية والاقاليم"، مشيرا الى ان "هناك نقاطا عالقة اصغر ولكنها ليست بنفس الاهمية". واكد عثمان انه "اذا صار انفراج فأنه سيكون انفراج لكل هذه المسائل".

وشبه عثمان مسألة الانتهاء من مسودة الدستور والوصول الى اتفاق بالدخان الذي يتصاعد من مدخنة كنيسة سكستينا في الفاتيكان في حال وصول الكرادلة الى اتفاق حول البابا الجديد. وقال "نحن بأنتظار الدخان الذي سيتصاعد هل سيكون ابيض ام اسود حتى نفهم ان كانت قد حلت المسائل العالقة في مسودة الدستور".

وكان من المفترض تقديم مسودة الدستور الى الجمعية الوطنية الموقتة في 15 من الشهر الحالي على ان تطرح في استفتاء في 15 تشرين الاول/اكتوبر قبل اجراء انتخابات تشريعية جديدة بعد شهرين من ذلك. غير ان المناقشات تعثرت عند نقاط عدة ابرزها مسألة الفدرالية ومكانة الاسلام في الدستور العراقي مما ادى الى تأجيلها لاسبوع واحد ينتهي يوم غد الاثنين.

"انصار السنة" تدعو الى المقاطعة

من جهة اخرى، قال بيان صادر عن جيش انصار السنة ونشر على موقع اسلامي "نقول أن بعض الجهات الداعية لمشاركة أهل السنة في الاستفتاء حول الدستور بحجة تخفيف الظلم عنهم وحصولهم على استحقاقاتهم بأنها ضرورية، نقول أن هذه الدعوات ما هي إلا دعوات زائفة لا تغير من أصل الآمر وإن مجرد الدخول في الاستفتاء إنما هو إقرار له وأن محتوى الدستور قد اكتمل مسبقا".

واضاف البيان "ويحكم بالكفر على كل مدرك يعلم بحال الدستور (المتضمن الكفر) مقرا به ومعتقدا، والعمل بشرع غير شرع الله شرك لله في حاكميته موجب للخروج من ملة إبراهيم".

وتابع النص "وكثير من الدعوات السياسية والسلمية للمشاركة في الاستفتاء للدستور والبرلمان والانتخابات تؤدي لفصل أهل السنة عن أبنائهم المجاهدين ووقوعهم في شباك التسويف والمماطلة لإضاعة آخر عهد للأمة بالحياة وتسقيط مفهوم جهاد التحرير والتمكين لرد الحق ودفع الظلم داعية للتثبيط والانهزامية محتواة".

وجاء في البيان ان "العراق بلد محتل قد اجتاحته قوات التحالف الصليبية وبمعاونة أحزاب سياسية خائنة ويدار سياسيا من قِبل الجبهة السياسية الرافضية الشعوبية والأحزاب الكردية العلمانية المرتدة، وعسكريا من قِبل فيلق بدر الإيراني وبمساندة ميلشيات رافضية وقوات البشمركه تحت أمر وقيادة القوات الأمريكية التي ترأس التحالف الصليبي ولها الآن السيطرة السياسية والعسكرية على مقدرات البلد".