حصيلة القتلى حوالي 1000 وجماعة مجهولة تتبنى
كارثة الكاظمية تهز مشاعر الخليجيين

العبيكان: الاسلام يحرم العمل الاجرامي مهما كانت المبررات

علي آل غراش من الدمام، وكالات: تابع الخليجيون الكارثة الدموية والمروعة التي أودت بحياة حوالي ألف شخص في تدافع على جسر الأئمة في بغداد باهتمام شديد وبألم وتأثر بالغ حيث فضل أهالي المنطقة متابعة الأحداث المفجعة للجريمة عبر أجهزة التلفاز العالمية التي سلطت الأضواء على الأسباب بشكل مفصل.

واستغرب من تحدثت إليهم إيلاف اللامبالاة التي مارستها معظم الفضائيات العربية تجاه الكارثة، إذ يرون أن الإعلام العربي تعامل مع الحدث ببرودة وعدم اهتمام وكأنه أمر لا يعنيه. وشهدت المنطقة الشرقية من السعودية وكذلك مملكة البحرين وأغلب المدن الخليجية التي يكثر فيها أبناء الطائفة الشيعية حالة من السكينة والحزن، شلت الحركة بعد ظهر يوم أمس في الشوارع والمحال التجارية.

وعبر عدد من أبناء المنطقة عن بالغ حزنهم بهذا المصاب الجلل، مرجحين فرضية العمل الإرهابي خلف الحادثة تم التخطيط له بعناية واتقان، مشيرين إلى أن وفاة هذا العدد الكبير من الأبرياء وقع كصدمة عنيفة على جميع اهل المنطقة شيعة وسنة.

وفرضت كارثة الأعظمية نفسها على الشارع الخليجي وكانت الحديث الأكثر تداولاً في المجالس العامة والخاصة، فيما اتفق عدد من علماء الدين والشخصيات الشيعية والسنية في الخليج على رفض هذا العمل واعتباره "إجرامي مخالف للشرائع الدينية والأعراف الانسانية".

العبيكان
ووصف عالم الدين وعضو مجلس الشورى والمستشار في وزارة العدل السعودية لـ"إيلاف" منفذي العملية بالـ فئة المجرمة التي تريد إثارة الرعب والخوف في نفوس الأبرياء، مستنكرا الحادثة "مهما كان الاختلاف في المعتقد حسب اعتقاد من يقوم بالعمل, مؤكدا ان الشرع الاسلامي يحرم هذا العمل الاجرامي والدموي, وهو مخالف للشرع". ورفض العبيكان نسب هذا العمل إلى الاسلام "فالاسلام بريء منه ومن قام به من اي ملة او مذهب".

وحول ردرود الفعل الغاضبة ونسب تلك الأعمال لفئة معينة، رأى العبيكان ضرورة التريث "حتى لا تقع الفتنة بين المسلمين". وحرّم العبيكان - لدى سؤاله عن موقفه إزاء الأشخاص الذين يتوجهون إلى العراق لتنفيذ عمليات انتحارية باسم المقاومة -حرم العمليات الاجرامية مهما كانت ومهما كانت الدوافع والتي هي في الحقيقة تؤدي الى الضرر والفتنة في العراق وازهاق المزيد من الارواح، مضيفا أنمن يذهب بحجة المقاومة للمحتل فهذه حجة واهية، ومن يفعل ذلك باسم الدين فهو مخطأ وواهي. وأكد الشيخ العبيكان ان العراق يحتاج حاليا للوحدة بين ابنائه والوقوف بيد واحدة معا ضد التحديات.

وللشيخ عبد المجسن العبيكان مواقف جريئة وصادقة في التنديد ومحاربة الاعمال الارهابية في السعودية وخارجها اذ اكد ان ترويع الأمنين جرم عظيم ومنكر كبير ولا يقوم به إنسان في قلبه إيمان، وليس هناك وسط بين الحق والباطل وبين الهدى والظلال وبين الخطأ والصواب.

تعاز خليجية
وفي أعقاب الحادث، توالت ردود الفعل العربية والدولية، إذ بعث مسؤولون خليجيون برقيات تعازي ومواساة للمسؤولين العراقيين.
وأعرب أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد عن تعازيهم الحارة للشعب العراقي الشقيق بهذه الحادثة المؤسفة. كما بعث حمدان بن زايد برقية مماثلة.

وقتل نحو 1000 شيعي عراقي أمس إثر تدافع على جسر الأئمة نجم فيما يبدو عن شائعات بوجود مُفجر انتحاري. وذكر مصدر من الشرطة العراقية ان حشودا كانت متجهة الى مسجد الكاظمية في الحي القديم في شمال بغداد لإحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عندما صرخ شخص ما بأن هناك مهاجما انتحاريا سيفجر نفسه وسط الحشد. وقال المصدر إن "مئات بدأوا في الركض وبعضهم ألقى بنفسه من فوق الجسر الى النهر". وتابع "توفي العديد من كبار السن على الفور نتيجة للتدافع وغرق عشرات وما زالت عدة جثث في النهر والزوارق تعمل على انتشالها".

وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن معظم القتلى من النساء والأطفال "الذين لقوا حتفهم غرقًا أو سحقا تحت الاقدام". وقال مسؤولو وزارة الداخلية ان عدد القتلى بلغ 965 قرب منتصف الليل (2000 بتوقيت غرينتش) إضافة الى 475 عولجوا من جروح. وقال الدكتور جاسب لطيف علي المدير العام في وزارة الصحة العراقية إن وزارته تتوقع ان تبلغ المحصلة 1000 قتيل.

جماعة "جيش الطائفة المنصورة" تتبنى
وقالت جماعة سنية غير معروفة وفقا لما جاء في موقع على الانترنت انها كانت وراء الهجوم بقذائف المورتر الذي قتل سبعة اشخاص على الاقل في العراق قبل حادث التدافع. وجاء في بيان نشر على موقع على الانترنت اعلان "جيش الطائفة المنصورة" ان مقاتليه قاموا "بقصف معقل الشرك ووكر المرتدين من الرافضة في منطقة الكاظمية بقذائف الهاون والكاتيوشا". ولم يتسن التحقق من صحة نسب البيان الذي نشر على موقع على الانترنت ينشر عادة بيانات لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ومسلحين آخرين.

الجعفري
وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الحداد لمدة ثلاثة أيام. وتضمنت التغطية الصحفية المستمرة على التلفزيون الوطني نداءات لاقارب للتقدم لتسلم طفل عثر عليه بجوار جثة أمه.
وأنحى وزير الداخلية العراقي باقر صولاغ جبر واثنان آخران من كبار المسؤولين الشيعة باللائمة على المسلحين السنة في مأساة التدافع قائلين ان شخصا نشر شائعة بأن مهاجما سيفجر نفسه وسط الحشود الشيعية.

ولكن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي قال ان التدافع لا علاقة له بالتوترات الطائفية التي تخيم على البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وأضاف الدليمي في حديث تلفزيوني اذيع على الهواء مباشرة ان ما حدث لا علاقة له بأي توتر طائفي وان الاشخاص السبعة الذين قتلوا في هجوم بمدافع المورتر قبل التدافع هذا الصباح هم الاشخاص الوحيدون الذين قتلوا بايدي "الارهابيين".


وتصاعدت التوترات بين أفراد الطوائف والأعراق الرئيسية في العراق قبيل استفتاء على دستور جديد للبلاد انقسمت بشأنه الآراء.

وأظهرت لقطات تلفزيونية الناس وهم يتدلون من الجسر للفرار من التدافع وأعدادا من الاحذية التي خلفها الضحايا الذين ماتوا سحقا تحت الاقدام.
وجثت امرأة تصرخ في هيستيريا على جثث في حين هرعت سيارات الاسعاف وهي تطلق أبواقها الى مكان الحادث فيما وضع الناس الجثث على محفات بينما اصطف آخرون على ضفاف النهر واحتشدوا على الجسر. وسجيت عشرات الجثث على الارض مغطاة بمختلف الاغطية من ملابس الى أغطية بلاستيكية وغيرها.

ورفض رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري دعوات الى استقالة وزراء بسبب الحادث. وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني في بيان انها مأساة كبيرة وستترك أثرا في أرواح العراقيين مضيفا أنه يدعو الله أن يشفي المصابين ويرحم "الشهداء".

وعلى الرغم من مسودة الدستور فانه ليس هناك اي بادرة على تراجع القتال الذي يشنه سنة ومقاتلون أجانب.