إقرأ أيضا

لجان المقاومة الشعبية تتبنى اغتيال موسى عرفات

اغتيال اللواء موسى عرفات مستشار الرئيس الفلسطيني

أسامة العيسة من القدس: برحيل اللواء موسى عرفات، المستشار العسكري لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، تنطوي صفحة رئيسية من ملف أصحاب النفوذ الذين كانوا يحيطون برئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، في حين فقدت عائلة عرفات القدوة احد ابرز أفرادها الذي سيطر على إحدى الأجهزة القوية، بينما كان آخرون، من نفس العائلة، يتحكمون في ملفات أمنية ومدنية أخرى. وبدأ نجم موسى عرفات القدوة، وهو خال ياسر عرفات، يصعد بعد أن أوكل له الأخير مسؤولية تأسيس وترأس جهاز امني أطلق عليه الاستخبارات العسكرية، ووضع ميزانيات وفيرة بتصرفه.

وأصبح موسى عرفات، يد رئيس السلطة الضاربة، سواء تجاه فصائل المعارضة أو حتى داخل حركة فتح التي حملت عرفات ورجاله مسؤولية مقتل الفتى يوسف الطريفي في رام الله عام 1998، بعد مظاهرة دعا إليها آنذاك مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح، احتجاجا على بعض مظاهر الفساد ورموزه، وعلى رأسهم حسب المتظاهرين موسى عرفات، ولكن رجال الأخير تصدوا للمظاهرة مما أدى إلى مقتل عضو فتح الطريفي، واقتحموا مقر مكتب فتح في رام الله وحطموه. ورغم مطالبات داخل حركة فتح لمحاسبته وإجراء تحقيق في مقتل الطريفي، إلا أن ياسر عرفات استطاع أن يحتوي ذلك الغضب ووفر حماية لخاله موسى الذي كان واجه تحديات كثيرة من حركة فتح نفسها، عندما اتهمته هذه الحركة بتعيين عملاء سابقين للاحتلال في جهازه العسكري ، و خرجت مظاهرات في مدينة بيت لحم ضده على هذه الخلفية، واتهم انه حقق مكاسبا مالية جراء ما قيل حمايته لعملاء وعصابات سرقة السيارات.

وكان موسى عرفات يخرج من كل أزمة وهو أقوى من قبل، بفضل دعم رئيس السلطة الراحل، ولم تنجح أعمال شغب استهدفته، وآخرين من قادة الأجهزة الأمنية، في قطاع غزة في صيف 2004، من إسقاطه، بل عينه رئيس السلطة الراحل قائدا لجميع الأجهزة الأمنية. وبعد تسلم محمود عباس (أبو مازن) رئاسة السلطة، قبل موسى عرفات على مضض، إحالته إلى التقاعد في نيسان (ابريل) الماضي، وكان يسعى دائما للعودة إلى ممارسة دوره السابق، حتى اغتياله صباح اليوم. وبغيابه تفقد عائلة عرفات القدوة، احد ابرز رجالها المتنفذين، وفي حين تولى موسى منصب الذراع العسكري لياسر عرفات، فإن الحاج احمد القدوة كان اليد اليمنى لياسر عرفات فيما يخص الشؤون المدنية. والمنصب الرسمي للحاج القدوة هو رئاسة اللجنة الاولمبية الفلسطينية، ولكن دوره كان اكبر بكثير من ذلك، فكان على كل طلب توظيف أو تعيين في السلطة أن يحمل توقيع الحاج احمد القدوة، حتى يصبح نافذا.

وكان ياسر عرفات يحول كل طلب تعيين يصله إلى خاله الحاج احمد القدوة، الذي شكل مع موسى عرفات، ذراعي ياسر عرفات العسكرية والمدنية، في حين تولى جرير القدوة رئاسة لجنة الرقابة، التي كانت تصدر تقارير موثقة تتهم فيها مسؤولين فلسطينيين بالفساد، في أوقات متباعدة، فهم منها أنها تلويحا من ياسر عرفات لمن يحاول انتقاد سياسته، ولم يكن توقيت إصدار هذه التقارير ليخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني، خصوصا وأنها كانت تحدث فرقعة إعلامية، ولكن لا يتم التحقيق الجدي فيها. ولكن بعد رحيل ياسر عرفات قبل نحو عام، تضعضع نفوذ ما كان يطلق عليها العائلة الحاكمة، وعبر عن ذلك بأوضح صوره، امتناع سهى عرفات، أرملة رئيس السلطة الراحل، عن مرافقة جثمانه من القاهرة إلى رام الله حيث شيع، خشية تعرضها لمخاطر من قبل قادة السلطة الجدد أو من الجمهور الذي كان هتف ضدها أثناء مرض عرفات المميت. وحسب مراقبين كان طبيعيا، بعد تراجع نفوذ (العائلة الحاكمة) السابقة، أن يترك موسى عرفات، يذهب وحيدا، إلى مصير مثل الذي واجهه اليوم.