*دعوة لمهاجمة البيت الابيض

*محاولة إنتحار أمام البيت الابيض

*رايس حية في البيت الابيض

أميركيون غاضبون لفصلهم عن تاريخهم
من وضع البيت الأبيض خلف القضبان؟

يبدو البيت الأبيض حالياً كسجين(عدسة إيلاف)

عبدالله المغلوث من واشنطن :خيبة أمل تسيطر على الوجوه المجاورة للبيت الأبيض حالياً نظرا للاجراءات الأمنية الصارمة والحواجز التي تفصلهم عنه وتمنعهم من التقاط الصور التذكارية والطواف حوله كما كان قبل أيلول(سبتمبر)2001 .رجال الأمن يستقبلون الزوار عن بعد بإحتجاج تفسره نظراتهم وحركة ايديهم، الصحافي الأسترالي ريماوند شيل قطع آلاف الأميال جواً الأسبوع الماضي لكتابة تقرير عن البيت الأبيض لجريدة تصدر من سيدني، فوجئ أخيراً بالإجراءات "القاسية" على حد وصفه، يسأل بوش عبر "إيلاف": "ألم تكن 4 سنوات كافية لتنظيم العملية الأمنية حول البيت الأبيض وإعادة افتتاحة للعامة بطريقة أكثر حذرا؟".
ريماوند خلع سترته من الحر الشديد ووضعها مؤقتا على أحد الأسوار الأمنية المحيطة بالبيت الابيض، قبل ان يشرع في التقاط صورة من عدسته للمعلم الحضاري المهم، التقطه رجل الأمن وحذره من الاقتراب من الأسوار لاحقا، انصرف الصحافي الاسترالي بمعية جاكيته وبطاقته الصحافية التي تتمسك بحزامه وحمل غضبه العارم الذي انفجر في الشارع.
اصابت عدوى الانفعال ركاب الحافلات الحمراء التي يستقلها السياح من أمام مركز رونالد ريغان للتجارة (يبعد 20 دقيقة مشياً عن البيت الأبيض) فالكل من جنسيات متعددة يبدون اسفهم لعدم مقدرتهم على استنشاق رائحة طلاء البيت الأبيض، يقول جيمس لواني نائب مدير اذاعة سي 17 في ديترويت: "كنت أتمنى ان اتصفح المكان، لكن يبدو اني لست محظوظا، لم اكن اعرف أن هجمات ارهابية ستحرمنا من متعة قراءة تاريخ بلادنا".
وتتساءل الهندية المسلمة عبير عمر التي تعمل في نيويورك عن التهمة الموجهة للبيت الأبيض ليينام خلف القضبان لمدة 4 سنوات دلالة على الحواجز العملاقة التي تفصله عن العالم.

والبيت الأبيض هو مكان الإقامة والعمل لرئيس الولايات المتحدة الأميركية، مصبوغ بطلاء أبيض ومطرز بحجر رملي، يقع على 1600 بنسلفينيا ايفنيو، ان دبليو، في واشنطن دي سي، وصورة البيت الأبيض مطبوعة على وجه ورقة 20 دولار النقدية.
تم بناء البيت الأبيض بعد ولادة مقاطعة كولومبيا بقرار من الكونغرس في كانون الأول(ديسمبر)1790، الرئيس جورج واشنطن ساعد بنفسه على اختيار الموقع مع أمين المدينة المهندس بيير ليفنفانت، وقع الاختيار على المصمم الإيرلندي جيمس هوبان بعد منافسة محتدمة مع 9 مصصمين استعرضوا خرائطهم المقترحة، وضع حجر الأساس في 13 تشرين الأول(أكتوبر)1792، الطابقان الأول والثاني صمما على طريقة قصر لينستر في دبلن، إيرلندا(حاليا مقر البرلمان الإيرلندي)، تم استيراد عمالة من أوروبا لإنجاز البناء فضلا عن الاستعانة بالأميركيين الأفريقيين(مجاناً) للانتهاء من البناء حسب المواعيد المحددة...
بناء البيت الأبيض استغرق 8 سنوات من العمل البطيء، استكمل البناء في الأول من تشرين الثاني(نوفمبر)عام 1800 بتكلفة 232,371.83 دولار، مايعادل 2.4 مليون اليوم.
سمي في البدء "قصر الرئاسة أو القصر الرئاسي" ثم أطلقت عليه دولي ماديسون زوجة الرئيس الأميركي جيمي ماديسون(1809-1817)"قلعة الرئاسة"، في عام 1811 سماه الجمهور لأول مرة بـ "البيت الأبيض" إثر حجارته المصبوغة باللون الأبيض، ولم يوثق رسميا باسم البيت الأبيض حتى صدر قرار الرئيس الـ 26 ثيودور روزفيلت عام 1901.
وكان الرئيس جون أدامز الرئيس الأول الذي اقام في المبنى في تشرين الثاني(نوفمبر)1800، في عام1814 خلال حرب 1812 بين الولايات المتحدة وبريطاني تعرض فيها البيت الأبيض للتدمير وتم اعادة ترميمه، ويذكر أن انتهاء صباغته للمرة الأولى باللون الأبيض قد استكملت عام 1798.

وهوجم البيت الأبيض للمرة الثانية في 16 آب(أغسطس)1841 في عهد الرئيس جون تيلر بعد التصويت على انشاء المصرف الثاني في الولايات المتحدة مما أثار غضب حزب " Whig"الذي خلف أضرارا في حدائق البيت الأبيض وشوهت تصميمها في مظاهرة الأكثر عنفا التي يتعرض لها البيت الرئاسي.

مثل البيوت الريفية الانجليزية والإيرلندية كان البيت الأبيض مفتوحا للزوار حتى وقت مبكر من القرن العشرين، وجه الرئيس توماس جيفرسون عام 1805 دعوة مفتوحة للأميركيين لحضور حفل أداء اليمين لولايته الثانية في الكابيتول ثم هنأوه في "الغرفة الزرقاء" بالبيت الأبيض...

أصبحت الاحتفالات التي تقام في البيت الأبيض صاخبة جدا، في عام 1829 الرئيس أندرو جاكسون ذهب مجبرا الى فندق بعد أن غص البيت الأبيض بنحو 20 الف احتفلوا بتنصيبه، ضاق بهم وبه المكان، قرر فريقه متابعة الاحتفال في الخارج مع توفير كوكتيل من عصير البرتقال والويسكي ابتهاجا، هذا التقليد استمر إلى 1885 عندما قرر الرئيس المنتخب جروفير كليفيند المرور أمام القوات التي تكتظ بالمدرجات خلال الاحتفال بدلا من الممارسة التقيلدية السابقة مع العامة...
لكن ظل البيت الأبيض مفتوحا في مناسباته المتعددة الأخرى إلى ان اشتكى الرئيس إبراهيم لينكولن بأنه حوصر من الباحثين عن العمل.
وتم تسجيل البيت الأبيض معلما تاريخيا في 19 كانون الأول(ديسمبر)1960.

القليل فقط يدركون ان معظم البيت الأبيض تحت الأرض، والذي كون لديهم الشعور المخالف هو الحدائق المحيطة والمشهد الكامل من الخارج...
والبيت الأبيض فعلا يتكون من 6 مبان منفصلة ومرتبطة في تصميم فريد، و55 ألف متر مربع من فضاء الأرض، 134 غرفة، و35 دورة مياه، 412 بابا، 147 نافذة، 28 موقد، 8 سلالم، 3 مصاعد كهربائية، 5 طباخين دائمين، 5 آلاف زائر يوميا (قبل احداث الحادي عشر من ايلول)، ساحة تنس، صالة بولينغ، قاعة سينما، مضمار مشي وجري، مسبح.

شهدت الفترة التي تولاها الرئيس الأميركي جون اف كيندي(1961-1963) إضافات جمالية عديدة على البيت الأبيض حيث حرص على ادخال تعديلات على التصميم الداخلي من خلال دعم أنصاره من الأغنياء مثل: جين إنجيلهارد، و جيني رايتزسمان.
استعان بالنقاش البارع ستيفن بودين من شركة تصميم باريسية عريقة لنقش الأسقف والممرات في ظل خبرته اللائقة التي اكتسبها من تصميم الديكورات للعوائل الملكية البلجيكية، وتأثرت تصميميات بودين بمتحف المليونير هنري فرانسيس.
وحاول كل رئيس إعادة تصميم الغرف وفق اسلوبه ومزاجه كما فعل الرئيس كلينتون وزوجته في التسعينات عندما استعانا بالمصمم كاكي هوكر سميث من اركانساس ليتولى إعادة تصميم بعض الغرف.

في مطلع القرن العشرين واجهت البيت الأبيض مشكلة في استيعاب الأجنحة الجديدة والبنايات الاضافية للعاملين بما يتناسب مع التصميم الأساسي وذلك بعد أن كان الكثير يستعملون مكاتب واقعة في الكابيتول، ماتطلب انشاء الجناح الغربي(ويست وينغ) حيث مكتب الرئيس وفريقه الذي يستوعب 50 مستخدما حسب موقع البيت الأبيض الرسمي.
أعيد تصميم الجناح الغربي أثناء إدارة روزفلت بواسطة المعماري القادم من نيويورك ميكم ميد اند وايت وشمل: غرفة جديدة للحكومة، مع مكتب صغير مجاور على شكل مربع للرئيس، قبل تحديث الجناح الغربي كان الموظفون يعملون في الطابق الثاني، لكن الرئيس وليام هاورد تافت (1909-1913) واجه مشكلة في التصميم الداخلي مادفعه إلى بناء مكتب رئاسي جديد في النقطة الميتة من البناية أطلق عليه لقب"المكتب البيضاوي" استنادا إلى طريقة تكوينه.
أما الجناح الشرقي فيحتوي على المكتب الإضافي، واضيف إلى البيت الأبيض عام 1942، واستخدمته السيدة الأولى روسالين زوجة الرئيس جيمي كارتر كمكتب شخصي لها عام 1977، وبني الجناح الشرقي تحت الأرض اثناء الحرب العالمية الثانية ليكون مخبأ في حالات الطوارئ.
وافتتح الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون، ويحظى بحماية امنية بالغة لمحتوياته عبر برامج عالية ، ويحتوي الموقع على 2200 رابطا رئيسا فضلا عن الروابط الداخلية التي تتوالد يوميا.