نصر المجالي من لندن: كشفت المحامية شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني عن طموحاتها السياسية التي قالت إنها تتفق على الدوام مع مبادئ زوجها وطموحاته سواء بسواء، ففي سلسلة لقاءات مع صحافيين ومحاضرات ألقتها على هامش زيارتها الحالية للهند، هاجمت السيدة بلير دولا إسلامية لم تذكرها بالاسم بأنها تستغل الدين الإسلامي ومبادئه لتبرير قمع النساء وكبحهن. وكشفت المحامية بلير في لقاء مع صحافيات هنديات كيف أنها كانت تحلم في صباها بالوقوع في عشق مهراجا هندي. يذكر أن المهراجات الهنوديشكلون الطبقة الارستقراطية التي كانت تتحكم في كل شيء كملوك وأمراء وطبقات غنية إبان عز الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس وكانت الهند جزءا من ممتلكاتها حتى العام 1947 من القرن الماضي. وفي حين، قالت زوجة رئيسة الوزراء البريطاني إنها ظلت على الدوام ولا تزال معجبة إلى حد كبير بالعقيدة الإسلامية، لكنها قالت إنها لا تتفق مع كثير من البلدان الإسلامية في تطبيق مبادئ تلك العقيدة، وهي قالت في حديثها إنها لا تتفق كثيرا مع زوجها في كثير من الآراء.

ورأت الصحف البريطانية الصادرة اليوم في تقاريرهاتصريحات السيدة بلير "أنها قد تعرض نفسها لموجة عارمة من السخط والنقد، حيث لم تكن دبلوماسية في كثير من إجاباتها على الأسئلة التي طرحت عليها".

وفي الهند التي تزورها السيدة بلير يعيش ما لايقل عن مائة مليون مسلم، حيث مثل هذه الملاحظات قد تؤثر كثيرا على المسار الذي تنتهجه الحكومة العمالية الحالية برئاسة توني بلير في تحسين العلاقات مع المسلمين سواء داخل بريطانيا أو في الخارج.

وتعرضت العاصمة بريطانية في السابع من يوليو (تموز) الماضي إلى موجة تفجيرات انتحارية نفذها مسلمون متشددون بريطانيون ينتمون إلى أصول باكستانية، وكان نتيجتها مقتل 52 شخصا وجرح ما لا يقل عن 800 ، وتبنت شبكة القاعدة هذه التفجيرات معتبرة أنها "غزوة لندن المباركة".

واتخذت الحكومة البريطانية من بعد ذلك سلسلة من الإجراءات الحازمة الوقائية في سبيل مواجهة شبكات الإرهاب، ومن ضمنها طرد كل من يرتبط بتلك الشبكات عن الأراضي البريطانية، إضافة إلى حظر بعض الأحزاب مثل حزب التحرير وحركة المهاجرين، والشروع بتسليم بعض المتشددين المطلوبين لبلدان تطالب بهم بتهمة تورطهم في أعمال إرهابية في تلك البلدان ومن بينها المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والجزائر.

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تزج زوجة رئيس الوزراء البريطاني بنفسها في قضايا مثيرة للجدل، حيث لا تسمح لها القوانين بذلك كزوجة لرجل في أعلى هرم السلطة، فهي في العام 2002 وفي حفل تطوعي لإغاثة الشعب الفلسطيني كانت ترعاه الملكة رانيا العبد الله زوجة العاهل الأردني صرحت بالقول "لا أمل للجيل الفلسطيني الجديد إلا أن يفجر نفسه في ظل الظروف التي يعيشها في ظل الاحتلال الإسرائيلي".

وإذ ذاك، كان أثار التصريح حملة قاسية ضدها قادها زعماء يهود بريطانيون، اعتبروا فيها أن مثل هذا الكلام تأييد للعمليات الانتحارية التي ينفذها انتحاريون فلسطينيون ضد الاسرائيليين في المناطق الفلسطينية المحتلة، لكن السيدة بلير تراجعت في اليوم التالي عن تصريحاتها قائلة "إنها لم تكن تقصد تشجيع العمليات الانتحارية التي يذهب ضحيتها مواطنون مدنيون أبرياء، بل إنها كانت تقصد مجمل الحال الإنساني المنهار الذي يعيشه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة". وكانت تصريحات السيدة بلير جاءت آنذاك بعد ساعات فقط من مقتل 19 إسرائيلي في عملية انتحارية نفذها متشدد فلسطيني ينتمي لحركة حماس.