رئيس الوزراء البريطاني على صفيح عمالي ساخن
زعماء النقابات يحاصرون بلير ليتنحى

نصر المجالي من لندن: على العكس من موقف سياسيين وبرلمانيين متشددين في حزب العمال الحاكم كانوا تراجعوا عن دعواتهم لرئيس الوزراء توني بلير بالتنحي بعد الانتخابات البرلمانية لصالح الرجل القوي وزير الخزانة غوردون براون، فإن زعماء النقابات جددوا هذا المطلب داعين رئيس الوزراء إلى التنحي في غضون عام واحد، وهم أيضا رفضوا أن يكون وزير الخزانة خليفة له. وهذا هو أصعب موقف يواجه بلير الذي حقق فوزا في الانتخابات التي جرت في أيار (مايو الماضي) بأغلبية ضئيلة، ولكنها قادته إلى ولاية ثالثة في 10 داونينغ ستريت.

وتأتي مطالبة زعماء النقابات البارحة، قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر السنوي العام لهذه النقابات التي تشكل العصب الحساس لحزب العمال الحاكم، ويقول هؤلاء إن تنحي بلير عن زعامة الحزب ورئاسة الحكومة سيقود إلى أغلبية برلمانية ساحقة غير تلك التي حققها مقابل تقدم الحزبين المعارضين المحافظين والأحرار الديمقراطيين.

وكان تحالف بريطانيا مع الولايات المتحدة في الحرب التي أسقطت نظام صدام حسين في ربيع 2003 إضافة الى قضايا داخلية مثيرة للجدل فشل بلير في تحقيقها خدمة للمواطنين ومنها الضمان الصحي والاجتماعي والضرائب والرسوم الجامعية، من ضمن الأسباب التي يعتقد مراقبون أنها أدت إلى تلك الأغلبية الضئيلة، فضلا عن دعوات سابقة من أركان الحزب وبرلمانيين لبلير بالتنحي حتى قبل الانتخابات الأخيرة قبل خمسة أشهر.

ولم يسلم وزير الخزانة الذي كانت مصادر كثيرة تعتقد أنه سيكون الخليفة الأوفر حظا لبلير في أي تطور لاحق، من انتقادات زعماء اتحاد النقابات العمالية، متهمينه بأنه جزء أساس في تردي حال الحزب الحاكم، حيث كان شريكا في كل الصياغات السياسية التي انتهجها الحزب للسنوات الثماني الماضية.

يشار إلى أن رئيس الوزراء كان أصر في تصريحات سابقة له ردا على المطالبين بتنحيه بأنه عازم على البقاء ولاية كاملة في منصب رئيس الوزراء وزعامة الحزب حتى العام 2008 ، وقالت مصادر مقر رئاسة الحكومة إن السيد بلير سيواجه بعناد قوي تحديد موعد لمغادرته مواقعه الحزبية والحكومية.

وفي تصريحات نقلتها صحف الأحد البريطانية الأسبوعية، اتهم زعماء نقابيون وزير الخزانة غوردن براون بأنه ساهم إلى حد كبير في توجيه سياسات حزب العمال لتكون أقرب إلى سياسات اليمين المحافظ الأميركي، ويطالب هؤلاء الزعماء الذين لم يحددوا شخصا بعينه لقيادة الحزب في المستقبل القريب بـ "سياسات أكثر شفافية وانفتاحا"، إضافة إلى "بروز وجوه جديدة قادرة على تنفيذ تلك السياسات وتعبر تعبيرا حقيقيا عن حزب العمال الجديد".

ومن الوزراء الذين يرفضهم زعماء النقابات للتصدي لزعامة الحزب أيضا، كلا من عضو مجلس الوزراء ألن جونسون وبيتر هين وزير شؤون إيرلندا الشمالية، وهما يعتبران من صقور الحزب الحاكم.

يشار في الختام، إلى أن نقابات العمال البريطانية تتصدر النسبة الأعلى في أصوات الناخبين لزعامة الحزب وبيدها المفاتيح المهمة لتحديد هوية زعيم الحزب القادر على القيادة، وكانوا اصطفوا إلى جانب بلير حين خاض معركة الزعامة العام 1997 خلفا لزعيم الحزب الراحل جون سميث، ومن المقرر أن يعقد النقابيون مؤتمرهم السنوي يوم الخميس المقبل.