أسامة مهدي من لندن: اكد مجلس الامن الوطني العراقي انه اتخذ اجراءات امنية حاسمة للحد من التفجيرات والهجمات الارهابية التي شهدت خلال الساعات الاخيرة تصاعدا خطرا غير مسبوق فيما اعلن عن اعتقال منفذ عملية تفجير الكاظمية في بغداد وهو يحمل جنسية عربية في وقت أدانت فيه هيئة علماء المسلمين السنية التفجير الذي ادى الى مقتل 114 شخصا صباح اليوم . وعقد مجلس الامن الوطني جلسة عاجلة الليلة اثر تعرض انحاء العاصمة العراقية لاحد عشر انفجارا اليوم ادت الى مصرع 150 شخصا واصابة 300 اخرين وهو برئاسة روش نوري شاويس نائب رئيس الوزراء وعضوية وزراء الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان جبر صولاغ والامن الوطني عبد الكريم العنزي . ووصف بيان للمجلس التفجيرات بانها ارهابية حاقدة وجبانة من تنفيذ اعداء الشعب العراقي واضاف ان الاجتماع هدف الى "اتخاذ الاجراءات اللازمة للوقوف بوجه التكفيريين الحاقدين الذين اعترفوا بمسؤوليتهم عن تفجيرها والتي تسببت بمقتل المئات من الابرياء من مواطني الكاظمية وهم يمارسون حياتهم اليومية".

واوضح البيان ان هذه الهجمات "تمثل اليأس بحد ذاته والفعل الجبان الذي يأتي على اعتاب الهزيمة الماحقة التي حلت بهم في مدينة تلعفر على ايدي شعبنا وقواتنا المسلحة".

يذكر ان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الذي يقوم بزيارة حاليا الى الولايات المتحدة اكد من هناك تصميم حكومته على مواصلة حربها ضد الارهاب "من اجل اقتلاعه من كل مناطق العراق وان هذه الافعال لن تثني عزيمة الحكومة عن تحقيق هدفها".

وذكرت مصادر عراقية في اتصال هاتفي مع "إيلاف" الليلة أن المجلس اتخذ عدة قرارات امنية سرية سيتم تنفيذها تباعا في محاولة للحد من الاعمال المسلحة والتفجيرات التي تشهدها المدن العراقية يوميا والتي يسقط نتيجتها المئات من الضحايا معظمهم من المدنيين الابرياء .. وفي ما يلي نص بيان المجلس :

عقدت لجنة الأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء وكالة الدكتور روز نوري شاويس وعضوية وزراء كل من الدفاع والداخلية والامن الوطني جلسة طارئة مساء اليوم اتخذت فيها عددا من الاجراءات والتوجيهات الامنية للحد من الهجمات الحاقدة والجبانة التي يتسلل منها الارهابيون والتكفيريون الحاقدون محاولين شق الوحدة الوطنية وحرف شعبنا عن مسيرته في بناء مستقبله واستعادة أمنه.

ورأت اللجنة أن ماتمثله تلك الهجمات من وسيلة غادرة أدت الى استشهاد واصابة العديد من الابرياء من مواطني الكاظمية والشعلة والوزيرية والحرية ومناطق اخرى لايمكن ان تثني شعبنا عن مواصلة مسيرته في تحقيق خطوات اخرى في دفع مسودة الدستور قدماً بعد الاتفاق عليها من قبل الاطراف العراقية جميعا الى المفوضية العليا للانتخابات، وهو دليل وحدة وطنية استفزت اعداء شعبنا ، كما أن قادة بلدنا وهم يحضرون قمة العالم في الذكرى الستينية لانشاء الامم المتحدة يمثلون تجسيداً لهذه الوحدة الوطنية وفرصة تاريخية لاطلاع شعوب العالم على النجاحات التي يحرزها شعبنا في التوافق الوطني لصياغة مستقبل يعيش فيه الجميع بسلام واحترام تحت مظلة القانون التي يمنحها دستورنا المقبل.

وفي الوقت الذي توجه اللجنة الامنية عميق مشاعر الاسى والحزن لذوي الضحايا الابرياء لهذه الجرائم تهيب بابناء شعبنا الى مزيد من الوحدة الوطنية ورفع حالة اليقظة والحذر من تسلل الارهابيين ومحاولاتهم بث الفرقة ووحدة الصف الوطني في محاولة يائسة للنيل من انتصاراتنا على الارهاب سواء في تلعفر او المناطق الاخرى التي عقد شعبنا وقواه المسلحة العزم على استئصال شأفتها من أجل خلق عراق آمن يعيش فيه الجميع بسلام وحرية .

بغداد في الرابع عشر من سبتمبر 2005 الموافق 11 من شعبان 1426 هجرية
المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء

وعلى الصعيد نفسه أدانت هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين تفجير الكاظمية وقالت انها تستنكر هذا الحادث الأليم وغير المبرر أياً كانت الأسباب والدوافع وانها تذكر الشعب العراقي الجريح بأن من يتحمل مسؤولية كل ما يحصل من قتل للأبرياء وسفك للدماء وتدمير للمنازل وتشريد للعوائل في كل مدن العراق .

وقالت الهيئة في بيان لها الليلة إن الحكومة وأجهزتها التي تنفذ مخططاً دولياً خبيثاً لتدمير البلد لا تمثل توجهات أبناء العراق وأن ما قاموا به في تلعفر من مجازر فتحت الباب واسعاً لهكذا أفعال وترى أنها مخالفة لقواعد الشرع الحنيف .. وفي ما يلي نص البيان :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
بسبب التصعيد الخطر في العمليات العسكرية لقوات الاحتلال والقوات الحكومية في عدد من المدن العراقية من تلعفر في الشمال إلى مدينة الرطبة غرب العراق يشهد البلد وضعاً أمنياً متدهوراً يدفع ضريبة ذلك كله الأبرياء من الشعب العراقي بمزيد من الدماء والأشلاء وآخرها ما حصل هذا الصباح في مدينة الكاظمية في انفجارٍ سقط فيه عشرات الضحايا من العمال والمدنيين الأبرياء ..

وهيئة علماء المسلمين إذ تستنكر هذا الحادث الأليم وغير المبرر أياً كانت الأسباب والدوافع فإنها تذكر الشعب العراقي الجريح بأن من يتحمل مسؤولية كل ما يحصل من قتل للأبرياء وسفك للدماء وتدمير للمنازل وتشريد للعوائل في كل مدن العراق وأيضاً ردود الأفعال غير المبررة هي قوات الاحتلال والحكومة المتعاونة معها.

مع أننا ندرك جيداً أن أبناءنا يقتلون في تلعفر وغيرها بنفس طائفي بغيض لكننا نعلم في الوقت ذاته أن هذه الحكومة وأجهزتها التي تنفذ مخططاً دولياً خبيثاً لتدمير البلد لا تمثل توجهات أبناء العراق وأن ما قاموا به في تلعفر من مجازر فتحت الباب واسعاً لهكذا أفعال وترى أنها مخالفة لقواعد الشرع الحنيف فالقصاص ينبغي أن يطال الفاعل والثأر ينبغي أن يتوجه إليه وليس إلى غيره وحسبنا في هذا الشأن قوله تعالى:" ولا تزرُ وازرة وزر أخرى".
إن مثل هذه الطامات تؤسس للفتن ولن تخدم بالمحصلة سوى المحتل وأعوانه فأين أولو الألباب.

اللهم احفظ العراق وأبناء العراق.

الأمانة العامة
10 شعبان 1426
14/9/2005

وقد اعلنت مصادر عراقية الليلة ان اجهزة الامن اعتقلت منفذ عملية تفجيرالسيارة المفخخة في الكاظمية وابلغت فضائية "العراقية" انه يحمل جنسية عربية من دون اعطاء مزيد من التفاصيل .