فيينا: تسلمت النمسا امس دفة الاتحاد الاوروبي متعهدة بمنحه قوة دفع جديدة بعد ما وصفه المستشار النمساوي فولفجانج شوسل quot;بعام فظيعquot; أدى الى تراجع الثقة الشعبية في التكتل المؤلف من 25 دولة.وستسعى النمسا اساسا بصفتها الرئيس الجديد للاتحاد الاوروبي للاشهر الستة المقبلة الى المساعدة في دفع عجلة النمو في غرب أوروبا من جديد وحمل البرلمان الاوروبي المتشكك على الموافقة على ميزانية الاتحاد للفترة بين 2007 و 2013 التي جرى التوصل اليها بصعوبة فضلا عن محاولة انقاذ مسودة الدستور الاوروبي المتعثرة.
كما ستعمل النمسا على توجيه قرار بخصوص ما اذا كانت رومانيا وبلغاريا ستنضمان الى الاتحاد في عام 2007 أو في وقت لاحق فضلا عن تناول مقترحات المفوضية الاوروبية بشأن بدء محادثات منح العضوية مع كرواتيا وتركيا . وتؤيد فيينا بدء المحادثات مع كرواتيا لكنها تعارض هذه الخطوة مع تركيا.
وقال شوسل في موقعه على الانترنت بمناسبة تولي فيينا رئاسة الاتحاد quot;نريد أن نمنح أوروبا دفعة جديدة..أن نبقي على فكرة قارة أوروبية موحدة ومتنوعة حية.quot;
وتحدثت وزيرة الخارجية اورسولا بلاسنيك عن توفير quot;فيتامينات لإنعاش اوروباquot; ومعالجة المشاكل quot;المهمة في الحياة اليومية للنمساويين وغيرهم من الاوروبيينquot; مثل بطء حركة النمو مع توسع الاتحاد الاوروبي في ظل العولمة.
ولكن ادراكا منه لان الشعب النمساوي لا يرى فائدة كبيرة في التخلي عن مزيد من السلطات الوطنية لصالح التكامل الاوروبي ومع اقتراب الانتخابات العامة التي ستجرى هذا العام فقد التزم شوسل الحذر والغموض بشأن الاهداف التي تسعى النمسا لتحقيقها من خلال توليها الرئاسة محذرا من الافراط في التوقعات.
وخلال مقابلة مع صحيفة دي برس وصف شوسل مقعد رئاسة الاتحاد الاوروبي بأنه quot;مقعد غير مريحquot; قائلا quot;لدينا برنامج طموح لكننا لا نستطيع احداث تحول جذري في ستة أشهر.quot;
وأضاف quot;العام المنصرم كان فظيعاquot; في اشارة الى رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين لمشروع الدستور الاوروبي الامر الذي ترك الاتحاد في حالة تخبط في ظل الافتقار الى توافق الاراء بشأن كيفية المضي قدما.
واشار شوسل الذي ينتمي للتيار المحافظ الى أن المخاوف من فقدان السيادة الوطنية أثارت أزمة لاعظم مشروع لارساء السلام والرخاء في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال quot;ربما كان هناك بعض المعقولية...(للاعتقاد) بأن القدرات الوطنية تقوض.quot;
وكان شوسل قال في الاسبوع الماضي ان أعلى محكمة أوروبية توسعت أكثر مما ينبغي بمدها القانون الاوروبي ليشمل مجالات تدخل في صميم الاختصاص الوطني مثل السماح بدخول طلاب أجانب الجامعات النمساوية.
وأضاف لصحيفة دي برس quot;عندما تحكم محكمة العدل الاوروبية ضد الثقافة القانونية لدولة ما فان لهذا دلالة. وسوف نثير هذه القضية.quot;
وقال الرئيس النمساوي هاينز فيشر ان من الخطأ أن يربط النمساويون كل مشاكل الحياة اليومية بعضوية الاتحاد الاوروبي. لكنه اضاف أن حماسهم تجاه الاتحاد الاوروبي فتر بسبب quot;الاخطاءquot; المرتبطة بعملية التوسع والميزانية المتعثرة والخلافات بشأن الدستور.
وأضاف فيشر لصحيفة فيينر تسايتونج اليومية quot;لا يمكن بالتأكيد توسيع الاتحاد الاوروبي بلا حدود. لابد أن يبقى اتحادا اوروبيا والا فلن يثبت أنه نموذج للنجاح.quot;
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه يشعر بالحيرة ازاء سبب قول أقل من ثلث النمساويين فقط في استطلاعات للرأي ان انضمام بلادهم للاتحاد الاوروبي في عام 1995 عاد عليهم بالنفع رغم أنهم أصبحوا ثالث أغنى أمة في التكتل منذ ذلك الوقت.
ونقلت مجلة بروفيل الاخبارية النمساوية عن باروزو قوله يوم الاحد quot;ربما تكون رئاسة النمسا مناسبة جيدة لتوضيح مميزات العضوية (اقتصاديا) بشكل افضل. النمسا كانت المستفيد الاكبر من هذا التوسع.quot;
وكان باروزو يشير بذلك الى جارات النمسا من دول أوروبا الشرقية الشيوعية سابقا التي تملك فيينا استثمارات ضخمة بها.
وقال ان احدى المهام الرئيسية التي ستضطلع بها فيينا تتمثل في اعطاء دفعة لمسعى المفوضية لجعل اقتصاد الاتحاد الاوروبي الاكثر قدرة على المنافسة عالميا بحلول عام 2010. وأضاف أنه لابد من نجاح قمة ستعقد في مارس اذار بخصوص هذه القضية quot;بحيث يرى المواطنون الاوروبيون أن توجهاتنا فعالة على أرض الواقع وليست مجرد كلام.quot;
لكن شوسل ركز على أجزاء من الخطة تدعو الى مزيد من الانفاق على البنية التحتية والابحاث مع الابتعاد عن التوجه نحو تحرير الاقتصاد خوفا من أن يخسر نمساويون وظائفهم لصالح منافسين يقدمون خدمات ومنتجات بأسعار أرخص.
ويتوقع دبلوماسيون عدم احراز تقدم ملموس فيما يتعلق بالقضايا الاوروبية الكبيرة قبل عام 2007 عندما تنتخب حكومات جديدة في فرنسا وهولندا وتتولى ألمانيا القوة العظمي بأوروبا رئاسة الاتحاد.
التعليقات