فيينا: قال دبلوماسيون ان غياب ايران عن اجتماع كان مقررا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعقيب على قرارها الخاص باستئناف ابحاث الوقود الذري عزز وجهات النظر القائلة بانه ربما يتعين ان تتنحّى الدبلوماسية جانبا لافساح المجال امام اتخاذ اجراء لكبح جماح طهران.

وقبل أن تتخذ قرارا بشأن ما اذا كانت ستسعى لاتخاذ اجراءات نحو فرض عقوبات ستنتظر مجموعة quot;ثلاثي الاتحاد الاوروبيquot; بريطانيا وفرنسا والمانيا التي تتفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل لترى ما اذا كانت الجمهورية الاسلامية ستستأنف الانشطة الخاصة بابحاث الوقود الاسبوع القادم كما اعلنت.

لكن دبلوماسيا اوروبيا قال ان quot;احتمال تراجع ايران عن موقفها يبدو امرا غير مرجح.quot; ويقوض الاساس لعقد محادثات من المقرر استئنافها يوم 18 يناير كانون الثاني بشأن التوصل الى حل للمأزق المتعلق بشكوك الغرب في ان طهران تحاول سرا انتاج قنابل ذرية.

وتقول ايران ان برنامجها الذري مخصص لتوليد الكهرباء لا لصنع اسلحة واعلنت يوم الثلاثاء الماضي انها ستستأنف في التاسع من يناير كانون الثاني انشطة بحوث وتطوير الوقود النووي التي علقتها قبل أكثر من عام لتهدئة الضغوط الغربية. وتعهدت بتنسيق العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واخضاعه لاشراف خبراء الضمانات النووية التابعين للوكالة.

لكن ايران لم توضح ما الذي ستشمله انشطة بحوث و تطوير الوقود النووي . و قد تتراوح بين اختبارات محدودة لتخصيب اليورانيوم و تجميع اجهزة الطرد المركزي التي تنقي اليورانيوم بما يمكن معه استخدامه لتشغيل مفاعلات نووية او تنقيته الى درجة اعلى للاستخدام في صنع اسلحة.

ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ايران الى تقديم تفسيرات. ورتبت ايران لارسال مبعوثين الى البرادعي في مقر الوكالة بفيينا يوم الخميس لتوضيح نواياها.

وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة quot;في بادئ الامر اتصل الايرانيون هاتفيا ليقولوا انهم سيتأخرون ثم اتصلوا ليقولوا انهم لن يتمكنوا من المجيء على الاطلاق. ما زلنا نتوقع ان يقدموا تفسيرا قبل استئناف اي انشطة.quot;

وفي ظل عدم صدور اي تعقيب ايراني يقول محللون ان تغيب ايران عن اجتماع الوكالة قد يكون لعدة اسباب تتراوح بين اتخاذ قرار بمواصلة انشطة البحوث والتطوير وتحدي الغرب ان يفرض عقوبات ووجود خلافات داخل هيكل السلطة المعقد بايران بشأن ما اذا كان يجب على طهران التعامل مع الغرب او تحديه.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن quot;قد يعني سلوكهم انهم قرروا تجاهل رد الفعل العالمي والكف عن تقديم تفسيرات او وجود خلاف في طهران بشأن اسلوبهم.quot;

وتابع quot;ايا كان .. تقترب احداث هذا الاسبوع بنا من النقطة الحاسمة وهى احالة ايران الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة (لفرض عقوبات محتملة). اي ابحاث تتعلق باجهزة الطرد المركزي قد تكون النقطة الفاصلة بشان الاحالة.quot;

وتشمل خيارات الاتحاد الاوروبي المدعوم من واشنطن الغاء محادثات فيينا والدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة للتصويت على احالة الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات محتملة.

وايران تحت مجهر المجتمع الدولي بسبب اخفاء انشطتها النووية لما يقرب من 20 عاما وبسبب اتباعها منذ ذلك الحين اسلوب مماطلة ومرواغة في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبسبب دعواتها لتدمير اسرائيل.

ووصفت بريطانيا اعلان ايران الخاص بانشطة ابحاث جديدة بانها quot;مستفزةquot;. وقالت واشنطن ان ايران رافضة على ما يبدو لاتفاق دبلوماسي.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ارجأ في اخر اجتماع له في نوفمبر تشرين الثاني التصويت على قرار باحالة ملف طهران النووي الى مجلس الامن من اجل اتاحة المزيد من الوقت امام الجهود الدبلوماسية.