المطابع ومصانع الخياطة تنتعش... بانتظار الانتخابات
صور المرشحين تغطي صور الشهداء في فلسطين
بشار دراغمه من رام الله: الحملة الانتخابية تشتد، والملصقات غطت صور الشهداء، وصور المرشحين باتت السمة الأبرز للجدران، وشعارات يتغنى بها المرشحون، quot;تبشرquot; بغد مزهر ودولة فلسطينية متكاملة وطرد الاحتلال، وتعزيز الديمقراطية، والقضاء على الفقر، وورود ستنتشر في الطرقات، ولا حاجة للاحتواء بمظلة الخوف. والانطباع العام في الساحة الانتخابية الفلسطينية ان المرشحين سيقضون على كافة مظاهر الفلتان الأمني ، وسينجحون في اطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال، واننا لن نجد احدا quot;يتسكعquot; في الشوارع بعد اليوم وسنقضي على البطالة، والجميع سينشغلون بأعمالهم الكثيرة، والبنوك ستكتظ بالموعدين .فالشعارات التي تملىء الشوارع حققت أحلام كافة المواطنين الذين لم يعد لديهم أي أمنيات بعد هذه الوعود سوى أمنية واحدة وبسيطة جدا ، وهي أن يلتزم كل مرشح بما وعد به ولا ينسى نفسه عندما يصبح خلف مقاعد المجلس التشريعي.فلسطينية تمر بجانب ملصقات انتخابية
الناخبون يفقدون الثقة بالمرشحين
لا يهتم المواطنون في المدن الفلسطينية بتلك الشعارات الرنانة التي يرفعها المرشحون فهناك اعتقاد لدى جزء كبير من المواطنين، بأن هذه الشعارات ما هي إلا دعاية انتخابية تتلاشى بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، فكثير من هؤلاء المواطنين قالوا quot;ان من ينجح او يفشل في الوصول إلى المجلس التشريعي، لن يطبق اي شيء مما قاله وطرحه خلال الحملة الانتخابية لسبب بسيط فهو إما أن يكون قد حقق غايته ووصل إلى مبتغاه، ولا يريد شيئا أكثر من ذلك، أو أنه يكون قد فشل ولم يتمكن من الوصول إلى مقاعد المجلس التشريعي، وبالتالي لا حاجة لرفع الشعارات التي حملها طوال الحملة الانتخابيةquot;.
المواطن جمال محمد كلبونة (33 عاما) يرى أن الناخب الفلسطيني بات يفقد ثقته بالمرشح لأنه يقيس تجربة المجلس التشريعي الماضي والوعود التي قطعها المرشحون في ذلك الوقت بالمجلس الحالي. ويضيف: quot; في الانتخابات الماضية في العام 1996 وعدنا المرشحون بالكثير من الأمور لكن للأسف لم يتم تطبيق الحد الأدنى منها، أو بالأصح لم يتم تطبيق شيء منها، وبالتالي فإن غالبية المواطنين يعتبرون الوعود التي يقطعها المرشحون في الانتخابات الحالية ما هي إلا أدوات للوصول إلى المجلس التشريعي ومن ثم ينسون ليس فقط شعاراتهم التي رفعوها بل ايضا الناخبين الذين أعطوهم أصواتهمquot;.
صور وملصقات تغطي صور الشهداء
ولعل السمة الأبرز للجدران في المدن الفلسطينية هذه الأيام هي صور المرشحين التي طغت على صور الشهداء، وبعضها وضع فوق صور هؤلاء الشهداء، أما الشوارع فملأتها الشعارات التي قضت الرياح على جزء منها وبقي جزء آخر ليس بقليل ليذكر الناخبين بوعود محاربة الفساد، والقضاء على الفقر والبطالة وتحرير الأسرى وتلبية كافة الأمنيات والوعود، بينما سيطرت لوحات إعلانية ضخمة جدا على حافة الشوارع ووسط المدينة، تبلغ كلفة الواحدة منها آلاف الدولارات.
مصاريف خيالية وبذخ إنتخابي
![]() |
شعار انتخابي لحماس على أحد الجدران في مخيم جباليا |
ويعتبر صاحب مطبعة أخرى ان الدعاية الانتخابية أحيت سوق العمل بعد حالة من الركود التي أصابتها خلال سنوات الانتفاضة.
بينما آراء المواطنين مختلفة عن ذلك تماما فيقول المواطن عماد صبري انه quot; كان الأجدر بهؤلاء المرشحين أن لا ينفقوا مئات الآلاف وأحيانا الملايين على دعايات انتخابية لا تنفع بشيء، وكان عليهم أن يستثمروا أموالهم في مشاريع يقضون فيها على البطالة المتفشية في أنحاء المدينة، أو يتبرعوا بجزء منها للفقراء الذين باتوا السمة الأبرز للشارع الفلسطينيquot;.
التعليقات