سلطان القحطاني من الرياض: تحول موسم الحج السنوي إلى صداع سياسي بالنسبة الى الحكومة السعودية بعد مواقفها مع العديد من الدول الإسلامية التي لا تلتزم بالحصة النسبية المحددة لحجاجها ولا بالمهلة الوقتية المحددة التي لا تستقبل بعدها المطارات السعودية أي وفود، على الرغم من أن هاتف قصر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم يهدأ من سيل الاتصالات التي يقوم بها زعماء هذه الدول لمحاولة الحصول على تمديد للمهلة كما حدث مع وفد الحجاج النيجيريين مؤخراً.

وكان محور المحاصصة العددية الذي تنتهجه الحكومة السعودية تجاه وفود الحجاج الآتين من الخارج مثار الخلاف الذي نما ككرة الثلج ما بين الرياض وبغداد،على أثر تصريح لرئيس الوزراء المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري وصف فيه موقف السلطات السعودية من الحجاج العراقيين بـquot;الغامضquot; في حين استهجنت الحكومة السعودية تصريح الجعفري الذي يحاول أن يعالج quot;تردي مكانته السياسية داخل بلادهquot;، وquot;زجه بشؤون الحجاج لتحقيق مكاسب انتخابيةquot; على حد تعبير المسؤول السعودي.

وعادت الحكومة العراقية اليوم لإبداء استغرابها لرد الحكومة السعودية يوم أمس حول ما صرح به رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الذي حمل الجانب السعودي مسؤولية عدم تمكن قرابة سبعة آلاف حاج عراقي من دخول الأراضي السعودية بسبب وصول العدد المسموح به للعراق من الحجاج إلى 28 ألف حاج حسب حصة العراق لهذا العام.

ولكن هذا الصداع السنوي لا يعيق الحكومة السعودية عن تأهبها المستمر لتسيير دفة موسم الحج الذي يشهد أضخمَ تجمع في أنحاء الرقعة الجغرافية العالمية حيث يجتمع نحو مليوني مسلم في وقت واحد ومحيط واحد لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام،مع الأخذ في الاعتبار تلك المصاعب الأمنية والصحية التي ترافق تجمعاً كبير الحجم في ظل quot;فورة الإرهابquot; وغزوة quot;أنفلونزا الطيورquot; في أنحاء العالم.

وتظل قوى الأمن السعودية في حالة استنفار وذلك لتفادي وقوع عمليات تدافع كانت أوقعت في 2003 حوالي 251 قتيلا وفي سنة 1990 زهاء 1426 قتيلا، وأيضا للتوقي من تسلل إرهابيين إسلاميين في الوقت الذي تواصل فيه هذه القوات مطاردة أنصار القاعدة الذين نفذوا العديد من الاعتداءات الدامية في المملكة منذ الثاني عشر من أيار (مايو) قبل نحو ثلاثة أعوام حين استهدف مسلحون مفترض انتماؤهم للقاعدة مجمعاً سكنياً يقطنه غربيون.

ولم ترد الحكومة السعودية حتى اللحظة على التصريح العراقي الثاني الذي صدر عن بغداد نهار اليوم السبت، في حين رجح مراقبون سعوديون أن الحكومة السعودية لن ترد على اعتبار أن quot;الرسالة وصلت إلى بغدادquot;،بينما ستكون السعودية مشغولة عن بكرة أبيها يوم غد الأحد خلال بدء مناسك الحج بمسيرة التروية إلى مشعر منى.

وحمّل المسؤول العراقي اليوم الجانب السعودي مسؤولية أزمة الحجيج العراقيين وقال إن الحكومة العراقية فوجئت بإرجاع الطائرات العراقية بالحجاج فاستدعى ذلك الاتصال من قبل الحكومة بالجهات المسؤولة في السعودية على مدى أربعة أيام، فلم تتم الإجابة ، quot;رغم وعدهم بأنهم سيتصلون بنا، الأمر الذي تسبب في انتظار الحجاج العراقيين على الحدود وداخل المطارات العراقية خلال الأيام الأربعة دون أي رد، على الرغم من اتصالاتنا المستمرةquot;.

وكان مسؤول سعودي قد رد على ما ذكره رئيس الوزراء العراقي بأن السعودية لم تأخذ في الاعتبار رغبة أعداد متزايدة من العراقيين أداء فريضة الحج منذ سقوط نظام صدام حسين؛ (بأن المملكة خلال العامين الماضيين قبلت بتقديرات الجانب العراقي لعدد السكان على الرغم من المبالغة فيه وتعاملت المملكة بكل التعاون مع عدم قدرة السلطات العراقية المعنية بالحج وعلى رأسها السيد إبراهيم الجعفري على ضبط إصدار وثائق السفر للمواطنين العراقيين الراغبين في أداء مناسك الحج وعجزها عن توزيع تلك الوثائق بصورة عادلة منصفة بين فئات الحجاج العراقيين المختلفة وكيف كان كل ذلك يخضع للحسابات الفئوية والمناطقية وحتى المذهبية).

إقرأ أيضا

السعودية تفتح النار على الجعفري

العراق يستغرب الرد السعودي حول أزمة الحجيج